تقلّصت آمال ليفربول في التتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في الموسم الأخير لمدرّبه الألماني يورغن كلوب، ما دفع إلى التشكيك بتعطّش بعض اللاعبين بالصعود إلى المنصات.
وتأثر ليفربول خلال الموسم لغياب المصري محمد صلاح المشارك في كأس أفريقيا ثم الإصابة التي أبعدت أيضاً ترينت ألكسندر-أرنولد، الإسباني تياغو ألكانتارا، المجري دومينيك سوبوسلاي والبرتغالي ديوغو جوتا.
وبقي فريق كلوب منافساً جدّياً على اللقب رغم وجوه يافعة ضخّها في التشكيلة. بيد أن أحجار الـ «دومينو» بدأت بالسقوط مع إقصائه من ربع نهائي الكأس على يد مانشستر يونايتد الشهر الماضي، ثم خسارته الكبيرة أمام ضيفه أتالانتا الإيطالي 0-3 في ذهاب ربع نهائي الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، وصولاً إلى سقوطه الموجع أمام كريستال بالاس 0-1 في الدوري.
وودّع الـ «ريدز» البطولة القارية رغم فوزه 1-0 إياباً، وتقلّصت حظوظه بشكلٍ كبير بتحقيق لقب الـ «بريميرليغ»، مع خسارته أمام إيفرتون 0-2 في «دربي ميرسيسايد» في مباراة مؤجلة من المرحلة 29، والتي أنعشت جاره اللدود في البقاء.
وبعد الخسارة، تساءل القائد الهولندي فيرجل فان دايك عن رغبة بعض زملائه بتحقيق اللقب قبل 4 مراحل على ختام البطولة وابتعاده بفارق 3 نقاط عن أرسنال، المتصدر (77 مقابل 74).
وسأل فان دايك: «هل يريدون الفوز حقاً؟»، مضيفاً: «الأمر محبطٌ بأكثر من جهة. على الجميع النظر في المرآة ورؤية مستواهم والتفكير ما إذا كانوا قدّموا أفضل ما لديهم».
وتابع في حديث مع «سكاي سبورتس» البريطانية: «إنها خسارة قاسية ومن المفترض أن نقدّم أداءً أفضل أمام فريقٍ قريب من المراكز المُهدّدة بالهبوط».
وأردف فان دايك: «إذا لعبت كما فعلت اليوم (الأربعاء)، فليس لدينا أيّ فرصة للتفكير بأننا في سباق اللقب».
ومنذ إصابته مع منتخب مصر في الجولة الثانية من دور المجموعات ضمن كأس أفريقيا وسفره إلى ليفربول للعلاج، شارك صلاح في 13 مباراة ضمن المسابقات كافة، اكتفى خلالها بتسجيل 6 أهداف بالإضافة إلى 4 تمريرات حاسمة، من بينها 3 في مباراة واحدة.
لكن المهاجم الأبرز في الـ «ريدز» مطالبٌ بالمزيد، خصوصاً في المباريات الحاسمة، إذ فشل بترك بصمة في المباريات الثلاث التي خسرها فريقه أمام أتالانتا و«بالاس» وإيفرتون.
وهذا ما دفع مدافع ليفربول السابق جيمي كاراغر للقول إن صلاح ظهر كأنه «ظِل نفسه، خصوصاً بعد الإصابة»، وأضاف لـ «سكاي سبورتس»: «إنه أحد أساطير ليفربول، نجم، أحد أفضل اللاعبين، لكن مستواه كان ضعيفاً للغاية في الفترة الأخيرة».
وأردف محلّل القناة البريطانية: «أعتقد أن هناك سؤالاً حقيقياً مع المدرب الجديد القادم يتعلّق بما يحمله المستقبل لصلاح مع تبقّي عام واحد فقط في عقده».
ولم يكن صلاح اللاعب الوحيد الذي تعرّض لانتقادات، بل انسحب الأمر على زميله المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز، إذ قال كاراغر: «(نونيز) يُقدّم كل شيء، يركض، يُثير المتاعب، يُسجّل ويصنع الأهداف، لكن بعد عامين، وفي الوقت الذي نافس فيه ليفربول على اللقب هذا الموسم وفي هذه المباريات الكبيرة، تريده أن تُسجّل في أولد ترافورد وغوديسون بارك وأتالانتا».
وتابع: «هذا ليس أكتوبر أو نوفمبر، هذا هو العمل نهاية السباق على اللقب».
واعتقد كاراغر أن بعد عامين منذ انتقال الأوروغوياني إلى ليفربول «رأينا ما هو عليه، يُمكنه أن يُثير المشاكل وغير ثابت في إنهاء الهجمات وهذا ليس كافياً للفوز ببطولاتٍ كُبرى. لذلك أعتقد أن هناك قراراً كبيراً يجب أن يُتخذ حوله».
وبعد الخسارة أمام إيفرتون، قدّم كلوب الذي أعلن رحيله في نهاية الموسم قبل عامين على انتهاء عقده، اعتذاره للجمهور، قائلاً: «أشعر حقاً بالناس، أنا آسف لذلك. أخبرني الناس من قبل عن رقمي القياسي في الدربي. إنه شعور مختلف».
وأضاف: «لم يعد بإمكاننا تغيير الأمر. علينا أن نتعافى. يُمكنك أن تتخيل أن التحدّي الآن هو ذهني وجسديّ». واعتبر المدرب الذي أعاد لقب الدوري (2019-2020) إلى خزائن ليفربول للمرة الأولى منذ 30 عاماً أن أسباب تراجع الفريق تعود إلى «اللاعبين الذين لعبوا جميع المباريات وليسوا بأفضل أحوالهم، لكن هذا الأمر ينسحب على الفرق الأخرى أيضاً ولا أريد أن أتخذ من الأمر عذراً».
ويأمل ليفربول استعادة عافيته، عندما يحلّ ضيفاً على وست هام، الثامن (48)، غداً السبت، في افتتاح المرحلة 35.
ويسعى أستون فيلا الى تعزيز المركز الرابع (66)، عندما يستضيف تشلسي «المنكوب» بالخسارة الثقيلة من أرسنال 0-5.
ويلعب أيضاً، فولهام مع كريستال بالاس، مانشستر يونايتد مع بيرنلي، نيوكاسل مع شيفيلد يونايتد، ولفرهامبتون مع لوتون تاون، إيفرتون مع برنتفورد.