«سنفطرُ في القدس»...

كانت هذه اللوحة الفنية المؤثرة التي خطتها أنامل كويتية صغيرة، لتضمّد جراح الفلسطينيين تشكيلياً، واحدة من عشرات اللوحات، ممن أطلقت رصاص كلماتها في وجه الكيان الصهيوني على ما يرتكبه يومياً من مجازر وحشية بحق أهلنا في غزة.

فقد تزيّنت جدران جمعية الكاريكاتير الكويتية، مساء الخميس الماضي، بألوان الأمل والحب والأمنيات، وبرسومات عبّرت عن الكثير من المعاني الإنسانية والوجدانية، وذلك ضمن فاعلية معرض «الرسام»، التي شارك بها أكثر من 50 رساماً من الموهوبين الصغار.

وشهدت الفاعلية التي انطلقت برعاية مديرة إدارة الجمعيات الأهلية في وزارة الشؤون الاجتماعية إيمان صالح العنزي، وحضور كل من الفنان القدير محمد المنصور إلى جانب الفنانتين سارة النومس وزينب دشتي، العديد من الأعمال التشكيلية، بعضها استحضر معاناة الأطفال في غزة، في حين تنوّعت بقية اللوحات بين الأجواء الرمضانية، القرقيعان، بالإضافة إلى رسوم الشخصيات الكارتونية المفضلة لديهم.

«الدعم المعنوي»

من جهتها، أعربت إيمان العنزي عن سعادتها بهذه المشاركة، متمنية التوفيق والسداد للمشاركين كافة، وبأن يستمروا في تنمية مواهبهم وصقلها مع مرور السنوات، لتمثيل الكويت في المحافل الدولية.

وتقدمت العنزي بالشكر لجمعية الكاريكاتير، ممثلة برئيسها الفنان محمد ثلاب، «على هذه الدعوة الكريمة لرعاية وحضور برنامج (الرسام)»، مشيدة بالجهود الحثيثة التي يبذلونها في إقامة الفعاليات على مدار العام لاحتواء كل المواهب الكويتية، من الأطفال والناشئة والكبار.

ولفتت إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية تحرص دوماً على تقديم الدعم المعنوي لجمعيات النفع العام، من خلال الرعاية أو الحضور، مؤكدة أن مثل هذه البرامج والمعارض الفنية تلعب دوراً مهماً في إبراز الوجه الحضاري والثقافي للمجتمع.

«مواهب حقيقية»

بدوره، لم يُخفِ الفنان محمد ثلاب فرحته بانطلاق معرض «الرسام» للسنة الثانية على التوالي في جمعية الكاريكاتير الكويتية، وفي شهر رمضان تحديداً، موضحاً أن المعرض يضم مجموعة كبيرة من الفنانين الذين شاركوا في برنامج «الرسام» الذي يُعرض يومياً على تلفزيون دولة الكويت، منذ 7 سنوات.

وأوضح ثلاب أن هذه الفعالية تأتي من باب الدعم للطفل، لتطوير أدواته وتحفيزه على الاستمرار في العطاء وتنمية موهبته الفنية، ولكي يستغل وقت فراغه في هذا الشهر الفضيل، مثمناً ما وصفها بالأعمال الكبيرة التي قدمها المشاركون في المعرض، «والتي تدلّ على أننا أمام مواهب حقيقية ومتطوّرة جداً، ولاحظنا وجود التنوع في اللوحات، مثل الحيوانات الأليفة، والأجواء التي تتزيّن بهلال رمضان، المساجد، والشخصيات الكارتونية، فضلاً عن مدى تأثرهم بمعاناة أهلنا في غزة، وهذه من الأشياء الإيجابية التي تختلج صدور الأطفال ليعبروا عنها ببراءة من خلال ما تخطه أيديهم عبر الريشة والألوان».

وختم بالقول: «لعلّ معظم اللوحات التي شاهدنا في المعرض حملت الألوان الطبيعية، فهذه طبيعة الطفل، لأنه يرسم كل ما يراه ويتأثر به، لتظهر اللوحة بشكلها العفوي، وبأسلوب السهل الممتنع».