عاشت جماهير نادي القادسية مساء الثلاثاء واحدة من «ليالي الأفراح» التي افتقدتها سنوات عدة واستعادتها بتتويج فريقها بأغلى البطولات، كأس سمو الأمير للمرة 17 منفرداً بالرقم القياسي.

وواكب الانتصار «القدساوي» في المباراة النهائية على السالمية الكثير من لحظات التشويق سواء لطريقة تحقيق الانتصار والذي جاء في الدقائق الأخيرة، وما تلا هدف الفوز من إثارة وفرص مُهدرة لم يشهد مثلها الوقت الأصلي للمباراة.

ويبدو أن التاريخ سيعيد نفسه مُجدّداً وبطريقة أقرب للتطابق مع ما حدث في نهاية الموسم 2014-2015، فبعد التعادل مع العربي في الدوري وإبعاده أكثر عن المتصدر «الكويت»، نجح «الأصفر» في إنقاذ موسمه بالتتويج بكأس الأمير ووفق السيناريو ذاته الذي حدث في الموسم المذكور، مباراة تدنو من نهاية سلبية والاتجاه نحو شوطين إضافيين ثم هدف قاتل للقادسية في الدقيقة 89، آنذاك سجل سعود المجمد من ركلة جزاء، وليلة الثلاثاء كانت البصمة للمالي إبراهيما تانديا.

جماهير القادسية التي زحفت إلى استاد محمد الحمد لاستقبال حافلة الفريق والاحتفاء باللاعبين، طالبتهم بالفوز في مباراة الغد التي تجمعهم بـ «الكويت» بالدوري وهو ما رد عليه نائب رئيس النادي الشيخ فهد طلال الفهد بالقول: «لا يهمنا من سيحقق الدوري، نحن سنلعب للفوز من أجل مبادئنا التي تربينا عليها منذ تأسيس نادي القادسية».

وأضاف: «الفوز علمه عند الله لكن سنقدم ما لدينا وعليكم الحضور إلى الملعب ومساندة الفريق».

وفي ليلة التتويج باللقب 17 كان حامل الرقم ذاته على قميصه، النجم الكبير بدر المطوع، كعادته، محط الأنظار بعد التتويج باللقب ولكن مع تساؤلات حول ما إذا كان سيعلن اعتزاله اللعب نهائياً بعد حمله كأس الأمير كقائد للفريق.

النجم الكبير (39 عاماً) والذي حقق بطولته رقم 36 مع القادسية رفض الإفصاح عن قراره قائلاً: «دعونا نفرح ونحتفل بالبطولة والقرار سأتخذه قريباً سواء بأن يكون الموسم الحالي الأخير لي أو أن يكون هناك موسم إضافي».

وأرسل المطوع إشارات إلى قرب نهاية مسيرته في الملاعب عندما قال: «الجميل أن ينهي اللاعب مشواره بتحقيق بطولة ولا يرغب بالمجازفة بلعب موسم آخر، وهناك مجلس إدارة للنادي وأشخاص لا أستطيع أن أرد لهم طلباً وسأجلس معهم لنرى ما الأفضل لبدر وللفريق».

وشدّد «بدران» على أهمية اللقب الغالي مؤكداً أنه بداية عودة الأصفر لمنصات التتويج، وأن كأس الأمير هو أقل ما يقدمه لجماهير القادسية، التي دعمت الفريق بقوة رغم غياب البطولات لمواسم طويلة.

أما مدرب الفريق محمد المشعان، والذي حقّق بطولته الأولى في مسيرته التدريبية، فبارك لجماهير القادسية وللاعبين الفوز باللقب الكبير الذي جاء في توقيت مهم بالنسبة لكثير من اللاعبين الذين لم يحققوا ألقاباً من قبل وستضع الفريق على السكة الصحيحة.

وأوضح المشعان، الذي أهدى الفوز إلى المدرب السابق للفريق محمد إبراهيم، بأن الفريق لم يقدم الأداء المنتظر في الشوط الأول ولكنه تحرر أكثر في الثاني، مشيراً إلى أنه لمس حجم الضغوط التي كان يرزح تحتها اللاعبون خلال المباراة.

الشاهين يشكر سمو الأمير

توجه رئيس مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم عبدالله الشاهين، وأعضاء مجلس الإدارة بالشكر لمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه على رعايته الكريمة لبطولة كأس سموه، وتشريفه بحضور المباراة النهائية، التي جمعت ناديي القادسية والسالمية، الثلاثاء، على استاد جابر الأحمد الدولي.

‏كما تقدم الشاهين بخالص التهاني والتبريكات إلى مجلس ادارة نادي القادسية بعد الفوز بلقب كأس سمو الأمير حفظه الله ورعاه للموسم الرياضي 2023-2024، كما تقدم بالتهنئة لنادي السالمية بعد حصوله على المركز الثاني، متمنياً التوفيق لجميع الأندية في الموسم المقبل.

‏كما توجه الشاهين بالشكر إلى كل جهات الدولة والوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الراعية وكذلك اللجان العاملة التي ساهمت بإنجاح البطولة.

كأس التحدي

بتتويجه بلقب كأس الأمير، ترشّح القادسية للمشاركة في كأس التحدي، إحدى البطولات التي استحدثها الاتحاد الآسيوي بالموسم المقبل مع دوري النخبة ودوري أبطال آسيا 2.

وتأهل «الأصفر» المصنف أولاً بالبطولة إلى دور المجموعات مباشرة حيث ستسحب القرعة في 22 أغسطس المقبل فيما يبدأ مشواره في 26 أو 27 أكتوبر.

خبرة الرشيدي

حظي الحارس المخضرم خالد الرشيدي بإشادات واسعة من وسائل الإعلام والجماهير بعد المستوى الكبير الذي قدمه مع القادسية في الفترة الأخيرة وكان مسك الختام في نهائي كأس الأمير، وتحديداً بإنقاذه فريقه من هدف محقق في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع بعدما وضع عصارة خبرته في التصدي لتسديدة البرازيلي ليما المنفرد، مؤمناً فوز فريقه.

إنجاز مؤجل لـ «الحفيد»

كان مهاجم القادسية الشاب عبدالله العوضي على مشارف تسجيل اسمه في تاريخ بطولات كأس الأمير بـ «سابقة نادرة» لولا أنه لم يوفق باستثمار الفرصة الانفرادية التي لاحت له أواخر المباراة.

ولو قُدّر للعوضي أن يسجل هدفاً في النهائي لأصبح أول «حفيد» يسجل هدفاً في نهائيات البطولة بعد جده.

وكان النجم الراحل عبدالله العوضي جد لاعب القادسية الحالي سجل هدفاً بمرمى العربي (2-1) في المباراة النهائية للموسم 1971-1972 قاد به فريقه إلى اللقب الرابع، وامتلاك الكأس.

وما زال المجال مفتوحاً أمام الواعد عبدالله لتحقيق هذا الإنجاز في المواسم المقبلة.

صولة باقٍ

أعلن الجناح الليبي الدولي محمد صولة أنه بصدد تجديد عقده مع القادسية لموسم آخر خلال الأيام المقبلة.

وأبدى صولة، الذي غاب عن النهائي لإصابته، سعادته باستمرار تحقيقه للألقاب مع جميع الأندية التي لعب لها.

بدوره، قال المالي إبراهيما تانديا إنه سيجتمع مع الإدارة لحسم موقفه من البقاء مع الفريق أو الرحيل.