جدّد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحذيره من خطورة اجتياح رفح ومن اتساع نطاق الحرب، مؤكداً سعي مصر لإيجاد فرصة حقيقية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية باعتراف دولي.

وأشار خلال حوار مع الطلاب الجُدد في أكاديمية الشرطة في القاهرة، الجمعة، إلى التأثيرات السلبية الناجمة عن الحرب في غزة، خصوصاً على سلامة الملاحة في البحرالأحمر و قناة السويس، وتأثيرها الكبير على حركة التجارة الدولية، معرباً عن تمنياته بالتوصّل إلى وقف إطلاق النار في القطاع خلال الأيام المقبلة.

واستنكر السيسي، بشدة أعمال القتل والعنف، مشدداً على أن «مصر تسعى بكل جهد إلى التوصل لوقف إطلاق النار، وإنقاذ المدنيين الأبرياء من ويلات الحرب المستمرة منذ نحو 5 أشهر، حتى تجاوز أعداد الشهداء الفلسطينيين 30 ألفاً غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة نحو 70 ألفاً، وتدمير 60 في المئة من مباني القطاع».

وأوضح أن تلك المباني «تحتاج إلى أموال طائلة وسنوات لإعادة بنائها مرة أخرى»، مضيفاً«نحاول أن نوقف هذا النزيف، نزيف البشر ونزيف المنشآت، ونسعى لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى غزة، ونحذّر من خطورة عرقلة دخول المساعدات إلى غزة واستخدام الغذاء سلاحاً في مواجهة المدنيين الأبرياء في القطاع».

وأكد «سعي مصر الدؤوب للتوصّل إلى هدنة في غزة لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية وللحد من تأثير حالة المجاعة على أهالي القطاع و السماح للفلسطينيين في وسط وجنوب القطاع التحرك في اتجاه الشمال لأماكنهم».

وعن الأوضاع الداخلية، قال السيسي إن «الدولة اتخذت خطوات لتحسين وتطوير وإصلاح الموقف الاقتصادي بشكل حاسم ونهائي، والأمور تسير بشكل جيد وليست هناك أي مشكلة في السلع والمستلزمات».

وأضاف«خلال السنوات الأربع الماضية، أو أكثر، كانت هناك ظروف جائحة كورونا والأزمة الروسية والحرب في غزة، التي كان لها تأثير سلبي كبير على الاقتصاد في مصر، لكن الإجراءات التي تم اتخاذها خلال الأسابيع القليلة الماضية، ستعمل على إعادتنا إلى الطريق الصحيح لتصويب المسار الاقتصادي وتحسينه، والأمور تسير بشكل جيد وليست هناك أي مشكلة في السلع وحتى المستلزمات التي كانت متأخرة في الموانئ تخرج الآن».

وفي تحركات ديبلوماسية في شأن القضية الفلسطينية، أعرب بيان صادر عن 128 دولة باستثناء الولايات المتحدة وكل الدول الأوروبية وكندا والمكسيك، أول من أمس، عن التضامن مع النساء والفتيات في فلسطين في نضالهن الحالي من أجل حياتهن ومستقبلهن.

وتناول البيان الذي ألقاه أحمد إيهاب جمال الدين، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف في إطار أعمال الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان، نيابة عن 128 دولة «الوضع في غزة الذي يُشكّل أزمة إنسانية كبرى وأزمة في مجال حقوق الإنسان والصحة العامة».

واعتبر أن ذلك الوضع«وصمة عار على جبين إنسانيتنا، يتطلّب تدخلاً فورياً من المؤسسات الدولية، والاهتمام بكل امرأة وفتاة حول العالم».

وتابع«يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، مع دعوة مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى جمع الأدلة التي من شأنها أن تساعد في إجراء تحقيق مستقل ونزيه، لتقديم جميع المسؤولين إلى العدالة، ونُشدد على أهمية وقف هذه الكارثة الآن».