قيادة في دولة عربية اعتادت أن ترسل لبلدنا وفداً سنوياً لأخذ عون كجزية... وكان الوفد يدخل البلاد لأيام عدة.
بعد ذلك، أخذ مسؤول يهبط في المطار، ويتسلّم الجزية التي بدت وكأنها فرضت على بلادنا مع تدخل وسيط غربي، حتى ضاق شاعرنا الكبير عبدالمحسن محمد رشيد، من هذه الجزية، فنظم قصيدة عنوانها «العون ليس جزيةً»...
عَقَدُوا والعدوَّ صفْقَةَ خِزْيٍ
فتمادَوا وأَمعَنُوا في التّمَادي!
كَمْ عهودٍ أَعطَوا وكم نقضُوها
ليسَ عهدُ الخَؤونِ غيرَ مِدَادِ!
طعنوا بالخداعِ ثَورةَ شعبٍ
قد تنادى أحرارُهُ للجهادِ!
أَرخَصُوا النفسَ والنفيسَ ليمحُوا
وَصْمَةَ العارِ من جبين البلادِ
مَلَأوا مَسْمَعَ الدُّنَا بحديثٍ
بالبطولاتِ دائِبِ التَّردَاد
وحياةُ العدوِّ أَضحتْ جحيماً
لَمْ يذُقْ - رغمَ نصرِه - من رقاد
شغلوهم عنه بما دبَّرُوه
فغدَا هانئاً قريرَ الفؤادِ
وتقاضَوا أجورَهم من عِدَانَا
في قروضٍ وعُدَّةٍ وعَتَادِ
***
أَيُّها القادمون بالخزِي والعارِ
ولَعْنِ الآباء والأَجدادِ
إنَّ شعبِي يساندُ العدلَ والحقَّ
وما للخؤونِ من إسناد
نحن بالمالِ والرِّجالِ سخِينَا
لـ(فلسطينَ) يومَ نادى المنادِي
وعلى ضفَّةِ (القنال) كتبنَا
بالدَّمِ الحرِّ صَكَّ الاستشهاد!
أنتُمُ والعِدَا سَواءٌ لدَينَا
ما لبِسْتُمْ من زائفِ الأَبرادِ
فاصبِرُوا موعدُ الحسابِ سيأْتِي
عن قريبٍ - والعُرْبُ بالمرصادِ