دعا المؤتمر التاسع للشراكة الفعالة من أجل عمل إنساني أفضل والذي عقد في الكويت اليوم تحت شعار «شراكة إنسانية»، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة فيما أشاد المشاركون فيه بدور الكويت في المجال الإنساني. كما شهد المؤتمر الذي تنظمه الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، إطلاق مبادرة إنسانية دولية تحت اسم «سند» لتعزيز التدخل الإنساني في غزة.

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في كلمة مسجلة له في انطلاق فعاليات المؤتمر، دعوته إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في قطاع غزة، مبينا أن التزام المجتمع الإنساني بمساعدة الناس ودعمهم هو بصيص نور وسط الظلمة، وتعتمد الوكالات الإنسانية، بقيادة الأونروا - التي تشكل العمود الفقري لجهود الأمم المتحدة في غزة - على شراكات قوية لأداء عملها.

وأشاد غوتيريس بدور حكومة الكويت والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وشركائهما الاستراتيجيين شاكرا لهم كل ما يبذلونه لتعزيز ودعم الشراكات الفعالة في مجال المساعدة الإنسانية، ومؤكدا "لطالما كانت الكويت منارة للمساعدة الإنسانية، ويتجلى هذا الالتزام مرة أخرى في دعمكم للناس في غزة".

من جانبه، أكد ممثل رئيس مجلس الوزراء المكلف بتصريف العاجل من الأمور سمو الشيخ الدكتور محمد الصباح، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور بدر المطيري أن دولة الكويت ستظل سباقة في دعم القضايا العربية والإسلامية ومناصرة الحقوق المشروعة والعادلة لشعوبها وعلى رأسها القضية الفلسطينية.وقال إن الكويت أولى الدول التي طالبت المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وسرعة إنهاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، مجددا الدعوة للمجتمع الدولي إلى سرعة التحرك وتحمل المسؤولية في حماية المدنيين وإيقاف الانتهاكات الخطيرة.وأوضح أن الكويت تجاوزت حدود السياسة وتأكيد الحق الفلسطيني والمطالبة بالحقوق المشروعة إلى ميدان العمل الإغاثي والدعم عبر إطلاق الحملة الوطنية الكويتية تحت وسم (فزعة لفلسطين) بتوجيهات سامية.وأشار المطيري إلى أن هذه الحملة تتوج بتسيير 49 طائرة إغاثية من المساعدات الإغاثية والإيوائية والطبية وغيرها إلى مدينة العريش المصرية ومن ثم إلى الأشقاء في قطاع غزة.وأعرب عن الفخر بالمؤسسات الخيرية الكويتية لإطلاقها حملات الإغاثة العاجلة للفلسطينيين برا وبحرا وجوا لمواجهة تداعيات العدوان الوحشي على غزة وإرسال الوفود الإنسانية والطبية لأداء واجبه.

من جهته، أعرب رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الدكتور عبدالله المعتوق عن الشكر والامتنان إلى مقام سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لدعمه المتواصل لمسيرة العمل الخيري والإنساني، وتوجيهاته السديدة بمساندة إخواننا في غزة.

وبين أن سلسلة من مبادرات الهيئة الخيرية وبرامجها الداعمة لجهود الاستجابة الإنسانية للأزمة الفلسطينية، تُوجت حتى اليوم بـ 54 مشروعًا إغاثيًا وتنمويًا وصحيًا واجتماعيًا، تقدر مخصصاتها بـ 5.4 ملايين دولار، وذلك بالشراكة مع الجمعيات الخيرية الكويتية والدولية والمنظمات الفلسطينية، معلنا عن إطلاق مبادرة إنسانية دولية خلال المؤتمر، تحت اسم «سند»، للإعلان عن البرامج الإنسانية التي تنتوي كل منظمة إنفاذها في غزة خلال العامين المقبلين.

بدورها أعربت مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا، عن شكر حكومة الكويت والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية على دعمهما الثابت للأشخاص الذين يعانون من الأزمات في جميع أنحاء العالم، مبينة أن قيادتهم لعقد هذا المؤتمر للمرة التاسعة هي شهادة على تصميمهم على الحد من المعاناة في جميع أنحاء العالم، ويأتي ذلك في وقت حرج بالنسبة لشعب غزة.

وأكدت: أصبحت الحرب في غزة وصمة عار أخلاقية على ضمير إنسانيتنا الجماعية، وبينما نجتمع هنا اليوم، دخلت الحرب في غزة الآن شهرها الثامن، وهي مرحلة مروعة أخرى. وعلى الرغم من النداءات المتكررة، مضت إسرائيل قدما في هجومها العسكري في رفح وسيطرت على جانب غزة من معبري رفح وكرم أبو سالم الحدوديين.