نجاح كبير بحجم نجومه، كُتب للأسبوع الأول من فعاليات مهرجان «فبراير الكويت 2024» الذي تنظمه شركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات، وذلك من خلال تقديم حفلين غنائيين جماهيريين لم يخلوا من الطابع الرومانسي الدافئ فوق خشبة مسرح «أرينا 360 مول»، الأول أحياه «فنان العرب» محمد عبده مساء الخميس الماضي، وفي مساء يوم الجمعة أطلّ «نجم الشباب» مطرف المطرف على جمهوره إلى جانب «قيثارة الخليج» نوال الكويتية.

«فنان العرب»... فاضت مشاعره

وبالعودة إلى أجواء ليلة «فنان العرب»، الذي وقف حتى الساعة الثانية والنصف فوق خشبة المسرح شامخاً أمام جمهوره يشدو بأجمل أغانيه متلألئاً كالنجوم، برفقة المايسترو هاني فرحات وفرقته الموسيقية، فاختار أن يفتتح حفله بأغنية وطنية، أوضح أنها إهداء منه للكويت وشعبها، حملت عنوان «باركي يا كويت»، فنالت استحسان الجمهور.

بعدها، وبصوته العذب وحنجرته الماسية، أخذ يتنقل في أرشيفه الغنائي الغنيّ بأجمل الأعمال، فاختار أغنية «البرواز»، وبها فاضت مشاعره الدافئة مع كلماتها المميزة، فما كان من الجمهور سوى الإنصات التام والاندماج، ثم أتبعها مباشرة بأغنية «الهوى الغايب».

«بونورة» صاحب الخبرة وملك المسرح والرقم الصعب دائماً، عاد في هذه الليلة بجدوله الغنائي الذي اختاره بعناية إلى قديمه من الأعمال ليعيد مع جمهوره الذكريات، لكنها أيضاً لم تخلُ من أغانيه الجديدة، حيث عبّر بين فواصل الأغاني عن سعادته بأن الجمهور مازال يحفظ كلمات تلك الأغاني رغم مرور سنوات طويلة على صدورها. ومن ضمن ما قدمه كانت أغنية «أوحشتنا يا حبيّب»، إلى جانب أغنية «يا مدور الهيّن» التي أصدرها في العام 1995 ضمن ألبوم «المعاناة»، وأغنية «في الجو غيم» وهي واحدة من ألبوم «أعترفلك» الذي تم إصداره في العام 2002، وأغنية «أبي منه خبر» التي أطلقها في العام 1997.

بعدها، حظي «بونورة» باستراحة قصيرة، ليعود بعدها ويكمل مسيرة تحليقه في فضاء فنه الراقي، واختار أغنية بعنوان «صمت الشفايف»، من ثم انتقل مباشرة إلى أغنية «محرين بالخير». والواضح أن كل أغنية يؤديها بونورة كان لها وقع خاص ومميز على مسامع الحاضرين، فالجميع كان في هيام وانسجام وتفاعل حتى آخر دقيقة من الحفل، الذي تضمن أيضاً أغنيتي «مُر قلبي»، و«يكفيك إنك شفتها»، وأغنية «انته معاي» واحدة من روائع ألبومه «بنت النور» الذي أصدره في العام 1999، وأغنية «أنا وخلّي» إلى جانب «مهما يقولون» رائعة العام 1997 التي أشعلت المسرح وزادته لهيباً، ليكون الختام مجدداً مع أغنية «باركي يا كويت».

المطرف... أمتع جمهوره

وفي مساء يوم الجمعة، كانت البداية مع المطرف الذي قدم فقرته الغنائية بقيادة المايسترو مدحت خميس وفرقته الموسيقية، ومع لحظة ظهوره فوق خشبة مسرح «أرينا 360 مول» تعالت الصيحات وعلا صوت التصفيق الحار.

بداية الغيث مع المطرف كانت من خلال أغنية وطنية جديدة له حملت عنوان «ثرى الدار» حيث نالت إعجاب الجمهور، وحرص فور انتهائه منها على تقديم تهنئة إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح بمناسبة توليه مقاليد الحكم، لينطلق بعدها بإحساسه وصوته المميز في إحياء فقرة غنائية ناجحة بامتياز.

المطرف معشوق الجماهير ونجم جيله، فضّل أن يمنح جمهوره أحقية انتقاء ما يرغب في سماعه، حيث وقع الاختيار في بادئ الأمر على «فهموه» التي أداها باتقان، ثم أتبعها بأغنية «عال» التي كانت أيضاً طلباً من جمهوره. ومع ازدياد حماسة الحاضرين الذين رددوا معه الكلمات حتى أضحوا أشبه بالكورال، أتبعها فوراً بأغنية «من لهيب الشوق» التي أشعلت المدرجات هتافاً «عاش مطرف... عاش مطرف».

«بويوسف» لم يترجل من خشبة المسرح إلا بعدما قدم لجمهوره كل ما يرغبون في سماعه، فأمتعهم وأسعدهم، ليجدد بذلك استحقاقه كل الألقاب والنجومية التي حصدها. إذ كان جدوله الغنائي مميزاً اختاره بذكاء، ما بين اللون الرومانسي والإيقاع السريع، فقدم أغنيات «أبحكيلك»، «أبيك تمر»، «إذا انت الحب»، «خسارة»، «راح الأمل»، «زحام الحرف»، «غرام أو عشق»، «فهموه»، «قلبك نفسك»، «لبيه يا فؤادي»، «لهيب الشوق»، «ما تبي قلبي»، «من كل عقلك»، «منهك غرام»، «يا بلواه»، «زينة»، «يا غائباً»، «يا غلابة» وأغنية والده الفنان الراحل يوسف المطرف «يا نور العين» التي تحظى بشعبية كبيرة جداً.

«القيثارة» أبدعت

وفي الفقرة الثانية، أطلت «قيثارة الخليج» الفنانة نوال الكويتية لتزهو فوق خشبة المسرح كوردة فاح عبق عطرها وغيمة فرح مليئة بالتفرد والتميز، بقيادة المايسترو هاني فرحات وفرقته الموسيقية، حيث آثرت أن تكون الانطلاقة ذات طابع وطني من خلال أغنيتها «بلادي»، فشدت بها بصوتها العذب، وتلوح بعلم الكويت بيدها. وما إن انتهت منها، حتى خاطبت الجمهور قائلة: «مساء الخير والحب والأشواق، ولهت عليكم وايد وايد، كل عام وديرتنا بخير ووطننا شامخ، وأبارك لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، الله يطول بعمره ويسدد خطاه ويكون سندا وذخرا لنا».

بعدها، بدأت «القيثارة» صاحبة التاريخ والإبداع، بتقديم جدول غنائي زاخر، إذ لم تبخل أبداً على جمهورها وتلبية طلباتهم رغم عدم تحضيرها المسبق لبعض الأغاني، وهذا يدلّ على العلاقة الوثيقة بينها وبين جمهورها.

«أم حنين» قدمت في البداية أغنية «حبك عادي» التي حظيت بتصفيق حار، بعدها اختارت أغنية «تفاصيل» تلبية لطلب الجمهور الذي شاركها الغناء. ومع شاعرية الأجواء ودفء صوت «القيثارة»، قطفت من أرشيفها الفني أغنية «أسف»، وهي واحدة من ضمن ألبومها الأخير، لتتبعها بأغنية «لا تغلط»، من ثم تغنت من دون موسيقى بأغنية «مكانك مبيّن» وهي من ألبومها الأخير «الحنين»، لتعود إلى القديم بأغنية «خذاني الشوق»، من ثم تعود إلى واحدة من أنجح أغاني ألبومها الأخير وتحمل عنوان «المسباح».

وما بين القديم والجديد، عاش الجمهور ساعات مليئة بالطرب والشجن، كانت كفيلة بأن يطلب من «أم حنين» أن تحدد لهم موعد إحياء حفل غنائي ثان لها.

وبالإشارة إلى ما قدمته «القيثارة»، فالجدول كان متنوعاً، إذ حظي بتفاعل كبير من الجمهور ما بين التصفيق والغناء، ومما قدمت أغنية «تبغى الصدق» إلى جانب أغاني «لقيت روحي»، «شمس وقمر»، «نجوم الليل»، «وينو حبيبي»، «يوه يوه»، «ترى الليل عودني»، «إن حكوا»، «إنت طيب»، «لولا المحبة»، «ما مات حبي لك»، «تباشيري»، «ماي عيني»، «لا تغلط» وغيرها.

«فرحة الكويت»

حرص «فنان العرب» محمد عبده على لقاء أهل الصحافة والإعلام قبل انطلاق حفله، بحضور الرئيس التنفيذي لشركة «روتانا» سالم الهندي، حيث عبر لهم عن سعادته لتواجده الدائم في احتفالات الكويت من كل سنة وارتباط اسمه بفرحة الكويت، كما أوضح أنه يعتبر بأن مشاركته هذا العام مختلفة، موضحاً السبب لأنه يحتفل مع الكويت بأعيادها، وأيضاً لمناسبة تولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، متمنياً له موفور الصحة والعافية.