أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن قواته ستمضي قدماً في هجوم بري مخطط له في رفح جنوب قطاع غزة، رغم تحذيرات من أنه قد يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، موضحاً أنها قد تستغرق بضعة أسابيع.
وقال في مستهل اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت)، أمس، «لن يمنعنا أي قدر من الضغوط الدولية من تحقيق كل أهداف الحرب... وللقيام بذلك سنتحرك أيضاً في رفح» التي تؤوي أكثر من مليون نازح.
وأضاف نتنياهو ان إسرائيل ستجلي المدنيين من مناطق القتال في رفح، من دون أن يقدم تفاصيل خطة إجلاء النازحين.
وتابع أن «إيقاف إسرائيل الحرب قبل تحقيق أهدافها يعني أنها خسرت»، مشدداً على أنه لن يسمح بحدوث ذلك.
وتوجه نتنياهو إلى المجتمع الدولي متسائلاً عما «إذا كانت ذاكرة الدول الحليفة لإسرائيل قصيرة حتى تنسى هجوم 7 أكتوبر الماضي وتنكر حق إسرائيل بالدفاع عن النفس».
وقال إن إسرائيل «لن تقبل وقف إطلاق نار لا يلبي احتياجاتها الأمنية، ولن تخضع لضغوط دولية من أجل إجراء انتخابات وإنهاء الحرب».
وفي العقبة، قال المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس، بعد محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إن العدد الكبير من الضحايا المدنيين الذين قد يسقطون في اجتياح إسرائيلي لمدينة رفح سيجعل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط «صعباً جداً».
وأضاف أن هذه إحدى الذرائع الرئيسية التي سيطرحها في محادثاته مع نتنياهو، خلال زيارته الخاطفة للمنطقة.
وفي السياق، ناشد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، «باسم الإنسانية» إسرائيل «عدم المضي قدماً» في عمليتها البرية في رفح.
عسكرياً، أكدت هيئة البث الإسرائيلية، اغتيال الرجل الثاني في «كتائب القسام» مروان عيسى، في قصف إسرائيلي سابق على مخيم النصيرات في غزة.
وعيسى هو أهم هدف يتم استهدافه منذ بداية الحرب، ويعدّ الرجل الرقم 3 على قائمة المطلوبين الإسرائيلية، بعد قائد «القسام» محمد الضيف، وقائد «حماس» في غزة يحيى السنوار.
أما الرقم 4 فكان صالح العاروري واغتالته إسرائيل فعلاً في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أسابيع.
وفي اليوم الـ163 للحرب على غزة، واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين العزل.
وأعلنت وزارة الصحة، أمس، إن الاحتلال ارتكب 9 مجازر خلال 24 ساعة استشهد فيها 92 وأصيب نحو 130 آخرين، بينهم 12 من عائلة ثابت بحي البشارة في دير البلح.
وفي ظل مجاعة تلوح في الأفق وتحركات لاستئناف محادثات في الدوحة حول اتفاق هدنة بين إسرائيل و«حماس»، وصلت 6 شاحنات إلى مدينة غزة و6 أخرى إلى مخيم جباليا للاجئين، في الشمال، محملة بإمدادات سيتم توزيعها أيضاً في بيت لاهيا وبيت حانون في أقصى شمال غزة.
من جانبه، وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، استهداف الاحتلال الممنهج لعشرات المبرمجين وخبراء تكنولوجيا المعلومات والعاملين في هذا القطاع، إلى جانب تدمير مقار شركاتهم بهدف تقويض المنظومة العلمية والتعليمية والاقتصادية.
وأكد أن «هذه الجرائم تهدف إلى حرمان المجتمع الفلسطيني من الكوادر المتخصصة التي يصعب تعويضها على المدى القريب».