نعى الروائي القدير طالب الرفاعي صديقه الشاعر والأديب عبدالعزيز سعود البابطين الذي وافته المنية صباح اليوم.
وقال الرفاعي لـ «الراي»: «قلة أولئك المنذورين لبقاء أسمائهم مددا طويلة تفوق أعمارهم، ومؤكد أن الصديق الشاعر المرحوم عبدالعزيز البابطين هو أحد هؤلاء. فعبدالعزيز البابطين الذي عشق الشعر منذ طفولته، والذي أخذته دروب الحياة للعمل والجهد والمشقّة، مؤكد لم يكن يعلم في بداية حياته، أن الشعر والشعر وحده سيُخلّده. وتحديداً في المشروع الكبير والعملي الذي نهض به يوم أقدم على تأسيس (مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي). فهذا المشروع الفكري الإبداعي الإنساني، بقدر ما ينتمي إلى البابطين والكويت، ينتمي للغة العربية، وللناطقين بها أينما كانوا، وعلى وجه الخصوص الشعراء. وهذا المشروع الشعري الفكري، سيبقى شامخًا ما بقيت الحياة».
وأضاف «رحل صاحب الشعر والشعراء، في لحظة شعرية عربية أحوج ما تكون لوجوده، فالشعر العربي المبدع، والحديث منه تحديداً، بحاجة لمن يلتفت إليه، وبحاجة لمن يسقي أرضه، وبحاجة لمن يتواصل مع أهله المبدعين، بحيث يعود الشعر روح العربي، ويعود الشعر صورة معبّرة عن أوجاع وخيبات وآمال وأحلام أمة العرب».
ومضى الرفاعي: «الصديق المرحوم (أبو سعود)، من القلة الأغنياء الذين اتخذوا من أموالهم طريقاً للسير في دروب الفكر والشعر والثقافة والوصل الثقافي مع العالم. سخر ماله الخاص لخدمة مشروع شعري فكري كان يمتلك عليه خفق قلبه، وظل طوال نصف قرن يحمل مشروعه ويطوّف به في أرجاء المعمورة، ومن تابع مواسم الشعراء، يدرك تماماً، حضور البابطين كمؤسسة في الكويت، وقرطبة إسبانيا، وطهران، والقاهرة، وتونس وغيرها كثير. المال زائل، وهو باق بعد صاحبه، لكن ما يبقى أكثر من المال هي المشاريع الفكرية الثقافية الإنسانية التي شيّدها هذا المال وأبقاها شاهداً تدلّ على نبل صاحبه».
واستدرك الرفاعي مآثر البابطين قائلاً: «أذكر أنني كنت في زيارة للمرحوم (أبو سعود)، وفي حديثي معه قلت: (العالم العربي)، فأشار إليَّ، وسكت لثوان قبل أن يقول: (أخي طالب، هو الوطن العربي، هو وطننا، وكم يبدو الوطن كبيراً حين يكون بحجم العربية، وبحجم العرب!»
ولفت إن البابطين عروبي في قلبه وشعره ومسلكه، «ولذا جاء مشروعه الشعري العربي، بمعجم لجميع شعراء العربية. وكذا جاءت فعاليات وأنشطة مكتبة البابطين».
وختم تصريحه بالقول: «مُدرك كان عبدالعزيز البابطين لقصر رحلة الحياة، لذا حرص كشاعر وإنسان، على حجز مكانه، وتسجيل اسمه في سجل الخالدين، الذين سيتكفّل عملهم الإبداعي والثقافي والفكري بحمل أسمائهم لأجيال وأجيال.. أخي وصديقي، أبو سعود، عظّم الله أجر الكويت بفقدك. وعظّم الله أجر عائلتك الكريمة، وليرحمك الله بواسع رحمته، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون».