لو استرجعنا تاريخ دولة نجد صفحات من البذل والعطاء وتقديم العون لمَنْ يحتاج يد العون ويُعلل الخبراء سبب ذلك إلى الموقع الجغرافي المهم الذي جعلها تكون في جغرافية متميزة على ساحل الخليج العربي رابطة الشمال بالجنوب، وما كاظمة إلا مدينة تشهد للكويت بذاك التاريخ العريق الذي يصل بكل فخر بصدر الإسلام وتحرك جيوش المسلمين نحو الفتوحات ونشر الوعي الإسلامي الحنيف.

كما عرف حكام الكويت منذ القرن السابع عشر القيمة الحقيقية لهذا الموقع وهذا البلد الصغير في حجمة العظيم في مده وعطائه المستمر، الأمر الذي لا يخفى على الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وكل أعضاء الجامعة العربية والعالم بأسره يحسب حساباته على بناء جسور المحبة والعمل السياسي مع دولة الكويت. ففي زيارة سيدي حضرة صاحب السمو الأمير المفدى للمملكة العربية السعودية أهمية كبيرة وعناوين كثيرة نستطيع قراءتها والاستنتاج منها معاني وعِبر كثيرة تعود بالنفع على الشعبين السعودي والكويتي دون شك.

فسمو الأمير حفظه الله ورعاه، رجل دولة من الطراز المتميز بحكمته وقراءته العميقة للكثير من الأحداث والمستجدات وهذا بفضل الله سر نجاح الكويت في مسيرتها الدولية وتقدمها بين الدول، فالكويت كانت ومازالت العضد القوي الأمين لكل الدول الخليجية والعربية والإسلامية وغيرها من الصديقة القريبة منها وتلك التي خلف المحيطات وفي أعالي البحار، ما جعل المواطن الكويتي بفضل حكمة ورجاحة قرار الحكم فيها مرحّباً به في أي مكان كان.

فنحن تدخلنا في شؤون الآخرين مبني على احترام الرأي ووجهات النظر تجاه كل القضايا المتفق عليها والمختلف عليها، فسياسة عدم مصادرة الرأي الآخر هو ديدن الكويت وقيادتها منذ فجر التاريخ وعلى مر العصور، والشرف العظيم اليوم ينال كل كويتي يمثله أميرنا المفدى الذي ندين له بالطاعة والولاء ونبقى دائماً رهن إشارته وعصاه التي لا تعصاه، فسر أيها القائد العظيم بنا إلى قمم العلا لنلامس الثريا فخراً وعزة بنتائج زيارته الميمونة للمملكة العربية السعودية شقيقتنا الكبرى، حيث كان ذلك واضحاً في مواقفها التي لن ننساها من المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، وولي عهده الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، وصاحب قرار الحزم والإنجاز والتطور الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتشهده أرض الحرمين الشريفين هذه البقعة المباركة التي ذكرها المصطفى عليه وآله الصلاة والتسليم، بأنها «أحب البلاد إلى الله»، فالحمد لله الذي رزقنا بقادة وفقهم الله للعمل والتعاون في سبيل راحة شعوبهم الذين لهم في أعناقنا البيعة على السمع والطاعة، فتحية إكبار وحب لسيدي سمو الأمير المفدى مسبوقة بالدعاء له بالنجاح والسلامة والتوفيق.