في يوم الخميس 25 أبريل 2024، نُشر في جريدة «الراي» خبر جاء من ضمنه أن: «المحكمة الدستورية أقفلت باب الطعون بعد أن تلقت 13 طعناً انتخابياً فقط، منها طعنان يطلبان بطلان العملية الانتخابية لعدم سلامة مرسوم الضرورة الذي أُجريت وفقه، ولعدم صحة تصويت أبناء المجنسين، وطعن على عدم صحة ترشح نائب وطعون أخرى بشأن أخطاء في جمع الأصوات».
وهذا الخبر يعني باختصار ليس شديداً فقط، بل باختصار معصور على الآخر أن هناك احتمالاً أن يتم فركشة مجلس الأمة الحالي، بناءً على حُكم سيصدر من المحكمة الدستورية، ومن ثم الرجوع من أول السطر لتحديد موعد جديد لانتخابات برلمانية جديدة، ونكرر القصة والسيناريو والحوار ذاتها التي عشناها مرات سابقة ببطلان العملية الانتخابية، وحل مجلس الأمة، ولا طبنا ولا غدا الشر!
ذلك الخبر أعادني لمشهد كوميدي رائع في مسلسل «درب الزلق»، حينما ظهر بائع الثلج بوصالح، وهو يوصي ابنه الأهبل صالح، بأن يراقب له الطريق، لأنه ينوي رؤية جارته أُم سعد، التي يعشقها، لذا أخبر بوصالح ولده صالح أنه إذا رأى حسينوه الشري، الولد الثاني لأُم سعد قادماً على الطريق فإنه يجب عليه أن ينبهه ويُحذره، بأن يقول له: «جاك الذيب جاك الذيب». من أجل أن يبتعد بوصالح بعيداً عن باب بيت جيرانه، حتى لا يقع في مشكلة مع حسينوه الذي يخاف منه بوصالح.
وبعد أن بدأ الابن صالح يراقب الطريق، وفور ما وقف والده أمام بيت أُم سعد ليطرق بابه، أخذ صالح يصيح بأعلى صوته، وهو يردد: جاك الذيب، جاك الذيب يبا!
حينها قفز بوصالح من الخوف وارتمى في مكانه الأول، بعدها سأل ابنه صالح: «عسى ما شافني»؟ فقال صالح: «منو يبا»؟ فقال بوصالح: «حسين». فقال صالح متسائلاً: «أي حسين»؟!
المثل الشعبي (جاك الذيب) ينطبق تماماً على النواب الذين فازوا أخيراً في الانتخابات البرلمانية الماضية، من حيث علاقتهم بأحكام المحكمة الدستورية، التي ينتظرون صدور حُكمها بخصوص صحة وسلامة العملية الانتخابية السابقة التي كانت بتاريخ 4 أبريل 2024، فالنواب الآن يعيشون في حالة من الترقب والقلق من صدور حكم يخرجهم من المشهد السياسي الحالي إلى خط البداية في رحلة الترشيح لعضوية مجلس الأمة!
في نهاية المقال... أي حالة ينطبق عليها المثل الشعبي (جاك الذيب) هي حالة تخلو من الاستقرار والنماء والثمار، لأنها بالنهاية حال عبثية بلا أدنى شك، فالأمور المهمة والجسيمة يحتاج نجاحها للوضوح والدقة والثقة، لا لأن تُرمى هكذا عبثاً في فم الذئب الذي سوف يفترسها دون أن يكترث بحال الشعب الغلبان، وحال تنمية الوطن المشلولة داخلياً وخارجياً!