ما زلت مستمراً بتوجيه سهام النقد والاستنكار للمجموعة التي تستغل تكنولوجيا التواصل الاجتماعي لنشر الباطل والجهل والغباء، والذي يفترض في تلك التكنولوجيا ان تكون منبعاً للعلوم والثقافة وتبادل الخبرات بين أفراد المجتمع اينما كانوا.
فقد ادهشني ان اقرأ من على صفحة أحد أساتذة العلوم في وزارة التربية والتعليم، ملعب ومنتدى اولادنا في كسب العلوم والمهارات من هؤلاء المعلمين والمعلمات الذين يركضون مع (الشقراء) وين ما راحت... هذا الاستاذ نشر على صفحته وارسلها إلى العديد من المتابعين له وبعض الواتسابات الخاصة يقول في منشوره محذراً الجميع ويطلب منهم نشر الخبر حتى ننقذ المجتمع من المؤامرة القادمة إلينا عبر فاكهة الشتاء، وهو البرتقال (!).
يقول الاستاذ «ان دولة معادية لكل العرب قامت بحقن البرتقال المصدر إلينا من مزارعنا في بعض الدول العربية بفيروس الإيدز لينشر وباء الايدز في الوطن العربي ويخلصوا منا عبر تلك الشحنات الآتية لنا من دول شقيقة لا علاقة لها بالعدو الغاصب»، كما يقول هذا المعلم الذي درس علوم الاحياء، وغاب عنه ان فيروس الإيدز لا ينتقل عن طريق الأكل أو المشروبات، انما انتقال الإيدز يكون عن طريق الدم، الأمر الذي يجعلنا لا نثق بمستوى ابنائنا التعليمي لان عنوان نجاح طلبتنا هو مستوى حنكة وذكاء وعلم أساتذتهم، فالأستاذ الذي يدرس المادة يصدق اشاعة تخالف علمه وعقله، ويساعد على نشرها.
أمر مضحك، وفي الوقت نفسه، مبكٍ، لان اولادنا للأسف الشديد ليسوا بأيدٍ أمينة ما دام المعلم رهينة مشاهير التواصل الاجتماعي الفارغين الذين وجدوا في هذه الساحة التكنولوجية مصدراً نافعاً للمال والشهرة دون الحاجة للبحث والتدقيق على صحيح الاخبار وسلامتها من التزييف والخداع.
اكرر، اجتمعوا على تصحيح مسار هذه المواقع ليعود النفع علينا جميعاً وتصبح الدنيا خالية من مرتزقة المواقع التي تعيش خارج تغطية التحكم والإشراف العقلاني، وللحديث بقية.