كعادته، يواصل الفنان الدكتور عبدالعزيز المسلم تقديم جرعة كوميدية مغلّفة بطابع الرعب الذي تميّز به من خلال أعماله المسرحية، وآخرها «ساحرة الشمال» التي تقدم صورة جديدة للرعب والتشويق، فهي المستوحاة من واقع شبه الجزيرة العربية، والتي تروي قصة ساحرة خميس مشيط المعروفة.
«الراي» حضرت إحدى عروضها، التي مازالت تُقدم فوق خشبة مسرح نادي القادسية، فكانت القاعة كاملة العدد بالجمهور، حيث حرص المسلم على إدخال الحاضرين إلى أجواء القصة قبل وصولهم إلى الكراسي من خلال ممر وقاعات من وحيها، كما وظّف الديكورات التي تميل إلى طابع الرعب، ودعّمها بتصميم الإضاءات، والموسيقى التصويرية للموسيقار أحمد عبدالهادي والمؤثرات الصوتية للمهندس عبدالله المرزوق.
أداء متقن
القصة بشكل عام كانت متسلسلة الأحداث، استطاع المسلم أن يتنقل فيها بكل سلاسة، مع تطعيمه لها ببعض من القضايا المحلية والرسائل الإيجابية. وفي ما يخصّ الأداء التمثيلي، فقد استطاع نجوم «ساحرة الشمال» من دون استثناء تقديم الأداء المتقن منذ الدقيقة الأولى إلى النهاية من خلال تقمّص شخصياتهم بالشكل المطلوب، خصوصاً على صعيد اللهجة التي كانت ما بين الكويتية والنجدية، بحكم الموقع الجغرافي للحدث. والملفت كان منح المسلم الفرصة - كما يحرص في مسرحياته كافة - للممثلين النجوم الشباب لإثبات قدراتهم وموهبتهم، وهي نقطة إيجابية تُحسب لصالحه.
استعراض
المسرحية لم تخلُ من الاستعراض الذي أتى متجانساً مع الحدث، كما هي حال الخدع البصرية التي صممها المسلم بنفسه ونفّذها علي الثامر، ما أضفى تشويقاً أكبر على المشهد ككل. كما كان لتصميم حركات الطيران، نكهة مختلفة، تحت إشراف البريطاني أندرو ستون.
الجودة العالية
بعد انتهاء العرض المسرحي، ومن داخل الكواليس تحدثت «الراي» إلى المسلم الذي قال: «الحمدلله الإقبال كبير على المسرحية، ومعظمها (SOLD OUT)، وهذا يدل على أن الجمهور الكويتي والخليجي واعٍ، يبحث عن قيمة ومحتوى نافع، وشكل فني راقٍ. العمل فيه معايير عالمية كثيرة، إلى جانب توفّر أفضل التقنيات التكنولوجية كالمسرح الدوّار من ثلاث جهات، مع إمكانية مشاهدة المسرح من زوايا متعددة، إلى جانب تقنية الإضاءة عالية الجودة، ونقاوة الصوت، واستخدام الـ 3D والهولوغرام للمؤثرات البصرية والشاشات عالية الجودة وغيرها، ما صنع في المسرح سينوغرافيا متكاملة وإبهاراً، لدرجة أن الجمهور تراه مندمجاً كأنه يشاهد فيلماً سينمائياً، وهذا هو سر الإقبال الكبير عليها. وبما أن (ساحرة الشمال) عمل مكلّف ويضم كل المعايير العالمية، فاتضح لي أن الجودة العالية تّحقق أرقاماً وإقبالاً جماهيرياً كبيراً».
استقطاع... لبناء مسجد ومركز إسلامي
كشف المسلم عن استقطاعه باسم كل شخص، مبلغاً من قيمة كل تذكرة تم حجزها، لبناء مسجد ومركز إسلامي لحفظ القرآن الكريم داخل إحدى القرى المنتشر فيها الجهل والسحر والشعوذة، بهدف نشر الإسلام وسماحته، وسيتم ذلك عن طريق «جمعية السلام» للأعمال الإنسانية.
وأضاف «كما سيتم اختيار أربعة أشخاص بالقرعة من الجمهور للسفر معنا خلال افتتاح المسجد والمركز، وأسأل الله أن يتقبّل منها هذا العمل والأجر».
التحاق قبل يومين
أشارت الفنانة مي البلوشي إلى انضمامها إلى المسرحية قبل يومين من انطلاقها، واصفة الأمر بإنقاذ موقف، حيث حلّت بديلة عن شقيقتها الفنانة مرام التي اعتذرت لظروف خاصة.
وأردفت «لهذا، بذلت مجهوداً كبيراً لحفظ الدور، والحمدلله المجهود أتى بثماره».
فريق العمل
مسرحية «ساحرة الشمال» من تأليف وإخراج عبدالعزيز المسلم، الذي يُشارك في البطولة إلى جانب الفنانين فتات سلطان، مي البلوشي، حسن الإبراهيم، عبدالله المسلم، أحمد التمار، شيماء قمبر، إيمان قمبر، طارق الحارثي، علي الثامر، بدر زيد وغيرهم.
كما تُشارك فيه الفرقة الأفريقية للاستعراض، وفريق الحركات الخطرة من تنزانيا، والفريق البريطاني للطيران وفرقة السلام جروب.