انتشرت أخبار تفيد بأن وفيق صفا، رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله»، كان على متن طائرة خاصة متجهة إلى الإمارات العربية المتحدة. الهدف: السعي لاطلاق سراح أعضاء من الحزب او متعاونين معه تم الحكم عليهم بالسجن من قبل محاكم الإمارات بتهم متعددة.
كان المحللون والجمهور على حد سواء متشككين في الغرض المعلن لهذه الرحلة، متسائلين ما اذا كانت إيران وحزب الله يحاولان الاستفادة من موقع الإمارات العالمي وعلاقاتها الدولية المميزة للوصول إلى تهدئة في لبنان، في الوقت الذي تسود لدى «الوكالة اللبنانية» لإيران قناعة بأن إسرائيل في المراحل النهائية من التخطيط لهجوم شامل ضد حزب الله، في سيناريو مأساوي قد يشكل ضربة مؤذية جدا للبنان.
لكن بصراحة، فك شيفرة رحلة صفا ليس هو محور اهتمامي الأول، كما أنني لست ميالًا ولا مضطرا لتقديم الكثير من الاحترام أو التحليل لشخص هدد القاضي طارق بيطار، المحقق القضائي في انفجار مرفأ بيروت.
ومع ذلك، ما لفت انتباهي هو حقيقة أن صفا كان يزور دولة حاولت المنظومة التي يمثلها، الاساءة اليها والى شقيقاتها في دول الخليج بشكل مستمر من خلال الهجمات اللفظية والمخططات الأمنية وتصدير منتجات مخدرة (كما ورد في اكثر من تقرير خليجي عن مصدر الشحنات) إلى دولة لا تتسامح أبدا مع المخدرات، مما أدى إلى فرض الإمارات حصارا غير رسمي او معلن على لبنان.
ما خطر ببالي بجدية ومن دون مزاح هو ماذا كان سيفعل الحاج وفيق صفا، إذا اوقفه أحد المؤثرين الشهيرين في دبي أو من مستخدمي تيك توك الذين يقفزون على الناس ليسألوهم «ما هي مهنتك؟» ربما يجد الحاج وفيق نفسه في مأزق للإجابة على هذا السؤال المفترض من هذا المراهق المستخدم لتيك توك او ذاك المعروف في سناب شات، فيمكنه ببساطة أن يقول إنه «حاج أو مسؤول كبير ولا يحتاج إلى العمل»، أو قد يقرأ لهم بعض المنشور عنه من قائمة الخزانة الأميركية.
مع ذلك، فمن المؤكد أن صفا والمنظمة التي يعمل لصالحها، نظرا لإيجاز وخصوصية الزبارة، سيفوتون الفرصة لاستكشاف الإمارات العربية المتحدة ورؤية المشاريع الضخمة في مجال الأعمال والتكنولوجيا التي حولت هذه الجزر العربية الخليجية الشابة من صحراء إلى واحة التقدم والابتكار.
في المقابل، نجح حاج وفيق وما يمثله، بتواطؤ من الطبقة السياسية اللبنانية، في تحويل لبنان من منارة للتنوير إلى دولة فاشلة صارت مقراً وممرا لكل الموبقات وتحاول الهروب من مصير مشؤوم.استمتع بالرحلة... حاج.