«تقديراً» و«تشجيعاً»، انطلق «القرين الثقافي».
فقد استضاف مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، مساء أمس، حفل انطلاق فعاليات مهرجان القرين الثقافي بدورته التاسعة والعشرين، الذي يأتي تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، وحضره وزير الإعلام والثقافة، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن بداح المطيري ممثلاً عنه، وحضور كل من الأمين العام للمجلس الدكتور محمد الجسّار وجمع من السفراء والأدباء والفنانين.
الدورة، التي تحمل اسم الشاعر والأديب القدير الراحل عبدالعزيز سعود البابطين، والتي تزامنت مع احتفال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمرور 50 عاماً على تأسيسه، شهدت تكريم الراحل أيضاً، وتسلم التكريم أحد أبنائه، كما تم تكريم شخصية المهرجان الأديب والشاعر القدير خليفة عبدالله الفارس الوقيان، بعد أن تم عرض فيلم تسجيلي عنه، بالإضافة إلى تكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية.
وألقى الوزير المطيري، كلمة جاء فيها: «يشرفني تمثيل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، راعي مهرجان (القرين الثقافي 29) في افتتاح فعاليات المهرجان الذي يتزامن مع احتفالات الأعياد الوطنية، ويطيب لي أن أرحب بكم جميعاً في هذا العُرس الثقافي الكبير الذي يُعدّ أكبر وأهم تظاهرة ثقافية وفنية في دولة الكويت، وهذه الدورة التي تحمل اسم الشاعر القدير الراحل عبدالعزيز سعود البابطين، رحمه الله، تقديراً وعرفاناً بجهوده الثقافية الكبيرة».
وأكمل: «نعمل من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وتعلیمات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، على ترجمة دعم القيادة السياسية للثقافة والفنون والآداب في البلاد من خلال استراتيجية المجلس الوطني التي تحرص على تنمية الإنتاج الفكري وتطويره وإثرائه، ونشر المعرفة الثرية، وتوفير المناخ المناسب للإبداع الفني والأدبي، واختيار وسائل نشر الثقافة والفنون الجميلة، وتوثيق الروابط مع الهيئات والمنظمات الثقافية العربية والأجنبية».
وتابع: «كما نحتفل هذا العام بمرور خمسين عاماً على تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتكريم المؤسسين لهذا الصرح الثقافي الحضاري عرفاناً وتقديراً لدورهم الريادي، وأتقدم بخالص التهاني للمُحتفى بهم الذين شكلوا النواة الأساسية لتأسيس المجلس الوطني، حيث يمثلون جيلاً واعياً على ضرورة الحفاظ على الثقافة والفنون والآداب وتعزيز دورها في المجتمع، وإبراز مكانة الدولة كمنارة ثقافية حضارية».
وخلال الحفل، تم تكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية، وهم الشاعر عبدالرحمن النجار (مجال الشعر)، الدكتورة نورية الرومي (مجال الدراسات اللغوية والأدبية والنقدية)، الفنان محمد جابر العيدروسي (مجال الفنون المسرحية).
وفي ما يخصّ جوائز الدولة التشجيعية، فقد تم تكريم كل من الفنان بدر منصور المنصور (مجال النحت) عن عمله «حوار التراث»، المخرج محمد سامي العنزي (مجال الإخراج التلفزيوني) عن مسلسل «فتح الأندلس»، المخرجة غادة أحمد السني (مجال الإخراج الإذاعي) عن برنامجي «الحية الذهبية» و«طائر البرية»، الدكتور حامد علي الكوت (مجال التأليف الموسيقي) عن مقطوعة «صراع النفس»، الكاتب عبدالهادي محمد العجمي (فئة القصة القصيرة) عن مجموعته القصصية «المقطر»، الدكتور عبدالمحسن عايض القحطاني (فئة الترجمة إلى العربية) عن عمله «نظريات القيادة والإرادة في التربية».
«صدى الشعراء»
الجميل في حفل الافتتاح كان العرض المسرحي الموسيقي «صدى الشعراء» بقيادة الدكتور عامر جعفر الذي تم تكريمه في الختام، وبمشاركة فرقة «الأوركسترا الوطنية الأوزباكستانية» بقيادة المايسترو الدكتور كمال الدين أورنبايف، إلى جانب عازفي الإيقاع الكويتي وشباب وفتيات الكورال، وأيضاً بمشاركة ثرية من الفنان القدير جاسم النبهان الذي قدم لوحة تمثيلية شعرية صاغها الشاعر الدكتور خلف الخالدي.
العرض الذي شد انتباه الحضور حتى آخر دقيقة منه، تضمن 12 مقطوعة موسيقية لم تخلُ من الغناء، رافقها في ذلك عرض تصويري على شاشة ضخمة نُصبت في عمق المسرح تجانس مع روح النغم وكلماته، أولها حملت عنوان «رمز العز»، في حين جاءت الثانية بعنوان «أسرار». أما المقطوعة الثالثة، فحملت اسم «صدى الشعراء» تفرّع منها عرضة «حماة العرين» للشاعر عبدالله سنان وألحان أحمد باقر، ومقطوعة «وطن النهار» للشاعر بدر بورسلي وألحان سليمان الملا.
كما تخلل العرض الشيّق والممتع الفن السامري، من خلال مقطوعتي «البوشيه» و«ياهلي الشرقي»، من كلمات الشاعر فهد راشد بورسلي وألحان محمود الكويتي، ومقطوعة «آل يا أهل الهوى»، من كلمات عبدالله فضالة وألحان صالح العبيدي.
كذلك، قدمت الفرقة مقطوعة «طلع البدر» بتوزيع جديد للدكتور جعفر، إلى جانب «صُناع المستقبل» للشاعر يعقوب السبيعي والتأليف الموسيقي للدكتور جعفر أيضاً، الذي ألّف كذلك موسيقى «طريق الحرير» مستلهماً إياها لفقيد الكويت الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح.
أما الفن البحري، فقد حضر بقوة في «صدى الشعراء» من خلال مشاركة النهّام القطري منصور المهندي، الذي قدم وصلة ألفها موسيقياً الدكتور عامر، في حين كانت فكرة إدخال الإيقاع البحري من لمسات ناصر سهيم. بعدها، استمتع الحضور بمقطوعة «سماعي حجازي» من ألحان الموسيقار أحمد باقر، إلى جانب مقطوعة «ولهت عيني» كلمات الشاعر عبداللطيف البناي.
الروّاد وشخصية المهرجان
خلال الحفل، الذي قدمته الإعلامية إيمان نجم، تم تكريم رواد المجلس الوطني للثفافة والفنون والآداب، الراحل الدكتور أحمد العدواني وتسلم التكريم ابنه معد، الدكتور خليفة الوقيان إلى جانب كونه شخصية المهرجان أيضاً، الدكتور سليمان العسكري، الدكتور سليمان الشطي، الكاتب الكبير عبدالعزيز السريع، وتسلم الجائزة نيابة عنه نجله منقذ.
«الطوفان» وغزة
تضامناً مع أحداث غزة، تضمن عرض «صدى الشعراء» على مقطوعة حملت عنوان «الطوفان»، بتوزيع أوركسترالي للدكتور عامر جعفر، فحظي على تصفيق حار من الجمهور، كما تم عزف النشيد الوطني الكويتي كاملاً بتوزيع للأوركسترا من الدكتور عامر، فغنّاه شباب وشابات الكورال.