ابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع الذي اخترته كتخصص لي في الدراسة الجامعية، يؤكد على نوع من التلازم بين العلم والتعليم وبين رسوخ العمران وانتشاره، لهذا إذا كان الجهل والظلم هما أساس في كل انحطاط وتدهور، فإن العلم بأوسع مدلولاته، والعدل بأفضل تطبيقاته وإجراءاته يشكّلان أساساً مهماً لكل تقدم وازدهار.

ابن خلدون - رحمه الله - يتحدّث عن العلاقة بين الظلم وبين التخلف والتراجع وخراب العمران. حيث يقول: «والعمران ووفوره ونفوق أسواقه، إنما هو بالأعمال وسعي الناس في المصالح والمكاسب... فإذا أُقعِد الناس عن المعاش، وانقبضت أيديهم عن المكاسب كسدت أسواق العمران، وانتقصت الأحوال، وتفرقوا الناس في الآفاق».

من هذا المنطلق جاءت التوجيهات السامية من سمو أمير البلاد بضرورة القضاء على البطالة وتوفير وظائف مناسبة للخريجين، وتم بعون الله توفير أكثر من 20 ألف وظيفة مقابل 15 ألف متقدم تقريباً لديوان الخدمة المدنية.

وفي الختام، نذكر تعليل ابن خلدون، أن في البطالة تذهب آمال الناس في الفائدة من الكدح والعمل بسبب ذهاب ثمار تعليمهم، للخمول والكسل وإضاعة الوقت بما لا ينفع البلاد والعباد.

M.alwohaib@gmail.com

mona_alwohaib@