استطاع حفل «ليل المنامة» الذي أُقيم في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، مساء الخميس الماضي، أن يستحضر الإرث الفني العريق من تاريخ الأغنية البحرينية، ويحيي ذكريات الجمهور مع نجومهم أحمد الجميري وخالد الشيخ ومحمد البكري، والموهبتين الشابتين إبراهيم الناجم وهند ديتو، وبإطلالة شرفية كان لها وقعها الخاص والمميز للفنان خالد الملا.
الحفل، الذي امتد إلى 180 دقيقة، أتى بتنظيم احترافي وناجح لشركة «كودا» للإنتاج الفني والمسرحي، وبمتابعة وإشراف على أدق التفاصيل من الرئيس التنفيذي الدكتور المايسترو أيوب خضر، حيث شعّ وهجه في أرجاء المركز.
«ليل المنامة»، سيبقى – بلا شك - محفوراً في خانة الذكريات لدى جمهوره، كونه أعاد إلى الأذهان مجموعة من أجمل الأغاني الشهيرة لكبار نجوم الشعر واللحن والغناء.
3 أغانٍ... بنجاح
انطلق الحفل الذي انقسم إلى فصلين، مع الكورال وأدائهم لأغنية «من خلقت الدنيا» من كلمات عيسى بن راشد آل خليفة وألحان أحمد الجميري، بعدها أطل الناجم على خشبة المسرح وقدم ثلاث أغانٍ بنجاح، إذ كانت الأولى بعنوان «دمعي جرى» من كلمات مبارك بن حمد العقيلي ولحن محمد بن فارس، ثم أتبعها بأغنية «البارحة» من كلمات وألحان خالد الذوادي، والتي تُعتبر واحدة من روائع فرقة الأخوة البحرينية. أما الأغنية الثالثة، فهي «أحلى الليالي» من كلمات وألحان عمر بن بريك، والتي تُعتبر من أشهر ما قدّم الفنان الراحل سلمان زيمان.
حضور قوي
بعدها، أطلت ديتو على الجمهور المتحمس، وبادرت بالقول: «يسعدني استحضار روائع فنية خالدة من إرث خالي الفنان الكبير الراحل سلمان زيمان»، لتباشر بعدها التحليق كالفراشة مستعينة بحضورها القوي وصوتها العذب، وكانت البداية مع «ربوع الشمال» من كلمات توفيق زياد ولحن سلمان زيمان، ثم أتبعتها بـ «أنت مرادي» من كلمات من التراث اليمني وألحان من التراث الهندي. ووسط تصفيق الجمهور لها، ختمت فقرتها مع أغنية «عنوا عالبال» من كلمات عيسى بن راشد آل خليفة وألحان محمد علي عبدالله.
الصوت الشجي
أما الفنان محمد البكري، صاحب الصوت الشجي الرخيم، فقدّم بدوره ثلاث أغانٍ في ختام الوصلة الأولى من الحفل، اثنتان منها للفنان سلمان زيمان، الأولى حملت عنوان «الله الله بالأمانة» من كلمات وألحان الموسيقار الراحل حسين المحضار، في حين كانت الأغنية الثانية بعنوان «أقبل العيد» من كلمات غالب عوض وألحان الفنان الراحل كرامة مرسال. أما ختام فقرته، فكانت مع أغنية «هلا باللي لفاني» التي تفاعل معها الحضور تصفيقاً وغناء.
المفاجأة
مع بدء الوصلة الثانية، والتي كان من المفترض أن يُحييها الشيخ والجميري، أطلّ الفنان خالد الملا على الجمهور من دون سابق إنذار، ليكون مفاجأة رائعة للأمسية وإضافة جميلة، إذ قدم أغنية «ما معاكم خبر زين» التي اشتهر بغنائها دوماً في جميع إطلالاته الفنية والسمرات، ما دفع الحضور إلى التفاعل معه.
لمسة وفاء
بعدها، أطل الشيخ على جمهوره وسط الهتاف والتصفيق الحار له، وقدم أغنية «سافر» من كلمات علي الشرقاوي، بعدها انتقى أغنية «الوردة ولهانة عليك» من كلمات فتحية عجلات وعلي الشرقاوي، في حين كانت الأغنية الثالثة بعنوان «كلما كنت بقربي» من كلمات أبوالحسن الششتري.
وفي لفتة وفاء منه إلى رفيق دربه وصديقه الفنان القدير عبدالله الرويشد، قطف وردة من أعماله، وهي أغنية «تصوّر» من كلمات فتحية عجلان، كما تمنى له الشفاء العاجل والعودة إلى وطنه وجمهوره، وشمل بدعائه «فنان العرب» محمد عبده.
إكمال مسيرة النجاح
في ختام الأمسية الدافئة بفنها والمشعة بنجومها، اعتلى الجميري خشبة المسرح مكملاً مسيرة نجاح زملائه من قبله في «ليل المنامة»، وصدح بصوته المميز والعذب برائعة «تو النهار» من كلمات محمد العبدالله الفيصل وألحان الجميري نفسه، ثم أتبعها بأخرى حملت عنوان «يا الزينة ذكريني» من كلمات عيسى بن راشد آل خليفة. أما ثالث الأغاني التي كان قد انتقاها الجميري لهذه الليلة فكانت أغنية «شويّخ من أرض مكناس» من كلمات أبوالحسن الششتري ومن ألحان خالد الشيخ.
إشادة الجمهور
حظي الحفل بإشادة كبيرة من الجمهور، الذي لم يتوان لدى خروجه من قاعة المسرح، عن الإشادة بالفكرة ككل، إلى جانب روعة اختيار الفنانين وانتقائهم لجداولهم الغنائية.
احترافية
قاد «ليل المنامة» باحترافية عالية، المايسترو زياد زمان، بمشاركة فرقة البحرين للموسيقى.