المحرّض في الكويت والقاتل والضحية في مصر، طمعاً في ملايين الجنيهات التي سيحصل عليها بعد تنفيذ جريمته وتوثيقها لنشره المقطع عبر «The Dark Web» وبيعه لمافيا تجارة الأعضاء البشرية.
... ما سبق ملخص للجريمة المعروفة إعلامياً بـ «طفل شبرا»، والتي هزت الرأي العام في مصر، ودارت أحداثها ما بين الكويت ومصر، وراح ضحيتها الطفل أحمد سعد ابن الـ 15 عاماً، الذي لم يكن الضحية الأولى، الذي يُقتل وتسرق أعضاؤه.
وكشفت التحقيقات التي توصّلت إليها «الراي» أن المجني عليه عثر عليه مقتولاً، في شقة مستأجرة، في منطقة شبرا الخيمة، (شمال القاهرة)، وبجوار جثمانه كيس يحوي عدداً من الأعضاء، وبينت أن المتهمين، الأول الذي يقيم في منطقة سكن الطفل على علاقة مسبقة بالمتهم الثاني، والذي كان يقيم في الكويت، وتسلمته مصر، من السلطات الكويتية، وفق الاتفاقيات بين البلدين.
وأوضحت التحقيقات أنه تم استدعاء والد المتهم الثاني (كون خط الهاتف المستخدم باسمه)، ولكنه نفى أن يكون على علاقة بالحادث، وقال إنه لا يعرف أن ابنه من حرّض على قتل الطفل هذه المرة، أو في مرات سابقة.
وأثبتت التحقيقات، في القضية التي تحمل الرقم ( 1820 لسنة 2024 - إداري قسم أول شبرا الخيمة)، اعترافات المتهم الثاني، أو «الطرف المحرّض»، أنه يتواصل من الكويت مع الطرف الفاعل، وأنه طلب منه تنفيذ عملية قتل جديدة، وأن يكون التنفيذ (لايف) عبر الهاتف، وهو ما حدث بالفعل، من أجل بثها والحصول على فرص بيع الأعضاء، وتحقيق أرباح كبيرة، كما اعترف المتهم الأول، أنه اتفق على الحصول على 5 ملايين جنيه، مقابل تنفيذ العملية.
مريض أورام
كما أشارت، التحريات الأمنية إلى أن جيران القاتل، لم يشكوا فيه أبداً، وأشاروا أنه يسكن في المنطقة منذ فترة، وأنه أشاع بينهم أنه «مريض أورام»، وأنه يواظب على الصلاة في مسجد المنطقة، وعلاقته طيبة مع الجيران، ولكن في الفترة الأخيرة تغيرت أحواله المادية، وانتعشت كثيراً، وبات لا يعتمد علي مساعدات الجيران، وتغيرت ملابسه، وكانوا يشيع أن شقيقاً له يقيم في الكويت، هو من يرسل له الأموال في الفترة الأخيرة، ولوحظ أيضاً أنه يتقرب من أطفال وشباب المنطقة، وانكشف أمره مع اختفاء أحمد فجأة من المنطقة، وعندما سأل عن أحمد، بعدما شوهد آخر مرة يوم الاثنين الماضي معه، ولكنه أنكر، حتى أبلغت جارته الأهالي، أنها تشم رائحة كريهة تخرج من شقته مساء الخميس، في التوقيت الذي أبلغت فيه «أسرة الضحية» الشرطة أن ابنها اختفى، وهنا كشفت الجريمة، نهار الجمعة.
حزن في شبرا
منطقة الجريمة، شهدت حالة حزن كبيرة، ويقوم الأهالي بين ساعة وأخرى بنشر صور وفيديوهات من على صفحة «الضحية»، وما أثار الارتياح لديهم القبض على القاتل، إذ كان بإمكانه تنفيذ عمليات قتل وسرقة أعضاء أخرى، مع أطفال المنطقة، أو خارجها.
بيان النيابة المصرية
وجاء في البيان الذي نشرته النياية العامة المصرية: «أن المتهم بعد أن قام بتنفيذ ما طلب منه، كلفه (المصري المقيم في الكويت) بتكرار الأمر مع طفل آخر ليحصل على المبلغ المتفق عليه، لكن تم ضبطه قبل قيامه بذلك، هذا ولم تعثر النيابة العامة بمعاينتها على أي تجهيزات طبية تشير إلى أن المقصود هو تجارة الأعضاء البشرية».
وتابعت في بيانها: «أسفرت التحريات عن معرفة المتهم المصري المقيم بالكويت الذي استخدم في ارتكابها (الجريمة) هاتفاً محمولاً مزوداً بشريحة اتصال يملكها والده، وبناء على تعليمات المستشار النائب العام اضطلعت إدارة التعاون الدولي بمكتب النائب العام بالاتصال بالجهات المختصة بدولة الكويت، والإنتربول الدولي، ما أسفر عن ضبط المتهم ووالده، وما بحوزتهما من أجهزة إلكترونية، حيث تم ترحيلهما إلى مصر، فباشرت النيابة العامة استجوابهما وصولاً لأسباب ارتكاب الجريمة».
وذكرت أن «المتهم الأول الذي جاوز الخامسة عشرة من عمره أقر أنه هو من أوعز لمرتكب الجريمة بارتكابها، على نحو ما ورد بإقراره، قاصداً من ذلك الاحتفاظ بالمقاطع المرئية لواقعة قتل الطفل المجني عليه والتمثيل بجثمانه، وذلك حتى تسنح له فرصة بيعها ونشرها عبر المواقع الإلكترونية التي تبثها مقابل مبالغ مالية طائلة، كما قرر أنه سبق وأن قام بهذا الفعل في مراتٍ سابقة، وجارٍ التحقق من صحة ذلك عن طريق فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمتهم ووالده الذي ضبط معه وأنكر صلته بتلك الوقائع، وجارٍ استكمال التحقيقات».