... وبعد أن أغلق باب الموافقة على الترشح بستة وجوه بينهم ثلاثة لا أظن أن لهم حظوظاً تُذكر كي يتسيّدوا رئاسة جمهورية أثارت الكثير من الزوابع والأعاصير منذ أن وُلدت من رحم ثورة على ما كان يسمى بظلم نظام الشاه، والسافاك والتباين الطبقي الكبير، ومعاناة الفقر لدى كثير من طبقات الشعب، ومازالت حتى اليوم تثير براكين غضب كثير من الأمم بما يُنسب لها من تدخلات في شؤون الدول الأخرى وتملص من قبضة نظام نووي دولي، وتصدير ثورة في عقر دارها لم تجد قبولاً جامعاً تاماً بعد مضي أكثر من خمسة وأربعين عاماً على اندلاعها.

نلقي نظرة سريعة على الثلاثة الموعودين بالهزيمة ظناً ورابعهم المفيد في موقعه، ثم الاثنين المتوقعين بتلقي تهاني الفوز.

1 - مصطفى بورمحمدي 64 عاماً

جمع بين الدين والسياسة والقانون وارتدى العمامة على كرسي وزارتي العدل والداخلية.

يتحدثون عن سجله المتشدد جداً ومواقفه مع من يسمون (أعداء الثورة) أيا كانوا، وبصفة عامة الرجل لا يجد قبولاً عند المتعطشين للتغيير والنهوض والحرية.

2 - أمير حسين قاضي زاده 53 عاماً

جراح الأنفاس الصعبة، بيده مبضع الأنف والأذن والحنجرة الحاد. نائب في مجلس الشورى وله نشاط سياسي ضمن الإطار المتشدد وسبق وأن ترشح لرئاسة الجمهورية 2021، ونال المباركة لكنه حقق المركز الرابع.

3 - مسعود (بزشكيان، والاسم له صله بالطب) 70عاماً، جراح القلب الطيب والسياسي الإصلاحي الذي كانت هذه الانتخابات تقريباً الفرصة الأخيرة لترشحه لاقترابه من سن منع الترشح بعد هذه الدورة (سن المرشح يجب أن يكون بين أربعين وخمسة وسبعين عاماً).

بزشكيان، نائب ووزير صحة سابق، يتأمل الشباب أن يتمكن من إصلاح قلب ورئة إيران إن نجح، وإن كان وجوده كما أظن لتهدئة بعض المخاوف وفعلياً الحروب ضده بدأت لتخفت أضواءه.

يبقى رابع المرشحين

4 - محمد باقر (قاليباف وتعني حائك السجاد) وهو جزء من تراث إيران العالمي.

قاليباف، رجل الثورة والقريب من مركز صنع القرار لحل كثير من الأزمات. خاض سباقات رئاسية ولم يحالفه الحظ أو انسحب كما فعل من أجل الرئيس الراحل رئيسي.

مثل هذا الرجل العسكري متعدد القدرات ويشغل منصب رئيس البرلمان، أظنه مفيداً للجمهورية في منصبه الحالي وضمان استقرار للمجلس أكثر من كرسي الرئاسة. وربما بلغة أخرى الأفضل أن يكون الذراع الثانية للأصوليين في البرلمان بعد ذراع الرئاسة.

ونصل إلى مرشحين تتأرجح بينهما الرئاسة كما أراها.

5 - سعيد جليلي

ابن الثورة الذي بذل الكثير، وعاش حياته فاقداً ساقه من أجل الثورة، أما تكون مكافأته بعد كل جهوده وخبرته أن يقود إيران تحت ظل تعليمات المرشد الأعلى؟

6 - علي رضا زاكاني

الأصولي المتخصص بالطب النووي، ربما يكون الرقم المطلوب هذه الأيام للسير في محيط عاصف عالمي يعج بعقوبات دولية ومطالبات بسبب النووي الإيراني، وهو المنتقد للتراخي في هذا الملف.

بين الخامس والسادس أظن ستتأرجح الرئاسة وكلاهما يناسب تصورات القيادة الدينية والسياسية لإيران أصولياً. من منهما سيصل أو من من الأربعة الآخرين قد يحقق المفاجأة، تلك نبوءة أخفتها البللورة السحرية. وتظل آراؤنا مجرد تكهنات وظنون في قراءة للشأن الإيراني.

وكثير من الظن إثم.