ما إن تم الإعلان عن البدء في إنشاء ميناء الفاو العراقي حتى علت أصوات عندنا محتجة على بناء ذلك الميناء الذي هو حق طبيعي من حقوق العراق، وانتقل الحوار المتشنج في وسائل التواصل إلى الغمز واللمز بحق دول شقيقة وعزيزة على قلوب الكويتيين بسبب ما يسمى بطريق التنمية.

كتبنا قبل شهور كما كتب وطالب آخرون بأن تسند مهمة تكملة إنشاء ميناء مبارك الكبير وإدارته إلى الصين.

ميناء الفاو لا يقع في أراضينا وهو إذا أنشئ فسيغطي حاجة العراق الماسة لمنفذ بحري وميناء إستراتيجي يخدمه، وهنا تسقط أي حجة للعراق مستقبلاً بأن ليس لديه منفذ على البحر.

لا نعلم أين دور الإعلام الوطني في تسليط الضوء على نقطة أن ميناء الفاو هو مهم جداً للكويت سياسياً ووجودياً، ونعلم أن نظام البعث كان من ضمن حججه عندما غزا الكويت في عام 1990 أنه لا يوجد له منفذ على الخليج، ببناء ميناء الفاو تسقط تلك الحجة التي تواجهها الديبلوماسية الكويتيية على مدى عقود من الزمن.

وإذا كانت إدارة ميناء الفاو ستكون خليجية فمرحباً بها لسبب أن الأشقاء يستحيل أن يقوموا بأي شيء يضر مصالح الكويت من قريب أو بعيد.

لذا، يجب، نعم يجب ألا يخوض البعض في موضوع مهم بحماقة أو بسوء نية لضرب علاقاتنا مع كل من حولنا.

اتقوا الله في بلدنا الجميل وكفى عويلاً وصياحاً على الطالعة والنازلة... الكويت بخير وحل مشاكلنا موجود بين أيدينا من فضل الله، ولنبتعد عن العناد والمبالغة في إنكار نعم الله علينا... الكمال لله وحده عز وجل. ولنعلم أن العناد يولّد عناداً مضاداً... والخاسر هو الوطن وأجياله الجديدون.

حفظ الله كويتنا من كل سوء ومن السيئين الذين يفرحون بالمشاكل وينفخون في الكير. ورغم كل هذا الضجيج الذي بعض منه مفتعل ستعود الكويت أجمل بإذن الله... دمتم بخير.

jaberalhajri8@