هوليوود (الولايات المتحدة) - أ ف ب - اكتسح فيلم «أوبنهايمر» حفل جوائز الأوسكار الـ (96) بحصده جائزة أفضل فيلم، بالإضافة إلى فوزه في ست فئات أخرى.
ففيلم كريستوفر نولان عن مخترع القنبلة الذرية الذي ضم نخبة من الممثلين، وقوبل بإطراء واسع من النقاد، هيمن على الاحتفال، وخرج ظافراً في سبع من الفئات الثلاث عشرة التي كان مرشحاً فيها.
وشكر نولان جميع الممثلين خلال تسلّمه جائزة أفضل مخرج، مشدداً على أن الفيلم جمع «فريقاً مذهلاً».
وفاز بطل الفيلم الممثل الإيرلندي كيليان مورفي بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن تأديته شخصية العبقري النووي روبرت أوبنهايمر، بالتناقضات والشكوك التي كانت تتنازعه.
وقال: «نحن نعيش في عالم أوبنهايمر والقنبلة الذرية، بحسناته وسيئاته». وأضاف «أودّ بالتالي أن أهدي هذه الجائزة لصانعي السلام في كل أنحاء العالم».
وكانت جائزة أفضل ممثل بدور ثانوي من نصيب روبرت داوني جونيور الذي أدّى في الفيلم دور خصم أوبنهايمر، وهو رجل بيروقراطي ماكر يدبّر الإذلال العلني للعالِم.
واكتملت غلّة «أوبنهايمر» بمجموعة جوائز فنية في فئات التوليف والتصوير والموسيقى التصويرية، ما توج مسيرة الإنجازات التي حققتها هذه التحفة السينمائية الشعبية منذ بدء عروضها خلال الصيف الفائت.
«أفضل سيناريو»
ولم يتمكن الفيلم الفرنسي «أناتومي أوف إيه فال» من أن يعكّر على «أوبنهايمر» صفو فوزه الكاسح.
فهذا الفيلم القضائي المشوّق عن انهيار الحياة الزوجية لفنانَين والذي تؤدي فيه ساندرا هولر دور كاتبة غامضة تُحاكَم بتهمة قتل زوجها، اكتفى بجائزة واحدة فحسب من الخمس التي كان مرشحاً لها، هي تلك المخصصة لأفضل سيناريو أصلي.
وبتأثر شديد، قالت مخرجته جوستين ترييه التي تنافست على جائزة الإخراج مع نولان ومارتن سكورسيزي «سيساعدني ذلك على تجاوز أزمة سنّ الأربعين».
وقالت وإلى جانبها رفيقها أرتور هراري، الذي كتبت معه السيناريو أثناء الجائحة «إنها سنة مجنونة».
وبهذه الجائزة، بات عملها أفضل فيلم ممثل للسينما الفرنسية على المستوى الدولي منذ فيلم «Amour» الذي حصل على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2013، و«ذي آرتيست»The Artist الذي فاز بخمس مكافآت أوسكار عام 2012.
وسبق لفيلم «أناتومي أوف إيه فال» أن نال السعفة الذهبية في مهرجان كان، واثنتين من جوائز «غولدن غلوب» وواحدة من «بافتا» (جوائز السينما البريطانية).
«أفضل ممثلة»
كانت الممثلة إيما ستون الرابحة الكبرى الأخرى في الأمسية. فبعد «لا لا لاند» عام 2017، فازت الممثلة بثاني جائزة أوسكار في مسيرتها كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «بور ثينغز».
هذا الفيلم الذي يحمل توقيع المخرج يورغوس لانثيموس ويقدّم ما يشبه نسخة أنثوية من شخصية «فرانكنشتاين»، فاز بأربع جوائز أوسكار.
وتؤدي ستون في الفيلم دور بيلا باكستر، وهي امرأة منتحرة أعاد إحياءها عالِم مجنون زرع لديها دماغ الطفل الذي كانت تحمله بداخلها.
وكان هذا الدور «هدية العمر»، بحسب الممثلة التي شكرت مخرج الفيلم، معربة عن إعجابها بجميع الممثلات اللواتي تغلبت عليهن في حفلة الأوسكار.
فقد شهدت فئة أفضل ممثلة منافسة من الأكثر احتداماً، إذ ضمّت ليلي غلادستون، التي حظيت بإشادة النقاد عن دورها كامرأة من الأميركيين الأصليين تتعرّض للتسميم على يد زوجها في فيلم «كيلرز أوف ذي فلاور مون» للمخرج مارتن سكورسيزي، لكنها خرجت خالية الوفاض من المنافسة.
كما يمكن لساندرا هولر التي رُشحت عن دورها في فيلم «أناتومي أوف إيه فال»، أن تواسي نفسها بالنجاح الذي حققه فيلم آخر أدت دور البطولة فيه «ذي زون أوف إنترست» بجائزة أوسكار أفضل فيلم دولي عن سرده للحياة الهانئة التي عاشتها عائلة نازية بجوار معسكر أوشفيتز.
«الحرب في أوكرانيا»
كما حضرت فظائع الحرب في أوكرانيا خلال الحفلة، إذ مُنح فيلم «20 دايز إن ماريوبول» الذي يتناول حصار مدينة ماريوبول الأوكرانية، جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي.
وتخللت بقية الأمسية إشارات عدة من مقدّم الحفلة، الفكاهي جيمي كيميل، إلى فيلم «باربي» الذي تصدر شباك التذاكر العالمي العام الماضي.
وأدت بيلي ايليش الأغنية الرئيسية من الفيلم بعنوان «وات واز آي مايد فور؟» («What Was I Made For؟»)، والتي نالت جائزة أوسكار أفضل أغنية. كما أشعل رايان غوسلينغ أجواء الحفلة بأدائه أغنيته النرجسية «آيم جاست كن» مرتدياً بزة وردية.
ومن بين الجوائز الكبرى الأخرى، فازت دافاين جوي راندولف «ذي هولدوفرز» بجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي، فيما فاز فيلم «ذي بوي أند ذي هيرون» للمخرج الياباني هاياو ميازاكي، بجائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة.
«غزة في الأوسكار»
أطلق المخرج جوناثان غلايزر رسالة سلام في الشرق الأوسط في ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
وقال المخرج اليهودي خلال تسلمه الجائزة «يُظهر فيلمنا كيف يقود التجريد من الإنسانية إلى الأسوأ»، معتبراً أن الإسرائيليين الذين قضوا في الهجوم الذي أطلقته حماس في السابع من أكتوبر، والفلسطينيين الذين سقط منهم حوالى 31 ألف قتيل جراء الحرب التي أعقبت الهجوم، «جميعهم ضحايا هذا التجريد من الإنسانية».
ووضع عدد من النجوم، بينهم بيلي ايليش ورامي يوسف والممثل الفرنسي سوان أرلو، دبوساً على ملابسهم يدعو إلى وقف إطلاق النار، بينما خرجت مظاهرات صغيرة عدة لناشطين في شوارع لوس أنجليس لتوجيه الدعوة عينها.