أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة ماضية في نهضتها التنموية وفق «رؤية 2030»، وذلك خلال الخطاب الملكي السنوي لافتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال محمد بن سلمان، أمس، إن المملكة «عقدت القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية، لمواجهة الأحداث المؤلمة التي يتعرض لها أشقاؤنا في غزة، عملت المملكة من خلالها على إيجاد حراك عربي وإسلامي مشترك، للضغط على المجتمع الدولي نحو اتخاذ مواقف جادة وحازمة لوقف العدوان الإسرائيلي، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة».
وتابع أن «المملكة عملت على إيجاد حراك عربي وإسلامي لوقف العدوان على غزة»، مضيفاً أن السعودية استضافت عدداً من القمم الكبرى جمعت أكثر من 100 دولة العام الماضي.
وشدد على أن «نهج المملكة الثابت قائم على احترام السيادة الوطنية لجميع الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والالتزام الدائم بمبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، والتمسك بمبادئ حسن الجوار وحل النزاعات بالطرق السلمية، والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة».
نمو تاريخي
من ناحية ثانية، أكد ولي العهد، أن السعودية حققت مراكز متقدمة في العديد من المجالات، وإنها ماضية في نهضتها التنموية وفقاً لـ «رؤية 2030» التي ستسهم في تحقيق المزيد من التطور والازدهار وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين.
وأضاف أن ما حققته المملكة يبشر بمزيد من النجاحات والإصلاحات، مشيراً إلى أن المملكة حققت تقدماً في أكثر من 50 في المئة من مؤشرات التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وقال محمد بن سلمان إن الاقتصاد السعودي تطور ليكون الأسرع نمواً، على مستوى دول مجموعة العشرين في عام 2022، بمعدل نمو بلغت نسبته 8.7 في المئة في الناتج المحلي، وكذلك نمواً في الناتج المحلي غير النفطي بنحو 4.8 في المئة، والوصول ضمن الدول العشرين الأكثر تنافسية في العالم.
وأضاف أنه في مجال السياحة، حققت المملكة «أداءً تاريخياً في الربع الأول من عام 2023، بمعدل نمو بلغت نسبته 64 في المئة»، مؤكداً أن المملكة «ستواصل العمل في مسيرة التحول الاقتصادي وفق مستهدفات رؤية 2030».
وذكر أن المملكة رحبت بأكثر من مليون و800 ألف حاج وأكثر من 10 ملايين معتمر خلال العام الماضي.
وقال ولي العهد إن «ما تحقق من نتائج إيجابية، يبشر بمزيد من النجاحات لتحقيق إصلاحات اقتصادية، وتقوية المركز المالي للمملكة بما يعزز النمو الاقتصادي الشامل لبلادنا».
خارطة طريق
وكان رئيس مجلس الشورى الشيخ عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، قال إن الخطاب الملكي السنوي سيتضمن سياسة المملكة الداخلية والخارجية، وفق ما نقلته «وكالة واس للأنباء».
كما أن الخطاب الملكي السنوي يشكّل خارطة طريق يسير مجلس الشورى على نهجها بخُطى ثابتة لرسم ملامح المرحلة المقبلة التي يتعامل معها المجلس من خلال المضامين السامية على الصعد كافة الداخلية والخارجية الإقليمية والدولية؛ ما يسهم في تحقيق تطلعات القيادة وآمال وطموحات المواطنين.
ولفت آل الشيخ إلى ما يبذله المجلس من جهود متواصلة مع كل الأجهزة الحكومية في جميع المجالات، دعماً لعجلة التطور والبناء والنماء من خلال دراساته المستفيضة، ومناقشاته للتقارير السنوية لأداء الجهات الحكومية، ومشاريع الأنظمة، إلى جانب عددٍ من الموضوعات التي تحال إليه في ممارسة شورية تتسم بالشفافية والوضوح، مؤكداً أن مجلس الشورى ومنذ إعلان إطلاق رؤية المملكة 2030 وانطلاقتها المباركة أصبح يعمل وفق تطلعات وأهداف الرؤية الطموحة، مواكباً الإنجازات المُلهمة في إطار المرحلة التنموية التاريخية التي تشهدها المملكة، وذلك عبر أعماله ومناقشاته وقراراته.