أبدت الإعلامية القديرة نيرفانا إدريس ترحيبها بالعودة إلى العمل الإعلامي، ولا سيما إذا كان في «بيتها القديم» تلفزيون الكويت، «الذي علمني ما لم أتعلمه خلال سنوات دراستي في الجامعة».

إدريس، قالت في حوار مع «الراي» إنها لا تستطيع أن ترفض عرضاً من تلفزيون الكويت، خصوصاً بعدما استكمل ابنها دراسته، وأصبحت «Free» لناحية التزاماتها الأسرية.

كما استعرضت أهم المحطات في مشوارها الإعلامي، مثل برامج «صباح الخير يا كويت»، «البيت بيتك»، «القاهرة اليوم»، «صباح الخير يا عرب»، «هنّ»، وغيرها من البرامج.

• قبل هذه الزيارة التي جاءت خصيصاً للمشاركة في برنامج «مع بوشعيل»، هل سبق وأن زُرت الكويت منذ عهدٍ قريب؟

- بالطبع، زرتُ الكويت أكثر من مرة، كان آخرها العام الماضي، لإجراء مقابلة في «بودكاست» لإحدى المنصات الرقمية.

• كيف ترينَ حال تلفزيون الكويت في الوقت الحالي؟

- أراه متطوّراً جداً، ويحتلّ مكانة كبيرة على مستوى القنوات الحكومية في الوطن العربي كافة، خصوصاً أن القائمين عليه اعتادوا على ابتكار الأفكار النوعية والمتجددة. وما زلتُ أتذكر حين بدأت العمل في تلفزيون الكويت كمذيعة، حينها كان عمري 20 سنة، وكنت ألقى الدعم والتشجيع من الجميع، إذ لم يضن أحد عليّ بالفرص الكبيرة التي منحوني إياها، ولذلك أدين لهذا الصرح الإعلامي بالفضل، لأن كل العروض التي تلقيتها في ما بعد من القطاع الخاص كانت بفضل من عند الله ثم بفضل تلفزيون الكويت، فمن خلاله اكتسبت الخبرة وتعلمت ما لم أتعلمه خلال فترة دراستي بالجامعة.

• كم عدد السنوات التي عملتِ خلالها في تلفزيون الكويت؟

- بدأت العمل بعد التحرير مباشرة، أي في العام 1991 واستمررت حتى العام 1998، إذ كانت بدايتي مع انطلاقة برنامج «صباح الخير يا كويت». بعدها كلّفوني بتقديم نشرة الأخبار «وأنا صغيرة»، فشعرت بالرهبة، لأني سأقدم نشرة التاسعة، ومع من؟... مع أساتذة كبار مثل الإعلامي القدير ماجد الشطي والإعلامية القديرة دولت شوقي.

• لماذا شعرتِ بكل هذه الرهبة، رغم حضورك ونجوميتك في تلك الفترة؟

- الحضور... هو المشكلة! نعم كان لديّ حضور ولكن في البرامج المنوّعة، وليس في الأمور الجادة مثل نشرة الأخبار، مع أنني متمكنة لغوياً، ولكنني صغيرة جداً على القيام بهذه المهمة. والحمد لله أنني نجحت في ذلك، فقدمت من بعدها البرامج الإذاعية، وكانت كذلك تجربة ممتعة للغاية.

• تنقلتِ للعمل في أكثر من محطة خاصة، منها شبكة «أوربت»، وقناة «MBC»، وغيرهما من القنوات المصرية والعربية، فما هي المحطة الأهم في مشوارك الإعلامي؟

- بالفعل، قدمت أكثر من برنامج تلفزيوني، بينها برنامج «البيت بيتك» في التلفزيون المصري وبقيت فيه لستة شهور، وبعدها قدمت برنامج «صباح الخير يا عرب» على «MBC»، وكان البرنامج وقتها في بداياته، ومِنْ ثَم حدثت الأزمة الاقتصادية في العالم فأغلقت جميع مكاتب «MBC» في مصر، وطلبوا مني الذهاب إلى مدينة دبي، بيد أن ظروفي وقتذاك لم تسمح لي بالعمل خارج مصر. وبالنسبة إلى أهم محطة في حياتي، فكل ما قدمته كان مهماً، إلا أن فترة عملي في تلفزيون الكويت كانت الأهم، وكذلك برنامج «القاهرة اليوم» على شبكة أوربت.

• آخر ما قدمته كان برنامجاً عنوانه «هُنّ» على قناة الحرة، فكيف تقيمين تلك التجربة؟

- هذا البرنامج قدمته في لبنان خلال الفترة بين 2012- 2018، وكانت من أجمل السنوات في مشواري الإعلامي. فبالرغم من أن البرنامج يُعنى بالمرأة، ولكنه أيضاً سياسي - اجتماعي، حيث استضفنا فيه شخصيات كانت تعاني من مشكلات معينة، ولا أخفيكم أن البرنامج شكّل إضافة إليّ.

• في كل برنامج قَدمتِه، تركت بصمة وأثراً كبيرين، تُرى ما السر في ذلك؟

- السر هو توفيق من عند الله ثم محبة الناس. أعتقد أن أكثر برنامج قدمته على تلفزيون الكويت وتركت بصمتي فيه هو «بين المشاهد والتلفزيون»، لأن المخرج علي الريّس «كان عاملنا قلق» (ضاحكة). أما بالنسبة لأفضل برنامج في القنوات الخاصة فكان «القاهرة اليوم» على شبكة «أوربت».

• لو عُرض عليك العمل مجدداً في تلفزيون الكويت، أو أي قناة كويتية خاصة، فماذا ستكون ردة فعلك؟

- حالياً «أنا (Free) وماقدرش أرفض العرض»، وإذا جاء من تلفزيون الكويت سأضعه على رأسي. فبعدما أنهى ابني دراسته في الجامعة لم تعد لديّ الكثير من الالتزامات الأسرية، على عكس الحال في السابق، حيث كانت حياتي الأسرية تُحتّم عليّ البقاء في البيت لإدارة شؤوني المنزلية.

أسلحة المذيع

رأت إدريس أن أهم الأسلحة التي ينبغي على المذيع التسلّح بها لكي يشق طريقه صوب النجاح، هما الجمال والثقافة، إذ «لا شك أنهما يشكّلان عاملين أساسيين من عوامل النجاح في وقتنا الحاضر. فالصورة أساس التلفزيون، بالإضافة إلى الثقافة، التي يفترض أن تزداد كلما زاد عمر المذيع واكتسب المزيد من الخبرة».

وأضافت أيضاً، إذا كان القائمون على القناة أشخاصاً متمكنين، فهذا ينعكس على فريق العمل، وأنا أعتبر نفسي محظوظة لأني عملت تحت إدارة «هائلة»، مثل الأستاذ بدر المضف «الله يرحمه» والأستاذ سالم الفهد، وغيرهما ممن علمونا مراحل الإعلام درجة درجة. وبالنهاية فإن ليس من مهام وأهداف المذيع أن يحوز إعجاب المشاهدين كلهم، بل هو وسيلة لإيصال الرسالة إلى المتلقي بكل صدق واحترام.