في صفحة جديدة من سجل الأسماء المشرقة التي تولت حكم البلاد، يعدّ سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، الحاكم الـ17 لدولة الكويت، وفق الدستور وقانون توارث الإمارة، وخير خلف لخير سلف الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه.

واستكمالاً للإجراءات الدستورية، يعقد مجلس الأمة في الساعة العاشرة من صباح الأربعاء، جلسة خاصة، لأداء سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد اليمين الدستورية، حيث تنص المادة 60 من الدستور على أن «يؤدي الأمير، قبل ممارسة صلاحياته، في جلسة خاصة لمجلس الأمة اليمين».

وطوال الأعوام الثلاثة الماضية، كان سمو الشيخ مشعل الأحمد، السند الأمين للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، ومشاركاً في صنع القرار، وناب عنه في الأوقات التي استدعت ذلك، وحمل إلى جانبه أعباء تلك المسؤولية الكبيرة والأمانة العظيمة، وقاد معه البلاد لتكون في مصاف الدول المتطورة ولتعزيز الأمن والأمان والازدهار فيها.

وبعد مسيرة حافلة بالإنجازات، ومحطات متميزة في المناصب الرسمية، استمرت ستة عقود نودي بسمو الشيخ مشعل الأحمد أميراً للكويت من مجلس الوزراء، في ظل إجراءات سلسة لعملية انتقال مسند الإمارة، كما عهدتها البلاد عند تولي حكامها الإمارة خلفاً لأسلافهم الكرام.

ولم يكن صاحب السمو، خلال العقود الستة الماضية، بعيداً عن المناصب الرسمية أو المواقف الوطنية بل تولى عدداً من المناصب الأمنية والعسكرية في وزارة الداخلية والحرس الوطني، علاوة على مرافقة حكام البلاد الكرام، أو تمثيلهم في العديد من الزيارات والمهمات الرسمية.

وسموه أحد أولئك الرجال الأفذاذ الذين أنجبتهم الكويت، ونشأوا في ظل عائلة آل صباح الكريمة، وتربوا على يد حكمائها، ونهلوا من معين قادتها، وتعلموا الحكمة والإدارة من رجالاتها وخبروا شؤون الحكم وأساليب القيادة من سياسييها المحنكين.

وبعد مسيرة حافلة بالعطاء، في العمل الحكومي والأمني، بويع سموه في الثامن من أكتوبر عام 2020، ولياً للعهد في جلسة خاصة عقدها مجلس الأمة. وفي تلك الجلسة قال سموه في كلمته إنه سيرفع شعار المشاركة الشعبية في البلاد وسيعمل على إشاعة روح المحبة والتسامح ونبذ الفرقة ويسعى إلى رسم صورة مشرقة لمستقبل الكويت... صورة تحمل ديموقراطية الاستقرار وتغليب المصلحة الوطنية العليا في إطار الدستور منهجها العدالة ورائدها العيش الكريم.

ودائماً حرص سمو الشيخ مشعل الأحمد على تعزيز التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، لتحقيق الأهداف المنشودة من كل منهما، والسير بخطوات متسارعة نحو تحقيق تطلعات القيادة الحكيمة والشعب الكويتي بنهضة وطنية، تشمل جميع المجالات وترتقي بمكانة البلاد في جميع المؤشرات التنموية وتستفيد من أفضل التجارب الحاصلة في دول العالم وتطبقها على أرض الوطن.

وعقب تزكيته ولياً للعهد أولى سموه جل اهتمامه بالشؤون المحلية التي تهم المجتمع والمواطنين، ويتابع القضايا مع مسؤولي الجهات المعنية عنها في القطاعين العام والخاص وجمعيات النفع العام، ويوجههم إلى بذل كل الجهود الممكنة من أجل النهوض بالمهام المنوطة بتلك الجهات وتطوير العمل في مرافقها وتذليل العقبات التي تحول دون تحقيق أهدافها. كما دأب سموه على لقاء المواطنين بصورة دورية للاستماع إلى تطلعاتهم وهمومهم واحتياجاتهم وآمالهم.

وعلى الصعيد الخليجي، استمر سموه في النهج الذي سار عليه أسلافه أمراء الكويت السابقون، فحرص على توطيد علاقات الكويت مع أشقائها وتعزيز التعاون المشترك والتنسيق مع قادتها في ما يتعلق بالشؤون التي تهم المنطقة والقضايا العربية والعالمية لضمان الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة وتحقيق الحياة الكريمة للشعوب الخليجية.

وانتهج سمو الشيخ مشعل الأحمد في علاقات الكويت بشقيقاتها العربية النهج الذي سارت عليه الكويت، طوال العقود الماضية والتي أثمرت نتائج طيبة كان لها الأثر الكبير في تعزيز وحدة الصف العربي وتنسيق المواقف المشتركة ورأب الصدع وحل النزاعات.

وفي علاقات الكويت مع دول العالم، حرص سموه على تعزيز الصلات والتعاون في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك إضافة إلى التعاون والتنسيق مع المنظمات الأممية لتحقيق الأهداف المنوطة بها.

تواريخ في حياة سمو الأمير

- 1940: ولد سموه في الكويت وهو الابن السابع لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر.

- 1960: استكمل سموه دراسته في المملكة المتحدة وتخرج في كلية (هندن) للشرطة.

- 1967: بعد تدرجه في مناصب وزارة الداخلية، أصبح رئيساً للمباحث العامة برتبة عقيد.

- 1977: عُين رئيساً لديوانية شعراء النبط.

- 2004: عين سموه نائباً لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير.

- بين 1973 و2017: كان رئيساً فخرياً لجمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية.

- 2018: قلدت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي سموه وسام قائد جوقة الشرف، من الجمهورية الفرنسية.

- 8 أكتوبر 2020: مبايعة سموه ولياً للعهد.

- 20 ديسمبر 2023: أداء اليمين أميراً للبلاد.