لا أدّعي أنني تابعت كل برامج تلفزيون «الراي» وكذلك برامج تلفزيون الكويت وبقية المحطات المحلية والخليجية والعربية، بيد أني وبسبب وضعي الصحي الذي تطلّب مني البقاء في المنزل لفترة طويلة فإنني تابعت الكثير من البرامج التلفزيونية بدءاً بالاخبار مروراً بالدراما وانتهاء بالمنوعات ومنها ما شاهدته من برامج مختلفة في تلفزيون «الراي».
وأول برنامج تابعته وكان خفيف الظل برنامج «شكو ماركو» بموسمه الثاني وهو من أجمل البرامج وأكثرها متعة، خاصة انني أجيد وأحب الطهي ولديّ شهادة معتمدة من الخارج بالطهي وهي فرصة لمعرفة بعض المعلومات والثقافات الجديدة في الأكل كما ان شخصية «ماركو فيوريت» المرحة كانت عامل جذب في البرنامج، خاصة عندما يتلفظ ببعض المفردات باللهجة الكويتية، ومعه المذيعة روان المرزوق، التي اضافت نكهة كويتية لها «خنينة» إعلامية بحضورها المتميز، إلا أنه يجب أن ترتدي ملابس تتناسب مع المطبخ فليس من المعقول أن ترتدي ملابس رسمية في برنامج مليء بالمطبخ وروائحه الممزوجة بالبهارات والبخار، إلا أن ما أضحكني هو تعليق صديقي عبر الهاتف عندما اخبرته عن متعتي بالبرنامج حين قال في السبعينات كان هناك برنامج طبخ واحد في تلفزيون الكويت كانت تقدمه الإعلامية فاطمة حسين، وقتها كان ثلاثة ارباع النساء يجدن الطبخ بينما الآن تجد في كل قناة برنامجاً للطبخ وثلاثة أرباع النسوة لا يجدن الطبخ، فابتسمت، ثم أتبع قائلاً وهذا سبب من أسباب الطلاق والتفكك الأسري فضحكنا معاً.
ويأتي برنامج «كاش مع النبهان» بدورته السادسة وقد حقّق تألقاً كبيراً من خلال إعداد وتقديم عبدالعزيز النبهان، حيث المتعة البصرية والثقافية من خلال طرح الأسئلة وتوزيع الجوائز وبالتالي تثقيف المتلقي من المشاهدين خاصة الجيل الذي لا يقرأ. وبالتالي فإن الأمر يعكس أهمية كبرى تجاه المجتمع من مواطنين وضيوف الكويت من الأخوة العرب. وكم تمنيت إضافة بعض الأخوة من الضيوف من غير العرب خاصة الجالية الهندية الذين يجيدون التحدث بلغة عربية مقبولة، ونوعية الأسئلة تعكس الجهد الكبير المبذول من قبل المُعد في اختيار نوعية مميزة من الأسئلة العلمية والأدبية والفنية والرياضية والتاريخية وغيرها من العلوم الإنسانية، وكم تمنيت أن يركز على بعض الأسماء المبدعة في الثقافة الكويتية من شعراء وكُتّاب قصة ورواية ورسامين ونحاتين وخزافين وملحنين ومطربين وممثلين ومخرجين بصورة أكثر مما هو عليه الآن في برنامجه الناجح.
ويأتي برنامج «خير أهلي» تقديم عمر العثمان وهو يسلّط الضوء مع فريق عمله على دور الكويت الفاعل في تقديم المساعدات المالية والعينية وتنفيذ بعض المشاريع التنموية في الكثير من البلدان العربية والإسلامية والصديقة في آسيا وأفريقيا، وهو برنامج جميل كونه يُحقق بعض الأهداف النبيلة مثل الرد على شبهات تقديم المساعدات من قبل الشعب الكويتي الذي جُبل على تقديم الخير والمساعدات على مستوى الدولة والجمعيات الخيرية والمبادرات الفردية، وهو أمر عُرفت به الكويت من قبل حقبة النفط وباتت أكثر تأصيلاً بعد تدفق النفط في الكويت، إذ ان الكويت تجد نفسها مسؤولة عن تقديم المساعدات للدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول التي هي بحاجة ماسة إلى مساعدات مختلفة ناهيك عن تقديم بعض المساعدات داخل الكويت.
ويستمر الفنان نبيل شعيل، بحضوره الرائع عبر برنامج «مع بوشعيل» للسنة الثالثة من إخراج نائل مدني، إعداد صالح الدويخ وعلي شويطر، حيث إن بعض الأسئلة التي يوجهها نبيل شعيل لضيوفه مرتبطة باسم المعدين المتألقين، فتارة هي تجعل الضيف يدوخ وتارة هي تعكس شطارتهما، خاصة ان المقدم الفنان بات أكثر قبولاً عبر الشاشة متكئاً على قاعدته الجماهيرية كمطرب محبوب، ويمتاز البرنامج كونه يطرح العديد من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية تبعاً للضيف ولمجال إبداعه سواءً كان الضيف من الكويت أو من دول مجلس التعاون الخليجي أو من الدول العربية الشقيقة.
ويأتي برنامج «طبيب الديوانية» الذي يحمل شعار «ابعد عن المجرب واسأل الطبيب» وهو شعار راقٍ، ونحن في أشد الحاجة الى هكذا برامج في المجتمع الكويتي لانه أحيانا عندما اذهب إلى الديوانية فإن البعض يتحولون إلى أطباء ومستشارين، والمدهش أنهم يتحدثون بكل ثقة، ليأتي البرنامج بفريق عمله المتخصص في استضافة العديد من الأطباء الكويتيين في تخصصات مختلفة للتوعية وللتأكيد بأن صحة الإنسان ليست مكاناً مناسباً للعبث، وبالتالي علينا التوجه للطبيب المختص بدءاً بطبيب المستوصف قبل الوصول إلى الطبيب المختص إن تطلب الأمر. وكم تمنيت أن تتم استضافة بعض الأطباء العرب وألا يكون البرنامج حكراً على الأطباء الكويتيين.
وبالطبع هناك برامج أخرى لكنني علقت على ما استطعت متابعته من برامج وتمنياتي لتلفزيون «الراي» بالمزيد من التألق في المستقبل.
همسة:
الإعلام وسيلة رئيسة للتوعية وللتثقيف وللمتعة إن أجدنا استعماله.