أُسدل الستار على ليالي مهرجان «القرين الثقافي 29» مساء الخميس الماضي، من خلال ليلة تكريمية أشبه بالعُرس الغنائي تليق بمقام الشاعر القدير سامي العلي، شارك في إحيائها الفنانون محمد البلوشي، خالد المسعود، فهد السالم، عبدالعزيز أحمد، وعبدالعزيز المسباح وفاطمة فهد بقيادة المايسترو الدكتور محمد باقر وفرقته الموسيقية، وحضرها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجسّار، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، إلى جانب مدير إدارة الموسيقى والمسرح فالح المطيري، وسفير مملكة البحرين في الكويت صلاح المالكي، وحشد غفير من الجمهور ملأ قاعة مسرح عبدالحسين عبدالرضا.

«نعمل على حداثة الفن في الكويت»

الحفل بدأ السلام الوطني لدولة الكويت، لتطلّ بعدها المذيعة إيمان النجم على الحضور، فرحبت بهم وقدمت نبذة عما قدمه المجلس الوطني من أنشطة وفعاليات خلال هذه الدورة، ثم دعت الزامل الذي ألقى كلمة ارتجالية قال فيها: «نتطلع في المجلس الوطني في القادم من الأيام أن نعمل حداثة للفن والثقافة في الكويت، فالكويت تستحق أن تكون دائماً في الريادة، فهي بلد الفن والثقافة، روحها وشعبها مختلف. بلدنا يحظى بكثير من الإيجابيات والإبداعات، لدينا إستراتيجيات كبيرة وانتظار كبير بأن نرى الكويت كما نحب، لذلك يجب علينا جميعاً كمتذوقين من المجتمع ألا نقف وراء اليأس ولا نستسلم، فالكويت بحاجة لنا. وأعتقد بأن التذوق الفني والثقافي والأدبي لمثل هذه الملتقيات يُشعر الروح بالوطنية والوفاء بهذا البلد».

«لحظة وفاء لشاعر جميل»

وأكمل «لم ننس لحظة الوفاء في حفل الختام لشاعر جميل ورائع قدم لنا أغاني كثيرة لامست الروح على كل المستويات وبالأخص الوطني والعاطفي، فأثرى الساحة الفنية بالكثير وهو شاعرنا القدير سامي العلي».

«محرّك الثقافة»

وختم قائلاً: «لديّ طلب من الجمهور، أنتم المحرّك الأساسي للثقافة والفن، ونحن كمجلس وطني نقدم الفعاليات لكم لنسعدكم، لكن أنتم البوصلة التي توجهنا لتقديم الفن الراقي المخملي الفخم الذي يتناسب مع مقام ذوق جمهور الكويت والمقيمين فوق أرضها، لذلك مهما نقدم لكم لا نوفيكم محبتكم ووفاءكم لهذا البلد، لكن أقول الكويت جميلة».

سامي العلي: أغنية «للعاشقين عيون»... «إهداء إلى زوجتي»

وفور انتهائه، تم عرض مقطع فيديو للشخصية المكرمة الشاعر سامي العلي، الذي تحدث فيه عن كثير من الأمور، منه أغنية «للعاشقين عيون» التي غناها الفنان القدير عبدالله الرويشد، فقال إنه كتب كلماتها كأول إهداء منه إلى رفيقة دربه ومن صاحبته في مشوار حياته زوجته فاطمة البناي «أم خالد».

كذلك أشار العلي إلى أول تعاون له مع الرويشد وهي أغنية «ليه حسيت»، بقوله إن نجاحاتهما بدأت بعدها معاً مثل «بأي حال من الأحوال»، «أنا اللي أستاهل»، «اذكرني بخير»، «فكر مرتين» وغيرها العديد.

وقال العلي ضمن حديثه إنه تعلّم من كبار الشعراء آنذاك «كلما كانت المفردة كويتية وشعبية وقديمة، فهي تهز إحساس الناس أكثر».

كما تكلم عن أغنية «اي معزة» التي غناها الرويشد، الذي قال عنها إنها «مفردة عتيجة»، معرباً عن حبه بهذا الأمر واقتناعه غناءها. موضحاً في ذات السياق أن نجاح الأغنية لا يعتمد على نوع الإيقاع بقدر الإحساس الذي فيها، وهو سر نجاح «أي معزة».

لحظة التكريم

بعدها دعت النجم كلاً من الجسار والزامل، لاعتلاء خشبة المسرح وتكريم الفنانين المشاركين في إحياء الأمسية، كما تمت دعوة الشاعر سامي العلي لتكريمه، حيث قال: «شكراً للأمين العام للمجلس، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون لتكريمي هذا العام، ولكل من حضر ولبى دعوة حفل تكريمي. والشكر موصول للمايسترو الدكتور محمد باقر والفرقة الموسيقية والفنانين المشاركين في هذا الحفل، وشكر خاص لأسرتي على رأسهم أم خالد شريكتي في مشوار الحياة والنجاح».

بعدها ألقى قصيدة كتبها خصيصاً لهذه المناسبة قال فيها: «هذا أجمل يوم في حياتي / رجعني لماضي ذكرياتي... شعور هز إحساسي / صعب أوصفه بكلماتي... اليوم حسيت بحبكم لي / وعرفت قدري وغلاتي... وشكراً لكل من حضر/ ولكم أجمل تحياتي».

الحفل الغنائي

ومع انتهاء مراسم التكريم، قدم الفنانون المشاركون في هذه الأمسية بأصواتهم العذبة، مجموعة من أجمل الأغاني التي صاغها العلي بأنامله حتى فاضت مشاعره وأحاسييه منها، فغنّى عبدالعزيز المسباح ثلاث أغان هي «رجعتي له» و«للعاشقين» و«بأي حال»، في حين قدم فهد السالم ثلاث أغان هي «من وقت لي وقت» و«الجمرة» و«إهي الأيام». أما عبدالعزيز أحمد، فقدم أغنيتين هما «لي حست» و«أي معزة». في حين غنّى خالد المسعود أغنيتي «أمنت عمري» و«جبرني الوقت»، أما فاطمة شهد فقدمت بصوتها أغنية «جت بالخطأ»، ومحمد المسباح تغنّى بثلاثة أعمال هي «عرفت غلاته» و«مكتفي بك» و«أبيك تنساني»، كذلك قدم الكورال أغنية «مدلي».

«لا أنسى فضله»

على هامش الحفل، قال الفنان محمد البلوشي لـ«الراي»: «لي الشرف أن أكون موجوداً في هذه الليلة لتكريم الشاعر الكبير سامي العلي، إذ لا أنسى فضله ووقوفه إلى جانبي في مسيرتي الفنية منذ بداياتي، وقدمنا أعمالاً سواء لي أو لمطربين آخرين، وسامي العلي يستاهل التكريم، فهو يعتبر من جيل الرواد، وأتمنى له الصحة والعافية وطول العمر، وأن نستمتع بكلماته».

«كلمات كويتية أصيلة»

من جانبه، قال الفنان خالد المسعود لـ«الراي»: «سعيد في هذه الأمسية بتكريم الشاعر القدير سامي العلي الذي أثرى الأغنية الكويتية بكلمات كويتية أصيلة والشهادة فيه مجروحة كشاعر غنائي ويعرف كيف يدير فكرة الشعر. وأنا سعيد بمشاركتي في ختام المهرجان، وبحضور كبار مسؤولي المجلس الوطني».

«أشعر بالفخر»

أما الفنان عبدالعزيز أحمد، فعبّر عن سعادته بهذه المشاركة لـ«الراي» قائلاً: «أتشرف بمشاركتي في حفل تكريم الشاعر الكبير سامي العلي. حقيقة أشعر بالفخر حينما يتم تكريم أحد صنّاع الأغنية الكويتية، وشخصية مثل سامي العلي».

«رجعتي له»

بدوره، قال الفنان عبدالعزيز المسباح لـ«الراي»: «يشرفني أن أكون واحداً من ضمن نخبة المطربين والمبدعين المشاركين في حفل تكريم شاعرنا القدير سامي العلي ضمن فعاليات في مهرجان (القرين الثقافي)، وسعادتي أكبر لأنني افتتحت الحفل بأغنية (رجعتي له) التي أعتبرها واحدة من أجمل الأغاني بالنسبة إليّ للفنان الكبير عبدالله الرويشد».

«مسيرة حافلة»

وتبعه الفنان فهد السالم، وقال لـ«الراي»: «أتشرف أن أكون من ضمن المشاركين في حفل تكريم الشاعر الكبير سامي العلي، شاعر قدم أعمالاً ومسيرة حافلة بالعطاء، ويستاهل التكريم، وإن شاء الله نكون قدمنا ليلة تليق به، وشكراً له على اختياري لأكون من ضمن الفنانين المشاركين، والشكر موصول للمجلس الوطني على التنظيم الراقي».

«العنصر النسائي الوحيد»

أما الفنانة فاطمة فهد، فقالت لـ«الراي»: «سعيدة بمشاركتي بهذا الحفل الكبير الذي يضم نخبة من النجوم وأن أكون العنصر النسائي الوحيد بينهم، واختيار الأغنية التي قدمتها كان مناسباً لي. شكراً للمجلس الوطني على الدعم الدائم الذي يقدمونه لجيل الشباب».

أرشيف زاخر بالعطاء

ارشيف الشاعر القدير سامي العلي حافل بالأعمال الناجحة والتعاونات، نشير إلى بعضها مثل تعاونه مع «نبض الكويت» الفنان القدير نبيل شعيل بأربعة أعمال هي «لو يحصلي» و«بعض الناس» و«أمنت عمري» و«إحنا المثل الأعلى»، وكذلك الفنانة نوال الكويتية التي غنت له «جت بالخطأ» و«عرفت فلانة»، وكذلك تعاون مع الفنان القدير الراحل عبدالكريم عبدالقادر بأغنيتي «روحي تبيك» و«عرفت الحقيقة»، وغيرهم من الفنانين النجوم مثل فرقة ميامي وسليمان الملا وعصام كمال ورباب.