المرحوم سعد المعطش، لم يتوقف عند رفع شعار الوحدة الوطنية بل مضى إلى تطبيقه بالواقع من خلال مبادرة عملية من خلال توظيف ديوانه لخدمة وترجمة هذا الشعار.

قبل أكثر من 15 عاماً أقام أبو صالح، رحمه الله، ديوانه تحت هذا الشعار وبدأ يدعو أطياف المجتمع كافة لتبادل الآراء واستضافة المتحدثين بشأن قضايا الوطن بحيث يتم السماح للجميع بالإدلاء برأيه بطريقة حضارية وراقية.

على الرغم من محدودية المكان والإمكانات إلا أن هذا الديوان أصبح عامراً بأهله وبمرتاديه، خصباً في ثماره، مفعماً بحيوية حب الوطن.

لم يكتفِ سعد المعطش، غفر الله له وأسكنه فسيح جنانه، بهذا النشاط بل طرح فكرة قيام ديوان مماثل في كل مناطق الكويت بحيث يكون منبراً حياً للتوعية الوطنية، ومن أجل تعزيز ثقافة التسامح والتكافل والتراحم والتواصل بين أبناء الوطن.

رحل أخي الذي لم تلده أمي قبل سبع سنوات ولا تزال مبادرته تراودني حيث وعدته بأني سأساهم بها متى سمحت لي الظروف. وبحمد الله تسنت الظروف ونفذت وعدي له، رحمه الله، في سبيل توفير جو من الحوار المتفائل بين اخوة التراب في هذا الوطن الغالي.

قد يحق للبعض الاعتقاد بأن لهذا الديوان وغيره خاصة ممن افتتحت أو تمت إعادة افتتاحها في هذه الأيام من أجل غايات سياسية أو انتخابية، لكن هذا الديوان (سهر والمعطش: ديوان الوحدة الوطنية 2) قد تم العمل على تجهيزه قبل أكثر من ستة شهور وليس له علاقة بالانتخابات أو لأي هدف سياسي آخر بخلاف إيجاد بيئة اجتماعية وحوارية لتبادل الآراء وتطارح التصورات، ولإحياء أي مبادرات تصب في صالح تعزيز التماسك الاجتماعي وصهر المجتمع في بوتقة وطنية واحدة دون طمس لموزايكية الأنثروبولوجي وألوان أطيافه الجميلة التي تعبر عن تعددية طبيعية ومن شأنها أن تظهر سمة التعايش المتسامح التي يتحلّى بها المجتمع الكويتي.

نعم، الوحدة الوطنية ليست شعاراً يرفع فحسب، بل هي عمل دؤوب ومثابر منطلق من إيمان راسخ بأن هذا الوطن للجميع في ظل نظام دستوري حاكم بمبادئه التي أقرتها المادة 29 «أن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين».

نأمل من الله العزيز القدير أن يمكننا من بذل ما في جهدنا لخدمة وطننا، وأن يمكن إخواننا المواطنين في مناطق الكويت من تبني هذه الفكرة لترجمة الشعار إلى واقع عملي يزهو بروعة الكويت وجمالها.