نستشرف عهداً جديداً في الكويت الحبيبة بتولي سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم خلفاً للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، طيّب الله ثراه، تظل الكويت على مر السنين وتعاقب الحكام شامخة وعصية على الانكسار وقادرة دوماً على مواجهة الصعاب والتحديات التي تعصف بالعالم.

لطالما مررنا بلحظات قاسية، وخضنا معاركنا المصيرية متوحدين خلف قيادتنا الرشيدة، لا أحب الخوض في الأمور السياسية وأرى من الحكمة أن تُترك لأهل الاختصاص، ولكنني أتناول قضايا الشأن العام من منطلق حرصي على أن تسير عجلة التنمية في بلدي نحو غاياتها في تحقيق الرفاه والحياة الكريمة لشرائح مجتمعنا كافة، ومن منطلق حرصنا جميعاً على تعزيز فرصنا في النهوض ببلادنا ورغبتنا الأكيدة في رؤيتها آمنة مستقرة، وقناعتي أن الوطن لا ينهض إلا بسواعد أبنائه الذين يعملون بإخلاص.

وأرى المجتمعات من حولنا تتقدم بخطط حثيثة نحو المستقبل في حين ديرتنا لاتزال بطيئة الحركة وكأن الزمن توقف وأشعر بالأسى والأسف لذلك، على الرغم بأني أؤمن بقوة بأن هذا الوضع هو موقت، وأن الكويت الحبيبة ستستعيد رونقها وبريقها السابق وستعاود مسيرة النهوض لتصبح في مصاف الدول الرائدة.

أتمنى أن نُدرك أن التقدم والرقي الحضاري وجودة الحياة في بلادنا مرهون بجديتنا في العمل من أجل حياة نستحقها.

الحقيقة إذا قلت إن استقرار الكويت سيكون مفتاح التعاون والعمل من أجل مصالح البلاد إنما يأتي باستعداد السلطتين التنفيذية والتشريعية بالعمل معاً من أجل رفعة واستقرار الكويت وتقدمها ومكانتها في العالم.

أطل علينا عهد جديد وعام آخر نستقبله بالتفاؤل والعمل، ولابد أن نستعد لجرد حساباتنا وتحديد أولوياتنا على المدى المتوسط والبعيد، إن الأماني لا تُدرك بالتمني وإنما بالعمل الجاد والتخطيط السليم المسنود بالعلم والخبرة وأن ازدهار الكويت وضمان جودة الحياة لأبنائها كافة من أهم الأولويات للقيادة، ويقيني أن القيادة الجديدة لن يثنيها شيء ولن يقف أمامها عائق في سبيل العمل من أجل أبناء الكويت وعزتهم في ظل الأوضاع الإقليمية والعالمية المضطربة. نستبشر خيراً بعامنا الجديد، وندرك أن العمل والأمل هما مفتاح التغيير وأن ما نعمل له اليوم من خطط اقتصادية وتنموية لتنويع صادراتنا ودفع عجلة التنمية في قطاعات اقتصادنا سنحصده غداً، وسيكون الحصاد وثماره الوفيرة اليانعة زادنا للمستقبل الذي نعمل من أجله جميعا في كويت الخير.

إن مكانة الكويت الدولية لم تأتِ من فراغ وإنما شُيدت على مدى عقود من العمل المضني والجهد الكبير للقيادة واصطفاف الشعب خلفها، وهذا ما يميزنا دوماً فإن الأمم إنما تُبنى بتوحد صفوفها ووضوح أهدافها ودقة خططها ولا مكان تحت الشمس لمَنْ لا يُحسن العمل ويبذل الجهد لتعزيز فرصه في حياة أفضل، في حياة تستحق أن نعيشها وقد أكرمنا الله بثروات عظيمة تحت الأرض وفوقها وسنبقى دوما على موعد مع الأمل في حياة جيدة وفي تعليم وصحة وخدمات حصرية تعكس مستوى الجودة الذي يُماثل الأمم المتقدمة في العالم.

X: t_almutairi

Instagram: t_almutairii

Email: talmutairi@hotmail.com