ودّعت الكويت أحد أبطال المقاومة الكويتية، إبان الغزو العراقي الغاشم للبلاد، الفريق الركن المتقاعد أحمد محمود الرحماني الذي كانت له مساهمات كبيرة في المقاومة الشعبية ضد الغزو، لتطوي صفحة واحد من أبطالها الذين تركوا بصمة في تاريخ المقاومة التي كتبت بحروف من نور.
بحضور رسمي وشعبي، ووري الثرى، عصر أمس الخميس، في مقبرة الصليبخات، جثمان الراحل الرحماني، الذي كان يشغل منصب مدير التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بالجيش الكويتي. وتوافدت جموع من المعزين، يتقدمهم وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، ورئيس الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية صالح الفضالة، ووزير الدفاع الأسبق الشيخ حمد جابر العلي، ورئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم، إلى المقبرة للمشاركة في تشييع الراحل، وتقديم العزاء لذويه، مستذكرين مآثر بطل المقاومة وصوتها الهادر ضد الظلم والطغيان.
رمز للمقاومة
وقدّم الرحماني أروع صور التضحية والدفاع عن أرض الوطن، عندما شارك بكل قوة في المقاومة مع أبناء الشعب الكويتي إبان فترة الاحتلال العراقي، ونجح مع زملائه في أداء دور كبير في تكوين وتشكيل النواة الأولى للمقاومة ضد الاحتلال.
وشارك الراحل في المعارك الأولى مع أبطال المقاومة الكويتية التي تشكّلت بعد دخول القوات العراقية الكويت، حيث تكوّنت بشكل أساسي من رجال ونساء خاضوا مواجهات ومعارك إلى جانب مقاومة سرية في توزيع المساعدات، لاسيما بعد محاصرة جميع المناطق التي تركزت فيها المقاومة الكويتية.
ونجح الفقيد، الذي تقلّد عدة مناصب في وزارة الدفاع، كان آخرها مدير التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بالجيش، في المشاركة الفعّالة في المقاومة الكويتية التي كانت تهدف إلى زعزعة الجيش العراقي وتوجيه ضربات موجعة استهدفت جنود الاحتلال وآلياته، وبث الذعر والرعب في نفوس الجنود والضباط الغازين، ورفع معنويات الشعب الكويتي وحمايته، وبالتأكيد توجيه رسالة للخارج بأن الشعب الكويتي يرفض الاحتلال العراقي ويقاوم وجوده فيها. وكان يتواصل مع القيادة السياسية، وساهم في نقل أخبار المقاومة وتفاصيلها الدقيقة، وكان متحدثاً باسم المقاومة. ونجح أثناء محاصرة المناطق التي تركزت فيها المقاومة الكويتية، بنقل المساعدات والأموال للمساهمة في دعم المقاومة.
وكان شاهداً على مرحلة من المراحل التاريخية وقاد مع زملائه مواجهات قوية ضد الغزاة ورفع شعار رفض الخضوع للقوات العراقية، ودافع عن الوطن بكل شجاعة.
ذكريات
روى الفقيد الرحماني، في لقاء تلفزيوني له، الأحداث الأخيرة في أيام الغزو العراقي قبل التحرير، فقال «عندما حصل تفجير الحقول النفطية، شعرنا أنها عملية (التحرير) وسيسبقها انسحاب القوات العراقية، وتحوّلت الدنيا إلى اللون الأحمر، وزادت وحشية القوات العراقية، وكان بعض أفرادها يرفعون علم الكويت ويهتفون، يريدون أن يخرج الناس حتى يتم القبض عليهم، وجمع أكبر عدد من الأسرى».
وأضاف «بدأت العملية البرية لتحرير الكويت، وقلت آنذاك إن طلعة المطلاع ستكون عنق الزجاجة، وستكون هناك مذبحة، وذهبت إلى المطلاع ورأيت منظراً لم أشاهده في حياتي، سيارات فوق بعضها، وشعرت بسعادة كبيرة مع النصر».