افتتحت كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا KCST، مشروع غرفة الطاقة المتجددة المبتكرة المتنقلة، بحضور رئيس مجلس أمناء الكلية السفيرة نبيلة عبدالله الملا، وسفيرة المملكة المتحدة لدى الكويت بليندا لويس، وسفيرة أستراليا لدى الكويت ميليسا كيلي، ورئيس المركز الوطني للأمن السيبراني اللواء ركن مهندس محمد بوعركي، والباحثين المشاركين في المشروع من جامعة إدنبرة نابير – اسكتلندا، وشركة ألفا سولار تك الأسترالية، وباحثين كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا، وممثلين عن العديد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
وافتتحت الملا الحفل، ورحبت بالحضور وإشادت بالتعاون الدولي الذي يمثله المشروع وبجهود الباحثين والتمويل السخي للسفارة البريطانية.
ريادة علمية
وأشار رئيس الكلية البروفيسور خالد البقاعين، الى أن الجامعة تسعى منذ نشأتها لتكون مؤسسة علمية رائدة في التعليم والبحوث والتدريب في أكثر المجالات المطلوبة في الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي والحقول العلمية المهمة مثل تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس والآن الطاقة المتجددة، من خلال مشاريع عملية وتعاون دولي ذي نتائج ملموسة ذات تأثير فعلي لخدمة التعليم والاقتصاد في الكويت.
وقال البقاعين «نحن نشهد بالفعل ثمار استثمارنا في تخريج طلبة وخريجين ذوي جودة، ويتمتعون بالمهارات التي تحتاجها الكويت لمستقبل أكثر إشراقاً»، لافتاً الى «الطلب الكبير على خريجينا، وهم يحدثون تأثيراً في مؤسساتهم»، مضيفاً «الأسبوع الماضي فاز طلبتنا بجائزة أفضل روبوتات مبتكرة بين الأمم، في المسابقة الوطنية للذكاء الاصطناعي والروبوتات التي نظمتها جامعة الكويت ومركز صباح الأحمد للابتكار وشركة زين».
الطاقة المتجددة
وأعرب عن الفخر بشدة «لكوننا أول من أسس مركزا للأمن السيبراني داخل الجامعات في الشرق الأوسط، وبكوننا المؤسسة الأكاديمية الوحيدة في الكويت المرخصة من قبل المنظمة الدولية اي سي كاونسيل EC Council، لتقديم التدريب وإصدار الشهادات في مجال الأمن السيبراني»، مضيفاً «اليوم نقطع مرحلة مهمة أخرى من تقدم الجامعة من خلال إطلاق هذا النموذج الأولي للغرفة أو المبنى المستدام، والتي تجمع بين قدراتنا في مجال الطاقة المتجددة المبتكرة، والأمن السيبراني، وتكنولوجيا النانو، والاستدامة. وبالأخص دمج هذه القدرات في تعاون دولي مع جامعات و شركات دولية ما يعزز مكانة الكويت في مجال البحاث والاستدامة».
وأعرب عن امتنان الكلية للتمويل السخي من السفارة البريطانية في الكويت، والذي سمح لهذا المشروع بالانطلاق. واشاد «بالمجهود الذي بذله الباحثون والقائمون على المشروع طوال عامين. ويشارك أعضاء هيئة التدريس والطلبة لدينا في البحوث الرائدة، واستكشاف مصادر الطاقة الجديدة، والتصاميم الفعالة، والممارسات الصديقة للبيئة».
حقبة جديدة في الابتكار
وأضاف: «من خلال تقليل بصمتنا الكربونية، فإننا نسهم في بناء كوكب أكثر صحة للأجيال القادمة كذلك فإننا ندعم أيضاً العديد من الأهداف المتضمنة في إطار أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وكما يخدم المشروع رؤية الكويت 2035 للتوجه لمصادر أخرى من الطاقة النظيفة وتخفيف انبعاث ثاني أكسيد الكربون للوصول إلى الانبعاث الكلي الصفري».
وأشار الى أن التعاون المشترك بين الباحثين من كل الجهات العلمية والأكاديمية والصناعية بتمويل من السفارة البريطانية لدى الكويت، اجتمع لتحقيق هدف الاستدامة عن طريق توسيع مساحة المباني الخضراء من أجل أمان الأجيال القادمة وتخفيف الانبعاثات السامة التي تنتج عن زيادة معدلات الصناعة.
وأكد بأن الكلية تدخل حقبة جديدة في الابتكار الذي سيدعم مسيرة البحث العلمي، وأيضا مصدر إلهام لمزيد من الابداع والأفكار الخلاقة في مشاريع التخرج الطلابية، كما أنه سيعزز مكانة الجامعة البحثية الرائدة في المنطقة لتكون في طليعة تقديم الحلول المستدامة.
سفيرة بريطانيا
وعبرت سفيرة بريطانيا عن فخرها بأن السفارة البريطانية، ساهمت في التمويل الأولي لاطلاق المشروع الجديد، قائلة: «نحن نتطلع إلى المستقبل وإلى أين سيقودنا هذا المشروع المبتكر».
وأشادت بالمكانة المميزة للكلية في التصنيفات القائمة على الأبحاث العلمية المنشورة «حيث هناك عنصر للبحث، بالإضافة إلى أهمية التدريس، لذلك عندما ننظر إلى نسبة المقالات المنشورة للباحثين، تجد أن كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا، الأعلى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وعندما تنظر إلى إنتاجية الأبحاث، تجد أنها تحتل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط».
وتابعت «عندما ننظر إلى تأثير الأبحاث لكل سنة من السنوات الخمس الماضية، مرة أخرى، احتلت KCST المرتبة الأولى، وهذا سبب آخر يجعل من السهل على السفارة البريطانية المضي قدماً في الشراكة في هذا التعاون البحثي مع KCST لأنها مؤسسة متميزة».
وأشارت إلى أن التدريس والبحث العلمي متكاملان، لأنهما مختلفان في محتواهما وطرقهما، وهناك جزء من تلك الرحلة للوصول إلى النقطة التي حاولت فيها محاكاة واستيعاب أكبر قدر ممكن من النظريات والمفاهيم التي تم إثباتها بالفعل أو في طور إثباتها، ولكن بعد ذلك ننتقل إلى ما هو أبعد من ذلك لنمتلك الخيال للتفكير في منطقة مجهولة، وجوانب مختلفة من العالم من حولنا يمكن أن توافر موضوعات بحثية مثمرة، سواء كان ذلك من منظور تجاري أو منظور فكري.
إنجاز للكلية
ومن جانبه، أعرب رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني اللواء ركن متقاعد محمد بوعركي، عن سعادته في المشاركة بافتتاح غرفة البيئة المستدامة والمشروع ذي البعد السيبراني، مشيراً إلى أنه يعتبر إنجازاً يعود بالنفع ويحسب للكلية، لافتاً إلى «اننا نطمح لتكثيف سبل التعاون في المستقبل القريب مع الجامعة -KCST في مختلف الجوانب السيبرانية والأكاديمية التي تساهم في رفع مستوى التدريب والوعي لدى المتدربين، الذين ستكون لهم نتائج إيجابية على نطاق الوطن».
الطاقة من ألياف النانو
ورأى رئيس المشروع الدكتور نادر شحاتة، أنه نتاج تعاون بين الفرق البحثية في الجامعة، جامعة إدنبرة نابير في المملكة المتحدة والشريك الصناعي من شركة ألفا سولار تك الأسترالية، وأنه يهدف لتطوير تقنيات غير تقليدية لحصاد الطاقة المتجددة من خطوات الأقدام وموجات الصوت، بالإضافة إلى الدمج بين حصاد الطاقة من ألياف النانو الكهروضغطية، وتقنيات جديدة من الألواح الشمسية المدمجة مع الزجاج الفراغي.
غرفة سهلة التنقل
من ناحيته، اعتبر مدير مركز الأمن السيبراني في الكلية الدكتور باسل العثمان، أن NET ZERO واحد من أهم المشاريع المحلية والعالمية، يتضمن الابتكار واستخدامات الطاقة بكافة اشكالها من خلال استخدام الأمن السيبراني، لافتا الى ان جميع تلك العوامل مهمة للحفاظ على الطاقة.
وأشار العثمان الى ان Net Zero Green Room تعتبر غرفة سهلة التنقل هدفها التوجه لمصادر أخرى من الطاقة النظيفة وتخفيف انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون للوصول الى الانبعاث الكلي الصفري ( Zero Net Emission) ويستخدم فيها تكنولوجيا متطورة للمرة الأولى في الكويت والمنطقة وهو واحد من أهم الأهداف لتحقيق رؤية الكويت 2035
وأفاد بأن المشروع يعتمد على استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الصوت وطاقة السير على الأرض، من أجل استخدام الطاقة المتجددة، وحمايتها من الاختراقات، موضحاً أن المشاريع البحثية الأكاديمية تشمل التعاون بين السفارتين البريطانية والاسترالية والكلية.
جهاز واحد لاستخراج طاقة
بدوره، أوضح رئيس قسم الإلكترونيات والاتصالات بالكلية الأستاذ الدكتور محمد طرابلسي، أن الهدف من المشروع، تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتحقيق رؤية كويت 2035، من خلال دمج تكنولوجيا النانو مع تكنولوجيا الطاقة الشمسية والأمن السيبراني في جهاز واحد، لاستخراج طاقة من مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية والطاقة الميكانيكية.
تمويل مشترك
يعد مشروع غرفة الطاقة المتجددة المبتكرة، أحد المشاريع البحثية الاستراتيجية في الكلية، والذي حصل على تمويل مشترك بين الكلية والسفارة البريطانية لدى الكويت، بعد اختياره من ضمن العديد من المشاريع التي قدمتها مختلف الجامعات ومراكز البحث الحكومية والخاصة في الكويت ضمن تنافس قوي في مسابقة نظمتها السفارة في أواخر يونيو 2022، ليحصل المشروع على تمويل بقيمة 283 ألف جنيه أسترليني، وبمدة عمل تستمر حتى مارس 2025.
تقنية الزجاج الفراغي
تم خلال الافتتاح الاطلاع على النتائج الأولية للمشروع، والتي عمل عليها الباحثون لما يقارب السنتين، لتطبيق نتائج المشروع على أرض الواقع، لتكون غرفة الطاقة المتجددة المبتكرة المتنقلة، هي أول غرفة مستدامة متنقلة في العالم، باستخدام تقنية الزجاج الفراغي المدمج مع الخلايا الشمسية المطعمة بتكنولوجيا النانو. ويتميز المشروع بدمجه تكنولوجيا النانو، الطاقة المتجددة والأمن السيبراني.
الفريق البحثي
يدير المشروع فريق بحثي في KCST، يترأسه مدير معمل أبحاث تكنولوجيا النانو والبصريات الدكتور نادر شحاتة، والباحثون المشاركون رئيس قسم هندسة الإلكترونيات والاتصالات البروفيسور محمد طرابلسي، وأستاذ مساعد في قسم علوم وهندسة الكمبيوتر والأمن السيبراني الدكتور باسل العثمان، إلى جانب عدد من الباحثين المساعدين، والطلبة المتميزين في KCST.
تعاون خارجي
تتعاون الكلية مع عدد من الباحثين المشاركين والمساعدين من جامعة إدنبرة نابير في اسكتلندا المملكة المتحدة، والتعاون الصناعي الذي تساهم فيه شركة ألفا سولار تك من أستراليا، تحت إشراف البروفيسور كمال علامة، لصناعة منتج أولي للمشروع.
الضغط... طاقة كهربائية
يعمل المشروع على استخدام القدرات الموجودة في مختبرات الكلية، على تصنيع المواد النانوية التي تحتوي على ألياف النانو الكهروضغطية، التي تعمل على تحويل الحركة الناتجة عن الضغط، الى طاقة كهربائية، مما مكن فريق العمل من دمج هذه المواد في أرضيات (Piezo Electric Foot Path Mat) تولد الطاقة عند المرور عليها.
ألواح شمسية شفافة
تم عرض بعض النماذج الأولية لحصاد الطاقة من هذه المجسات، وكذلك تم تصميم مبنى الغرفة الخارجي من ألواح شمسية مبتكرة شفافة، معالجة بتكنولوجيا خاصة، لاعطائها مظهرا جماليا، كالرخام، لتعطي مصادر طاقة داخلية لتشغيل الأجهزة وتخزين الطاقة المتجددة المولدة من الالواح، لاستخدامها في المساء، لحين الحاجة لها، أو في ظروف اختلاف حالة الطقس، مع توفير الدفاعات السيبرانية المطلوبة لحماية النظام.
مزارع شمسية جميلة
قال المدير الفني لشركة ألفا سولار تك في استراليا البرفسور كمال علامة، إن الشركة تقوم بابتكار تقنية الخلايا الشمسية المتكاملة في البناء التي تعتبر براءة اختراع تساهم في بناء الطاقة الشمسية.
وقال «شركتنا متخصصة في تحويل المباني ذات الطوابق العلية والبنى التحتية إلى مزارع شمسية جميلة للعين وصديقة للبيئة»، فضلاً عن تصميم وحدات الخلايا الشمسية الخاصة بنا لتحل محل المواد النباتية التقليدية.
لا طاقة تقليدية
أوضح رئيس قسم الهندسة والرياضيات بجامعة Edinburgh Napier University في العاصمة الاسكتلندية البروفسور إسلام شيحة، ان افتتاح الغرفة، يعد ثمرة تعاون مثمر بين جامعتنا والكلية، والمشروع بدأ منذ عام ونصف العام، عازياً أهمية المشروع الى انها المرة الأولى التي يكون بها بناء متكامل باستخدام الطاقة المتجددة دون الرجوع الى الطاقات التقليدية التي تتسبب في اضرار البيئة، مشيراً الى أن المشروع يهدف الى تقليل الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم وخاصة لدولة الكويت نتيجة الاستخدام الهائل للطاقة الشمسية في دولة الكويت وبالتالي سيعود استخدام الطاقة المتجددة بالنفع على الكويت والعالم أجمع.
وأعربت الدكتورة سهى جرادات من الجامعة، عن سعادتها بالتعاون مع كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا في عملية دعم الطاقة المتجددة في اطلاق مشروع الغرفة، مع شركة الفا للطاقة الشمسية في استراليا، وخدمة الاجيال القادمة.