عندما تذهب إلى سوق الخضراوات أو البقالة، يمكنك شراء زجاجة مياه، أو حزمة جرجير أو بقدونس بـ50 إلى 100 فلس، لكن المفارقة أنه يمكنك التبضع في البورصة من قائمة أسهم عريضة لشركات، تتداول بأسعار أقل من المدرجة بلائحة سلع البقالات.
ورغم جرعة النشاط التي حصلت عليه عشرات الشركات المدرجة خصوصاً بالسوق الرئيسي منذ بداية الربع الأخير من 2023 وحتى اليوم، هناك نحو 53 سهماً لا تزال تتداول بقيم متدنية، حتى أن 18 منها يتداول بين 20 إلى 50 فلساً.
وحسب إحصائية أعدتها «الراي» تبلغ القيمة السوقية المجمعة لشريحة الشركات التي تتداول تحت سقف 100 فلس 1.297.4 مليار دينار، منها شركات تقل قيمتها السوقية عن مليون دينار وأخرى بأكثر من ربع مليار.
وعلى صعيد وتيرة التداول، استفادت شركات مدرجة عدة من موجة الزخم، وتغيرت قيمتها السوقية، بل ربما تضاعفت لأكثر من مرة في ظل تفاعلها مع موجات النشاط التي لم تخل من المضاربات وضخ السيولة الساخنة نحو الأسهم.
وتؤكد التحركات في البورصة أن أصحاب رؤوس الأموال يبحثون عن الوعاء الادخاري الملائم لأموالهم، بغض النظرعن المخاطر التي قد تصاحب اختياره لأسهم شركات غير تشغيلية أو متعثرة، إلا أن السواد الأعظم من أصحاب الأموال يرون في بورصة الكويت فرصاً وعوائد من توزيعات وأرباح إضافة إلى عوائد استثمار من الحركة اليومية للأسهم.
وتختلف التوجهات بين مستثمري النَفَس الطويل الذين يتركز جُلّ اهتماهم على أسهم قيادية لمتانة أوضاعها المالية، وفئة المضاربين الذين يبحثون عن الربح السريع حتى ولو كانت المخاطرة في تنشيط الأسهم الصغيرة الخاملة.
المحصلة: اختلاف الأذواق والرؤية والقناعات والأهداف، ويبقى التحليل الفني والأساسي ومراقبة السلوك اليومي للأسهم معطيات وعوامل يحترمها مستثمرون عدة، إذ يمكن أن تساعد في بناء القرار الاستثمار أو وجهة الشراء، إلا أن صاحب القرار من يتحمل مسؤوليته واختيار توقيته.
إطفاء الخسائر
ومع إطفاء المؤشرات العامة للبورصة كامل الخسائر التي مُنيت بها العام الماضي وفي ظل المكاسب التي حققتها الأسهم القيادية لتتربع بالقيمة السوقية الإجمالية إلى 44.47 مليار دينار (مع الوضع بالاعتبار خروج المتحد الكويتي لدواعي الاندماج مع «بيتك») فإن الصناديق الاسثمارية وحسابات ومحافظ العملاء لدى شركات إدارة الأصول على موعد مع عوائد مجزية ستغير بياناتها المالية.
شركات متعثرة
مع ارتفاع أسهم بعض الشركات المملوكة لكيانات ومجموعات متعثرة بنسبة 100 في المئة حصلت على فرصة يمكن أن تنعكس على مساعي الهيكلة التي يجري التحضير لها بين الملاك والجهات الدائنة، حيث يفسر ذلك هدف التحركات الفجائية لحزمة أسهم.
جني أرباح
تشهد مجموعة أسهم حققت مكاسب الفترة الماضية عمليات تهدئة وجني أرباح وربما تصحيح وقتي، ما يفسّر تراجعها بشكل ملحوظ، إلا أن كبار اللاعبين على تلك الأسهم يفضلون التقاط الأنفاس تمهيداً لجولات ربما تكون قريبة.