تكمُن آمال ألمانيا في التتويج بطلة لأوروبا في النسخة التي تستضيفها حالياً، في إلحاق هزيمة نادرة جداً بمايسترو خط الوسط الإسباني رودري في مباراة ربع النهائي، اليوم الجمعة.

فمنذ خسارة «لا روخا» آخر مباراة رسمية أمام اسكتلندا في مارس 2023، خاض رودري 77 مباراة مع ناديه مانشستر سيتي، بطل إنكلترا، ومنتخب بلاده وتذوّق الهزيمة مرّة واحدة فقط عندما تغلّب مانشستر يونايتد على «سيتي» في نهائي كأس إنكلترا في مايو الماضي.

خلال هذه الفترة، فاز لاعب الارتكاز (28 عاماً)، بالدوري الإنكليزي مرّتين، دوري أبطال أوروبا، كأس إنكلترا، كأس «السوبر» الأوروبية وكأس العالم للأندية، وقيادة بلاده إلى التتويج بدوري الأمم الأوروبية.

وقدّمت إسبانيا أفضل العروض في البطولة القارية وهي المنتخب الوحيد الذي فاز بجميع مبارياته الأربع في طريقه إلى ربع النهائي.

وتألّق فيه بشكل خاص الجناحان الرائعان لامين يامال ونيكو ويليامس وشكّلا خطراً كبيراً على دفاعات المنتخبات المنافسة افتقده حتى الجيل الذهبي لإسبانيا الذي فاز بثلاثة ألقاب كبيرة توالياً بين عامي 2008 و2012 (كأس أوروبا مرّتين وكأس العالم).

ويُشكّل فابيان رويس، بيدري وداني أولمو إضافة كبيرة في خط الوسط وحتى ألفارو موراتا الذي تعرّض لانتقادات شديدة بات ثالث أفضل مُسجّل في تاريخ كأس أوروبا. ومع ذلك، فإن أهمية رودري كملهم لهذا المنتخب الإسباني تجلّت في ثُمن النهائي ضد جورجيا (4-1).

فبعد تخلّف إسبانيا بهدف مفاجئ خلافاً لمجريات اللعب، سجّله مدافعها روبان لو نورمان خطأ في مرماه، بدأت إسبانيا تشعر بالارتباك بسبب عدم الاستفادة من هيمنتها على الكرة والفرص الضائعة. وبعد مرور نصف ساعة مباشرة، استحوذ رودري على الكرة، وتوقف وأصدر تعليمات لزملائه بالهدوء.

وبعد لحظات، أطلق تسديدة زاحفة من مشارف منطقة الجزاء في الزاوية البعيدة، ليسجّل هدف التعادل ويضع فريقه على الطريق الصحيح لتحقيق فوز صريح.

قد يرتدي موراتا شارة القائد، لكن رودري تطوّر ليصبح قائد الجيل الجديد في إسبانيا، الحريص على كتابة تاريخ جديد لمنتخب بلاده بعد إنجازه الجيل الذهبي بين عامي 2008 و2012.

وأشاد به مدربه لويس دي لا فوينتي بقوله «لدينا رودري، وهو جهاز كمبيوتر مثالي».

وعلى الرغم من كونه أحد أبرز اللاعبين في العالم في مركزه على مدى مواسم عدّة، فهو يخوض أوّل بطولة كبرى في مركز اللاعب رقم 6.

ففي مونديال 2022 في قطر، استعان به المدرب السابق لويس إنريكي في مركز قلب الدفاع في ظلّ وجود سيرخيو بوسكيتس.

وبعد اعتزال بوسكيتس دولياً، يريد الجيل الحالي بقيادة رودري كتابة التاريخ ليصبح أفراده أبطالاً قوميين.

وقال رودري قبل مواجهة اليوم: «ألمانيا قويّة على أرضها، لكنها ستشعر بالقلق تجاهنا أيضاً».

وأضاف: «جئنا للفوز ولسنا خائفين. عقليتنا هي المضي قدماً بكل ما لدينا ضد ألمانيا».

ويسعى رودري الى تحقيق باكورة ألقابه الكبرى، وستقطع إسبانيا شوطاً كبيراً لتحقيق ذلك في حال الفوز على ألمانيا.