شهر مبارك تنزل فيه رحمات كل شيء فيه جميل، أنفاس المسلم فيه تسبيح ونومه عبادة ودعاؤه مستجاب.
ما أجمل ومضات الخير في شهر رمضان المبارك... كل إنسان فيه يسعى لعمل الخير ويشير إليه، ويعمد على تحقيقه لينتشر في رحاب المعمورة.
خير في الفكر، وخير في الإشارة، وخير في النصيحة، وخير في جميع صنوف الغايات الطيبة والإشارات الرشيدة والعمل المخلص.
كل شيء حلو في شهر الخير والبركة حتى أنواع المأكولات التي تطبخها الأمهات جميلة في هذا الشهر المبارك.
تتعدد أنواعها وتختلف رائحتها الزكية، فإذا ما تجولت بين البيوت قبيل مدفع الإفطار فإنك تشم روائح مختلفة للأكل الجميل، منهُ الهريس والجريش واللقيمات وخبز عروق وصب القفشة والتشريب، حتى أُطلق على هذا الشهر بقولهم:
أهلاً رمضان بو القرع والبيديان عن أكلة التشريب المفضلة في هذا الشهر.
وإذا ما أتى المساء وقبيل أذان المغرب فإن النقصات تتبادل بين بيوت الفريج الكل يهدي جاره بعضاً مما طبخه لفطوره، فيكون فطور بيوت الفريج كله واحداً تقريباً.
ما أجمله من تضامن وتعاون وحب الذي يجمع الناس في هذا الشهر الفضيل... يجمعهم في الابتهال والصلاة والدعاء حتى في تبادل الوجبات الغذائية جميلة تلك العادات ومحبّبة هذه الإشارات التي تبعث على روح التعاون وجميل في هذا الصدد أن نذكر معارضة بين قائل:
أخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدا
وبين الشاعر المبدع عبدالله سنان، رحمه الله، حيث يقول:
أخي جهز الطابخون الغدا
فهات الصماط ومد اليدا
أقبل القوم في رقصةٍ
إذ اكتشفوا في الجفان الجدا
جلسوا عليها بلا رحمة
فصارت هباءً وصارت سدا
أخي أين طاسة الزبدتين
لنروي الظما ونجلي الصدا
ففتش على قهوة طعمة
مهيلة تنعش الأكبدا
فإن مات منا شهيد بها
فقل ذاك بالتخمة استشهدا
غداء طيّب مبارك
وعساكم من عواده