أكد عدد من الدعاة وعلماء الشريعة أن الخروج من الاعتكاف خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، للتصويت في الانتخابات البرلمانية، جائز ولا يبطل الاعتكاف، موضحين أن الاقتراع من الضرورات التي تبيح الخروج من الاعتكاف، كون الأول مصلحة عامة تعود بالنفع على الأمة، أما الثاني فهو مصلحة خاصة.
ورأى أولئك الدعاة والعلماء، في تصريحات لـ«الراي»، أن الفقهاء أجازوا للمعتكف الخروج للإدلاء بصوته في الانتخابات، كواجب شرعي، موضحين في تلك الضوابط الخاصة بخروج المعتكف وعودته.
العام قبل الخاص
الجيران: الانتخابات بفتوى العلماء مصلحة عامة
أكد الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الجيران، إن «الاعتكاف في المسجد سنة مستحبة، وليس بواجب، إلا أن يكون الإنسان قد نذر الاعتكاف، فعندها عليه أن يفي بنذره»، مشيرا إلى أنه «لا تقييد لوقت الاعتكاف في رمضان، فقد يكون في أوله أو أوسطه أو آخره، وكذلك ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه اعتكف في شوال». وعن خروج المعتكف من المسجد، قال الجيران، «يجوز للمعتكف أن يخرج للحاجة، مثل الوضوء وتناول الأكل، لكن الأفضل عدم الخروج في حال تيسر كل شيء، فالمعتكف لا يزور مريضاً، ولا يتبع جنازة، وهذا هو الأفضل». أما عن المشاركة بالتصويت في الانتخابات، فقال «الاعتكاف سنة مستحبة، والمشاركة في الانتخابات واجبة، كما أفتى العلماء، وخاصة في الكويت، لأنها مصلحة عامة بها تشريع للأمة واختيار القوي الأمين، ومقدمة على المصلحة الخاصة للمعتكف». وزاد «التصويت لمن هو كفء يحقق خيراً كثيراً للأمة، وإذا خرج المعكتف للتصويت وعاد لاعتكافه، فإن هذا الخروج لا يبطل الاعتكاف، كونه يؤدي واجب التصويت».
الاضطرار... بدناً وحاجةً
حسين: يفضل الاعتكاف قبل يوم التصويت أو بعده
قال الشيخ الدكتور أحمد حسين، إن «أغلب ما قرأته في هذه المسألة، التي يجب أن يتم الرجوع فيها للمراجع، أنه لا يجوز كسر الاعتكاف للخروج للتصويت»، لافتاً إلى أن «حالات الاضطرار ترجع لحال الإنسان بدناً وحاجةً، ولم يرد من بينها التصويت في الانتخابات، ولذا يفضل الاعتكاف، إما قبل يوم التصويت أو بعده».
الخروج... للضرورات
الشريف: الفقهاء أجازوا الخروج للعمل والتصويت
رأى العميد الأسبق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد عبدالغفار الشريف، إن «من نوى الاعتكاف في العشر الأواخر كلها لا يجوز له الخروج من المسجد، إلّا للضرورات كالطعام والشراب وقضاء حاجته»، مشيراً إلى أن «كثيراً من الفقهاء المعاصرين، أجازوا الخروج للعمل كالموظف وغيره، لحاجته للعمل، أو حاجة الناس إلى عمله، ومثله الخروج إلى الانتخابات للإدلاء بصوته، لاختيار من يعمل لصالح البلاد والعباد».
خروج... بمراعاة
البالدي: ضوابط حدّدها الفقهاء لخروج المعتكف
قال الشيخ مرتضى البالدي إن «الاعتكاف عبادة موقوفة ومحددة من قبل الشارع، وأقلها ثلاثة أيام فلا يجوز الخروج من المسجد إلا للضرورات، مثل الحمام والاغتسال للجنابة وشراء طعام وتشييع جنازة ودفن الميت والصلاة عليه، وعيادة مريض وكل أمر ضروري»، لافتاً إلى أن «الانتخابات من الواجبات على كل مواطن لاختيار الأصلح لتدبير أمور بلده والإخلال بهذا الواجب يعد من التقصير، فالخروج جائز ولا يضر بالاعتكاف، ولكن يجب عليه مراعاة أمور عدة، منها أن يختار أقرب مقر انتخابي للمسجد الذي اعتكف به، ولا يجوز له أن يذهب بعيداً، وألا تطول الفترة الزمنية حتى لا تنمحي صورة الاعتكاف عرفاً، وألا يستظل تحت ظل، إلا عند الضرورة، وألا يكثر الكلام والجدال والأخذ والرد، ويقصر فعله على عملية الانتخاب والرجوع بسرعة إلى محل اعتكافه، وهذا ما عليه الرأي المشهور من فقهاء الشيعة».
تجديد النية
زكي: الانتخابات واجب شرعي... ويجوز قطع الاعتكاف
اعتبر أستاذ الفقه المقارن الدكتور عيسى زكي، أن «المشاركة في الانتخابات واجب شرعي، لما يترتب عليها من مصالح شرعية واختيار الأصلح للسلطة التشريعية، وعليه يجوز قطع الاعتكاف والخروج للتصويت تغليبا للمصلحة الشرعية».
وبيّن زكي أن «للمعتكف أن يخرج ويعود لمعتكفه، ويلزمه إن عاد أن يجدد نية الاعتكاف، ليستأنف اعتكافه»، لافتاً إلى أن «عليه أن يحرص أن تكون مدة خروجه بقدر الحاجة، لينتخب من يراه صالحاً لعضوية مجلس الأمة».