بطولة كأس العالم السادسة عشرة لكرة القدم التي أقيمت في فرنسا عام 1998، والتي انتهت بفوز فرنسا على البرازيل في المباراة النهائية؛ كان من أبرز لاعبي تلك البطولة لاعب خط الوسط لمنتخب فرنسا، زين الدين زيدان، المولود في مرسيليا في فرنسا لأسرة مهاجرة من أصول جزائرية.

كانت تلك البطولة هي الوحيدة التي أعتبر نفسي قد تابعت أحداثها مع العلم بأنني لا أشاهد المباريات على الإطلاق بدءاً من منتخب الكويت إلى كأس الخليج وصعوداً إلى أهم مباريات كرة القدم، لكن ما أثار انتباهي في كأس مونديال 98، وزين الدين زيدان، تحديداً هو تعاطف وتشجيع الكثير من المشاهدين والمتابعين لمنتخب فرنسا بسبب هذا اللاعب الذي تعود أصوله إلى الجزائر، رغم مشاركة السعودية والمغرب وتونس.

هنا أُثيرَ عندي سؤالان...

الأول: هل المشجع لزين الدين زيدان قد شجعه على إثر الحمية العربية؟ أم بسبب توقعاته بقوة منتخب فرنسا واحتمالية فوزه بالبطولة؟ فلو كانت حمية عربية لانتهى الأمر بخروج الثلاث دول المشاركة والاكتفاء بتشجيعها!

والسؤال الثاني: إذا سجل زين الدين زيدان هدفاً على دولة مناصرة لاسرائيل هل هذا يعني للمشاهد انتصاراً شخصياً للقضية العربية؟

شاهدت هذه الروح عند مشجعي رياضة كرة القدم تجاه الفرق العربية المشاركة حالياً في بطولة كأس آسيا المقامة في قطر، وتشجيع الفرق العربية اليوم أصبح نصراً لقضايا الأمة وليس مجرد إعجاب مُشاهِد لفريق رياضي!

عاد حمزة بن عبدالمطلب، من صيده فأوقفته جارية لعبدالله بن جدعان، فقالت له: يا أبا عمارة أدْرِك ابن أخيك محمداً فقد سبّه أبا الحكم سباً شنيعاً ولم يكن قد أسلم حينها، فتوجه من فوره إلى دار الندوة ووقف في مواجهة أبا الحكم فضربه فشج رأسه، وقال له: أتسب محمداً وأنا على دينه أقول ما يقول! رُدّها عليّ إن استطعت!

تبنى حمزة القضية الإسلامية والهاشمية قولاً وفعلاً، فأصبح من بعدها مسلماً ومن المهاجرين .

أعتقد أننا بحاجة إلى تصحيح الكثير من المفاهيم الحياتية اليومية وعلى رأسها: كيف يتبنى الفرد منا قضية يعيش عليها وتكون هدفاً يومياً وحياتياً له يسعى لتحقيقه والانتصار له ويطلق مشاعر الحميّة في ميدانها الصحيح لتحقق الغاية المرجوة.