ليلة جاءت بثقافتها وعبقها من بلاد الأندلس إلى أرض الكويت، أحيتها فرقة «أنابيل فيلوسو» للفلامنغو فوق خشبة «عبدالحسين عبدالرضا».

الأمسية الإسبانية، التي أقيمت مساء الأربعاء، جاءت برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتنظيم السفارة الإسبانية في البلاد تعزيزاً للروابط الثقافية بين البلدين، وحضرها السفير الإسباني في الكويت ميغيل مورو أغيلار، وضيوفه من السفراء وأعضاء السلك الديبلوماسي وحشد من الجمهور المتذوق للفن والثقافة من جميع الجنسيات العربية والغربية، الذين عاشوا أكثر من 60 دقيقة مليئة بالغناء والعزف والرقص، عبّرت عن الحب والأحاسيس المختلفة تارة، وعن الألم والفرح والحزن طوراً.

عدد من أنماط «الفلامنغو» المختلفة تم تقديمها في هذه الأمسية، والتي تعود أصولها إلى أماكن متنوعة مثل كهوف ساكرامونتي كارتييه في مدينة غرناطة أو أحياء إشبيليه أو قرطبة وغيرها، قدمتها أربع راقصات بجمال وإبداع بقيادة أنابيل فيلوسو، واللاتي حرصن على ارتداء زيّ مختلف مع كل رقصة، بتصميمه وألوانه، ومتناسقاً في الوقت ذاته مع روح الأغنية وقوة معناها، إلى جانب مجموعة الأغاني الشهيرة المرافقة للرقصات بصوت المغني خوسيه لويس، الذي أمتع بدوره الجمهور بقوة صوته وتمكنه من الارتجال.

كما أتى إبداع الرقصات وسط نغم ودفء أوتار الغيتار للعازف والملحن غابرييل بيريث مرافقاً إياه صوت الإيقاع، فتجانست جميعها في كل مرة وكوّنت لوحة سمعية بصرية ترجمتها مشاعر المتلقين من دون الحاجة إلى فهم معاني الكلمات حتى، وهذا ما يؤكد مقولة إن الفن لا يحتاج إلى الإلمام باللغة لفهمه واستيعابه.

«وداع شخصي»

وكان السفير الإسباني، ألقى كلمة أمام ضيوفه قبل انطلاق الحفل، قال فيها: «هذا الحفل هو آخر حدث ثقافي لي في الكويت كونها آخر أيامي كسفير هنا، لذلك فهو بمثابة وداع شخصي للجمهور الكويتي، مع تقديري العميق وامتناني للسنوات الجميلة التي أمضيتها بينهم».

وختم بالقول: «أود أن أعرب عن عميق الامتنان للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت لاستضافتنا ومشاركتنا في رعاية هذا النشاط».

حسن جمعة... أبهر الإسبان

قبل ختام الحفل، أطلّ عازف الغيتار حسن جمعة ليبهر أعضاء الفرقة والحاضرين بمهارته الكبيرة واحترافيته في العزف على آلة الغيتار، إذ تشارك مع غابرييل بيريث بتأبين أسطورة عازف الغيتار الإسباني العالمي باكو دي لوسيا الذي توفي في العام 2014، وذلك من خلال تقديمهما لمقطوعته الشهيرة «Entre Dos Aguas»، فشكلا ثنائياً منسجماً لم يخلُ من العزف المنفرد لجمعة، حظي بالتصفيق الحار والثناء من الجمهور.