أكدت الكويت تمايز وتجذر علاقاتها التاريخية مع دول القارة الأفريقية، الممتدة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، ما يجعل من دول القارة المرتكز الأساسي لسياستها الخارجية.

جاء ذلك، في مداخلات مسؤولين في وزارة الخارجية خلال ندوة معهد سعود الناصر الديبلوماسي التابع لوزارة الخارجية أمس، بعنوان «ستون عاماً من العلاقات الكويتية الأفريقية»، بحضور عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية ورؤساء البعثات والديبلوماسيين.

علاقات منذ الأزل

واستعرض نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المعهد، الوزير المفوض الدكتور مبارك سعد الهاجري، جهود المعهد في إقامة الأنشطة والفعاليات بشكل دوري، تتنوع بين المحاضرات والندوات وورش العمل.

وقال «بالأمس كنا في ندوة عن دور الذكاء الاصطناعي في الديبلوماسية، واليوم نتحدث عن العلاقات الكويتية الأفريقية، وتم الترتيب للندوة مع المجموعة الأفريقية».

وأشاد الهاجري بالعلاقات الكويتية الأفريقية، معتبراً أنها «متميزة وراسخة في جذورها وممتدة ومتنوعة، وهي علاقات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب».

وأضاف أن «علاقات الكويت مع القارة الأفريقية منذ الأزل ومتنوعة في مختلف المجالات، وحضور اليوم من المتحدثين من وزارة الخارجية والصندوق الكويتي وجامعة الكويت وجمعية النجاة الخيرية، وعميد السلك الديبلوماسي الأفريقي في الكويت، يعطي أهمية ودلالة على أن العلاقات الكويتية الأفريقية متميزة ومتنوعة في مجالاتها وأنشطتها، وكذلك يتحدث عن ماضيها وحاضرها ومستقبلها».

دور رائد لصندوق التنمية

من جانبه، أثنى عميد السلك الديبلوماسي الأفريقي، سفير جمهورية توغو، محمد أوروساما، أن «الكويت توافر لشركائها الأفارقة موارد مالية تتمثل في التبرعات لتمويل مشاريع البنية التحتية والمساعدات الإنسانية والمنح الدراسية واستضافة البعثات الثقافية والفنية الأفريقية».

وتطرق إلى «الدور الرائد الذي يلعبه الصندوق الكويتي للتنمية الذي يتعاون مع 51 دولة أفريقية من خلال المساعدات الفنية والقروض المدعومة والتبرعات لدعم وتمويل المشاريع وبرامج التنمية المختلفة».

مرتكز أساسي

من جانبه، أكد نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أفريقيا، الوزير المفوض نايف المضف، على «المكانة الكبيرة التي توليها الكويت للقارة الأفريقية والتي تشكل مرتكز أساسي للسياسة الخارجية الكويتية، حيث تحتضن الكويت 34 بعثة ديبلوماسية أفريقية، ولدى الكويت 17 بعثة ديبلوماسية في دول القارة».

وأشار المضف إلى «استضافة الكويت القمة العربية الأفريقية عام 2013 وتم الإعلان عن مبادرات تنموية واستثمارية بقيمة ملياري دولار، بالإضافة إلى جائزة المرحوم عبدالرحمن السميط لدعم الأبحاث التنموية في مجال التعليم والصحة والأمن الغذائي».

شفافية التقديمات

من جانبه، قدم رئيس مجلس إدارة جمعية النجاة الخيرية فيصل الزامل، شرحاً عن دور المؤسسات الإنمائية، والمؤسسات التطوعية في دعم مشاريع التنمية في القارة.

وبيّن الزامل، أن «المؤسسات الانمائية ليست لديها مصانع تصدر وتضع للمساعدات شروطاً وانما تفعلها مباشرة وتتعاقد مع الممول ولا تقدم نقوداً مباشرة للدول»، مبيناً أن ذلك سبب لشفافية التبرعات والمساهمات المقدمة.

كنز كبير وتاريخ عريق

بدوره، قال مراقب إدارة العمليات لشؤون دول غرب أفريقيا في الصندوق الكويتي للتنمية ثامر الفيلكاوي، «نجلس على كنز كبير وتاريخ عريق من العلاقة الطويلة الممتدة لأكثر من 63 سنة مع القارة الأفريقية».

واستعرض الفيلكاوي نشأة الصندوق، عام 1961 والمراحل الأولى مساعدة الدول العربية، وتقديم الدعم المادي والمشورة الفنية، حيث «بدأنا بمشروع السكك الحديد في السودان ومن ثم في منتصف السبعينات، بدأت مرحلة مهمة، إذ تمت زيادة رأسمال الصندوق لاستيعاب الاحتياجات المطلوبة من الدول النامية، وتم تركيز عمل الصندوق في القارة الأفريقية، حيث وصلنا لأكثر من 560 مشروعاً وبرنامجاً تنموياً، ولعب دوراً مهماً في تحسين اقتصاديات الدول الأفريقية».

ولفت الفيلكاوي، إلى البصمات الواضحة للصندوق الكويتي والمؤسسات العربية، في خلق نقلة نوعية في هذه الدول، مشيراً إلى أن «الصندوق لا يقدم فقط الأموال الميسرة للدول، بل كذلك يقدم المشورة الفنية لأننا نطلع باستمرار على التقارير الدولية والخطط الوطنية للدول، ونتباحث باستمرار مع الجهات القادمة ووزارات التخطيط والمالية في الدول حتى نتمكن من اختيار المشروع الأفضل والأنسب الذي سيساهم في تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة».

المعهد مسؤول عن منح البعثات الديبلوماسية

أشار الهاجري إلى أن الكويت تقدم الكثير من المنح الدراسية للعديد من طلبة المجموعة الأفريقية.

وقال «أصبح معهد سعود الناصر الديبلوماسي، مسؤولاً عن المنح الدراسية للبعثات الديبلوماسية المعتمدة لدى الكويت، حيث تتم مخاطبة المعهد بهذه المنح، للتنسيق مع جامعة الكويت وهيئة التطبيقي وإدارة المعاهد الدينية في وزارة التربية».

استثمارات كويتية بـ 28 مليار دولار

استعرض المضف عمق العلاقات والصداقة والتعاون بين الكويت ودول القارة، قائلاً: «نستطيع أن نرى حجم التبادل والشراكة والتنمية، حيث بلغت الاستثمارات الكويتية في القارة الأفريقية، نحو 28 مليار دولار، والتبادل التجاري السنوي 235 مليون دينار، بالإضافة إلى أن الصندوق الكويتي قدم أكثر من 500 قرص تنموي، بقيمة تجازوت 10 مليارات دولار».

125 مليار دولار من الصناديق العربية

علق الفيلكاوي على سؤال حول ارتفاع الاستثمارات الخليجية في أميركا وآسيا، قائلاً إن:«مساهمة مجموعة التنسيق المكونة من البنك الإسلامي وصندوق الأوبك والمصرف العربي وصندوق أبوظبي وصندوق قطر والصندوق السعودي والصندوق الكويتي والصندوق العربي لقارة أفريقيا وصلت إلى نحو 125 مليار دولار، وهذا مبلغ لا يستهان به، حيث مولنا العديد من المشاريع».