أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، أنه أوقف تعويم العملة في العام الماضي لـ «أسباب متعلقة بالأمن القومي»، مؤكداً أنه «بمساعدة تمويل جديد بعشرات المليارات من الدولارات من دولة الإمارات وصندوق النقد الدولي، بات من الممكن التحول إلى سعر صرف مرن».
وقال السيسي، خلال ندوة تثقيفية للجيش لمناسبة «يوم الشهيد» الذي يصادف 9 مارس سنوياً، «رفضت سابقاً التعويم لأنه كان صعب نعوم لأنه لا توجد لدينا سيولة، وكان السعر سيصل إلى 80 - 90 (جنيهاً) للدولار».
وأضاف أن «وجود سيولة دولارية تتراوح بين 45 مليار إلى 50 مليار دولار في مصر يسهم في إنجاح سياسة سعر الصرف المرن»
وأكد أن «الأمور بدأت تتحسن. لم أغامر بمصر وكذلك الحكومة ولم نضيع أموال البلد بفساد ولم يحدث خروج 10 - 12 مليار دولار من البلد... وكل حاجة اتعملت على أرض مصر أي حد يراها، وهناك ثمن تم دفعه في البلد حتى تكون آمنة وسالمة».
وتابع الرئيس المصري أنه بعد اتفاق تطوير منطقة رأس الحكمة، الذي أدخل للبلاد نحو 35 مليار دولار، واتفاق صندوق النقد الذي يصل إلى 8 مليارات دولار، «أصبح من الممكن القيام بالخطوة»، في إشارة إلى جعل سعر صرف العملة المحلية مرناً.
وتحدث السيسي عن أن «التاريخ سيتوقف طويلاً أمام معجزة كبرى حققها المصريون، خلال السنوات الماضية، حيث أنقذوا وطنهم العريق من السقوط في براثن الإرهاب وجماعات الشر والتطرف، وصمدوا في وجه إعصار التمزق والانهيار والفوضى الذي ضرب كل أرجاء الإقليم الذي نحيا فيه، وفي الوقت نفسه، شيدوا وعمروا بلادهم ووضعوا أساساً لاقتصاد وطني، قادراً على التصدي للأزمات، ولن يمضي وقت طويل حتى ينعم المصريون بحصاد جهدهم واستثمارهم في مستقبل هذا الوطن».
وأكد الرئيس المصري أن «العالم يشهد منذ أشهر مأساة كبرى بجوارنا في فلسطين، حيث يسقط آلاف الشهداء في غزة، ويتعرض الأحياء منهم لمعاناة إنسانية غير مسبوقة... نبذل أقصى ما نستطيع من جهد وطاقة، لحمايتهم وإغاثتهم عن طريق وقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات لهم».وأكد أن «مصر تسعى للاستقرار والسلام ولا تشعل الحرائق أبداً»، مضيفاً «بنتحمل وبنساعد على قد ما نقدر مع حفاظنا على بلدنا».
وكشف الرئيس المصري، عن أن إعادة إعمار قطاع غزة قد تصل إلى 90 مليار دولار، مؤكداً أن «معبر رفح مفتوح 24 ساعة ولم نغلقه نهائياً، ولا يمكن خيانة من يقتلون بالسماح بتهجيرهم».
وعن «يوم الشهيد»، قال السيسي «طالما هناك رجال تقدم انفسها من أجل بلدنا مصر، وأن تظل حرة آمنة سالمة، سنحتفل كل سنة بيوم الشهيد، وحربي 1967 و1973، والحرب الأخيرة ضد الإرهاب التي استمرت 10 سنوات، جابهنا فيها فكراً منحرفاً متطرفاً استباح دمنا ومستقبلنا، دفعنا فيها ثمنا من أجل أن تبقى بلدنا آمنة، وتحية تقدير واحترام لرجال القوات المسلحة البواسل».