عماد، ليس لديه أي هدف سوى مهاجمة جاسم، واتهامه بأنه متخاذل ولا يستحق شرف الوصول للبرلمان، ويُقسِم عماد ويكرّر قسَمه بكل مناسبة بأنه إن وصل للبرلمان فإنه سيفضح جاسم وسرقات جاسم أمام الجميع، وأسلوب عماد نجح بالسابق بضمان نجاح كل من عماد وجاسم...!

أما سلطان، فبرغم من أنه نائب برلماني معتق وبكل انتخابات برلمانية يتوعّد أمام ناخبيه بفضح أحمد، وهو دائماً ما يصف أحمد بأبشع الصفات، إلا أن أحمد فاجأ سلطان وقرّر عدم خوض الانتخابات. المستغرب أن سلطان لم يهتم لانسحاب أحمد، إنما قرّر المُضي قُدماً بسب وشتم أحمد، وكل من له علاقة بأحمد، فأسلوب السب والشتم والقذف أثبت نجاحه...!

ما سبق، ليس إلّا عينة بسيطة للبرامج الانتخابية التي يطرب لها المستمعون، ويتهافت الجمهور على حضور مثل تلك الندوات ويزداد الطرب عند الجمهور عندما تبدأ الاتهامات بأن فلاناً تابع لفلان وأن فلاناً صبي عند فلان...!

يقول العالم الشهير آينشتاين (لا يمكنك أن تفعل الشيء ذاته مرّة بعد أخرى وتتوقّع نتيجة مختلفة).

إنّ تجربتنا الديموقراطية وبالرغم من عدم حداثتها نسبياً إلّا أنها أصبحت بحاجة للتطوير لإنقاذها من تكرار النتائج، لكن هل يستطيع الناخب أن يطوّر من قدراته على اختيار أفضل المرشحين إذا كان يعاني من المشاكل ذاتها؟

لكن من ناحية أخرى، وجود المشاكل ذاتها من دون أي حل أليس برسالة للناخب للتغيير لأن من أعطاهم أكثر من فرصة بالسابق لم يحققوا له ولأسرته وللمجتمع المطلوب وحان الوقت ليدرك الناخب أن عليه أن يغير معايير الاختيار...

فهل يدرك الناخب أن وقت الاندفاع نحو من أن برنامجه الانتخابي يحتوي على السب والشتم يجب أن يتغيّر من أجل مستقبله ومستقبل أحفاده، هل سيدرك الناخب أن التغيير بيده وهو الأساس؟