العنصرية ضد رعاة البقر أو الهنود الحمر، هي مأساة إنسانية منذ الأزل، ومع مرور الزمن أصبحت هذه النظرة الدونية للآخر تكبر وتتدحرج ككرة الثلج، لتستهدف الكثير من المجتمعات حول العالم، لاسيما تلك التي تتعدّد بها الأعراق والأديان والقوميات.
هكذا تناولت مسرحية «كاوبوي» هذه الأزمة التاريخية، لتضيء على مواطن الخلل، وتضع الحلول الناجعة لنبذ العنصرية وإرساء السلام بين الشعوب.
«الراي» وبدعوة من فريق العمل، حَضَرت أحد العروض لمسرحية «كاوبوي» لشركة «Don» للإنتاج الفني، والتي مدّدت «أمس» عروضها في مسرح نادي القادسية حتى الثالث من شهر مايو المقبل، على أن تعود مجدداً في عيد الأضحى المبارك، لتمضي من بعد ذلك في جولة خليجية.
«حب السيطرة»
دارت أحداث المسرحية حول مجموعة من «الكاوبوي» والهنود الحمر، ممَنْ جمعتهم مواقف عدة، تتعلّق بجشع البعض وحب السيطرة على ممتلكات الغير، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
الجميل في المسرحية أنها حرصت على أدق التفاصيل، سواء لناحية الأزياء التي تم تصميمها بطريقة متقنة لتشبه إلى حد كبير ما يرتديه رعاة البقر والهنود الحمر، كما لعبت الموسيقى التصويرية دوراً مهماً في الحبكة القصصية وكذلك الإضاءة، بالإضافة إلى جمالية الديكور، الذي حلّق بالجمهور إلى ذلك العالم الشرس، كما لو أننا في العصور القديمة، حيث تشتعل المواجهات بين فريقي الخير والشر.
من فكرة إلى مسرحية
وعلى هامش العرض، قالت مصممة الديكور فاطمة القامس لـ «الراي»: «بالنسبة إلى فكرة الديكور للمسرحية، فقد أخذت مني قرابة الستة أشهر، في حين أنه جرى تنفيذها خلال 10 أيام فقط».
وأضافت «من خلال هذا الديكور حرصت على أن يعيش الجمهور الأجواء الفعلية منذ لحظة دخوله المسرح، لذلك قمت بتصميم الممرات والكافتيريا بـ (ستايل الكاوبوي)، حيث إنني قرّرت هذا العام التركيز بهذه المسرحية بشكل مكثف، وكرست كل وقتي لأجل إظهارها في أبهى صورة».
بدورها، قالت الكاتبة فاطمة العامر: «ركّزنا على قضايا عدة تهم الطفل، والحمدلله أننا نجحنا في تقديم شيء جديد من خلال الهنود الحمر و(الكاوبوي)، وهذا أحد أجمل أعمالي التي كتبتها».
أما الفنانة شيماء سليمان فقالت: «أعتبرها تجربة مختلفة عمّا قدمته في السابق، وسعدتُ بالإيجابية التي زرعها في قلوبنا المخرج سعود بوعبيد منذ أيام البروفات»، موضحة أنها جسّدت دور الزعيمة للهنود الحمر، والتي تسعى لأخذ حق قديم.
«صُنعت بحب»
في غضون ذلك، تحدّث المخرج سعود بوعبيد، قائلاً: «المسرحية من أقرب الأعمال إلى قلبي، لأنها صُنعت بحب، فجاءت ردود الفعل طيبة وتُثلج الصدر، وهذه أولى تجاربي في مسرح الطفل».
وعن المشاركة الخجولة لسماح وحمد العماني في «كاوبوي» ردّ بوعبيد: «سماح عزيزة عليّ وهي بركة العمل، غير أن تواجدها اقتضى أن يكون من خلال التمثيل الصوتي، حيث لعبت دور الراوية في المسرحية».
وتابع قائلاً: «كذلك صديقي الفنان حمد العماني أدّى دور الأب وهو محرّك للأحداث عبر ظهوره بفيديو يعرض على شاشة المسرح، وله مني كل الحب والتقدير».
وحول اختيارهم لمسرح صغير رغم ضخامة الديكور، علّق بالقول: «منذ شهر أكتوبر العام الماضي وحتى العاشر من شهر رمضان، ونحن نبحث عن صالة عرض كبيرة، حيث ضربنا كل الأبواب، أملاً بإيجاد مسرح كبير، ولكنني لم أجد غير هذا المكان».
فريق العمل
«كاوبوي» من إخراج سعود بوعبيد، ومن تأليف الكاتبة فاطمة العامر، كلمات الأغاني لمحمد الشريدة، والألحان والتوزيع لعمار البني. كما تولت فاطمة القامس مهام تصميم وتنفيذ الديكور، والإضاءة من تصميم عبدالله النصار، إشراف عام سليمان السويح وإشراف فني لعلي بدر رضا.
في حين شارك في التمثيل، كل من بثينة الرئيسي، عبدالله الشامي، حسين الحداد، شيماء سليمان، محمد شايع، رهف العنزي، بالإضافة إلى ظهور خاص للفنانة سماح والفنان حمد العماني.