من أمتع اللحظات عندما أقابل فيها أناساً لا أعرفهم، وجمعتنا الظروف كي نتبادل الأحاديث العامة... وعادة ما تكون الأحاديث سياسية، فإن كان المتحدثون كباراً في السن فهم يتحدثون بتلقائية اعتادوا عليها... وإن كانوا من الشباب فغالباً ما يكون التردد في الحديث، فأذكرهم دائماً بأننا كويتيون وأن الدستور كفل لنا حرية التعبير والرأي ما دامت لا تمس الذات الإلهية أو الذات الأميرية.
أحب سماع مختلف الآراء، فنحن نعيش في أرض أنعم الله عليها بنعمة الدستور، وشعب مثقف مهتم وواعٍ ويهتم كثيراً بمتابعة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلد.
أحاول أن أكون متحدثة قليلاً ومستمعة كثيراً فأردد دائماً في نفسي «يمكنك الإكثار في الحديث إذا كنت تلقين محاضرة أو ندوة، أما في الحوار فاستمتعي بالاستماع».
يعتمد الشعب الكويتي كثيراً على المقارنة، مقارنة الكويت بالأمس والكويت اليوم، وهذا ما لا أعتمد عليه غالباً، فأنا أرى أن الكويت يجب أن تنظر للأمام لا للماضي...
الماضي قد عاشه ناسه واستمتعوا، وأخذ الله أمانة كثير منهم، فلماذا أنظر لفترة زمنية عاشها غيري وأود العيش فيها؟ للوقت الحالي مميزاته أيضاً ويمكننا الاستمتاع بإيجابيات وتعديل ما أفسده الآخرون من دون تردد.
أيضاً معظم المتحدثين يلقون أصابع الاتهامات على فئات معينة... هي جمل يكثر تردادها ولم ألتقِ بعد بمن يقول «جميعنا مشترك في الأمر والعيب فينا جميعاً».
أيضاً يغلب على الناس اليوم الجانب العاطفي جداً، خصوصاً في موضوع الانتقاد، فدائماً ما تتم ترجمة الانتقادات كإساءات ويأتي دور الهجوم اللا مبرر باسم حب الوطن.
في الختام، عندما يسألونني عن اسمي وأجيب إما أن يصيب البعض الحرج أو الاعتذار، لأرد بكل احترام وتقدير: عزيزي، أنت مواطن كويتي وُلدت وترعرعت في وطن ديموقراطي وفر لك الأمن وحرية الرأي والتعبير، وحديثك كان انتقادي بعيداً عن التجريح والإساءة لتلك الفئات، فلم يجرحني رأيك أو يحزنني لأن ما أريده هو أن تحدثني بكل صراحة، فأنا لا أهوى المجاملات الزائفة ولا الاحتفاظ بما تكنه في نفسك من انتقاد سيكون دافعاً لي وللمجتمع لتغيير الأمور للأفضل.