تعهد الرئيس فلاديمير بوتين، أن يجعل روسيا قوة سيادية، واصفاً تصريحات نظيره الأميركي جو بايدن، عن أن موسكو ستهاجم دولة من دول حلف شمال الأطلسي في حالة تحقيق النصر في أوكرانيا، بأنها «محض هراء»، ومؤكداً أن لا مصلحة في خوض قتال مع «الناتو».

وفي خطاب أمام حزب «روسيا الموحدة» الحاكم، هو الأول له في إطار حملته استعداداً للانتخابات الرئاسية في مارس 2024، قال بوتين «إما تكون روسيا قوة سيادية تتمتع باكتفاء ذاتي، أو لن تكون موجودة على الإطلاق».

وأضاف «لا يمكن لروسيا أن تتخلى مثل بعض الدول عن سيادتها مقابل بعض النقانق وتصبح تابعة لطرف ما»، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا.

واتهم زعيم الكرملين، الغرب بالسعي إلى «انهيار الاقتصاد والمجال الاجتماعي الروسي»، داعياً «القوى الوطنية» إلى توحيد جهودها في مواجهة «المهام التاريخية» التي تنتظر موسكو.

وتابع «دعونا ندافع، مع كل الشعب الروسي، عن سيادة روسيا وحريتها وأمنها وكل ما هو عزيز علينا: تاريخنا وثقافتنا وقيمنا وتقاليدنا».

وقال لأعضاء روسيا الموحدة على وقع تصفيقهم «لن نتخذ قراراتنا إلا بأنفسنا من دون نصائح أجنبية من الخارج».

وتسببت حرب أوكرانيا في أعمق أزمة في العلاقات بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 فيما حذر بايدن العام الماضي، من أن المواجهة المباشرة بين «الناتو» وروسيا، ستفجر الحرب العالمية الثالثة.

ولدى مناشدته للجمهوريين في وقت سابق من ديسمبر الجاري، بعدم قطع تقديم المزيد من المساعدات العسكرية، حذر الرئيس الأميركي من أنه إذا انتصر بوتين، فإن زعيم الكرملين لن يتوقف وسيهاجم إحدى دول الحلف.

وأكد بوتين في مقابلة بثها التلفزيون الروسي، أمس، «هذا محض هراء... وأعتقد أن الرئيس بايدن يفهم ذلك»، مشيراً إلى أنها محاولة من نظيره الأميركي، لتبرير «سياسته المغلوطة» حيال روسيا.

وأضاف «لا سبب أو مصلحة... ولا مصلحة جيوسياسية أو حتى اقتصادية أو سياسية ولا عسكرية للقتال مع دول حلف شمال الأطلسي».

ووصف بوتين مراراً توسع «الناتو» في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، بأنه دليل على طريقة متعجرفة ينتهجها الغرب في التعامل مع المخاوف الأمنية الروسية.

وقال الرئيس الروسي، أمس، إن انضمام فنلندا إلى «الناتو» في أبريل الماضي، سيجبر موسكو على «تركيز وحدات عسكرية معينة» في شمال روسيا بالقرب من حدودها.

وكان فشل هجوم كييف المضاد هذا العام، سبباً في إثارة التساؤلات في الغرب وداخل أوكرانيا حول مدى واقعية الأهداف المتمثلة في هزيمة القوات الروسية.

وتحدث مسؤولون في موسكو والغرب مراراً عن «حرب باردة جديدة» بين روسيا والصين من جهة والغرب من جهة أخرى.

وحول كيفية إيجاد أرضية مشتركة مع الغرب في ضوء الخطابات من الجانبين، قال بوتين «سيتعين عليهم إيجاد أرضية مشتركة لأنهم سيتعين عليهم أن يحسبوا حسابنا».

وفي الشهر الماضي، أعلن مسؤول رفيع المستوى، في وزارة الخارجية الأميركية، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، أن بوتين لن يصنع السلام قبل أن يعرف نتائج انتخابات نوفمبر المقبل في الولايات المتحدة.

ورأى بوتين أن الغرب فشل في فهم مدى التغييرات التي أحدثها انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، والتي قال إنها أزالت أي أساس أيديولوجي حقيقي للمواجهة بين روسيا والغرب.

وقال العميل السابق للاستخبارات السوفياتية والذي تسلم السلطة في 1999، عن انطباعاته حيال العالم عام 2000 «كان لدي انطباع ساذج حقاً».

وأضاف «الحقيقة هي أنهم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، اعتبروا أنه يتعين عليهم الانتظار قليلاً لتدمير روسيا بالكامل».