كشف مدير إدارة مركز تنمية مصادر المياه في وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة المهندس عبدالعزيز الكندري، عن قيام مختبرات المركز الكيميائية والبكتيريولوجية خلال العام الفائت، بإجراء 102652 تحليلاً لـ5850 عيّنة لمياه الشرب تم جمعها في مواقع مختلفة.

وقال الكندري، في حوار مع «الراي»، إن «مختبرات المركز تقوم بإحكام الرقابة على نوعية مياه الشرب التي تنتجها الوزارة، لتجنب تلوث المياه في شبكة توزيع المياه» مبيناً أن «المركز يراقب 68 موقعاً بواقع 303 نقاط موزعة على مناطق الكويت المختلفة».

وأوضح أنه «تم تحديد مواقع جمع العينات، وتضم نوعيات المياه المختلفة من مياه مقطرة منتجة من محطات التوليد ومياه جوفية ومياه عذبة منتجة في مجمعات الضخ والخلط والمزج، كما يتم أخذ عينات من شبكة توزيع مياه الشرب سواء من خزانات رئيسية أرضية أو علوية ومن محطات الضخ المساند ومحطات تعبئة صهاريج المياه ونقاط أخرى قبل وصولها للمستهلك، وكذلك من مدارس ومساجد ومراكز صحية ومصانع وغيرها».

وبيّن أنه يتم إخضاع كل عينة لما يقرب من 175 تحليلاً كيميائياً و9 تحاليل بكتيرية للتأكد من مطابقتها للقيم الاسترشادية لمنظمة الصحة العالمية والهيئة العامة للبيئة، مشيراً إلى وجود دراسة لتحديث مواقع أخذ العينات بشكل فني وعلمي، وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، تماشياً مع اتساع رقعة التطور العمراني والاقتصادي وزيادة الكثافة السكانية، للحفاظ على جودة مياه الشرب وتطبيقاً لاستراتيجية الوزارة الهادفة إلى تأمين الكهرباء والماء للمستهلكين، بشكل مستمر وبجودة عالية.

ولفت إلى أن «مياه الشرب في الكويت خالية تماماً من أيّ ملوثات ويتم إنتاجها وفق المقاييس العالمية وبجودة عالية، والمياه المنتجة تخلو من المؤثرات الكيماوية، ويتم التحقق والتأكد من مواصفاتها بصفة يومية. والمركز يجري دراسات تطويرية ويتابع التغيرات التي قد تطرأ على مصادر المياه في الكويت».

وبيّن أن تلوث مياه الشرب في بعض المنازل والمنشآت ناتج عن تعرّض خزانات المنازل للغبار ومخلفات الطيور وغيرها وعدم صيانتها، لافتاً إلى ان ترك مياه الشرب راكدة في شبكات التوصيل والفلاتر لمدة طويلة يؤدي الى تناقص تركيز الكلور الحر وبدء نمو وتكاثر البكتريا، حيث تكون الترسبات والمواد العالقة في المياه الراكدة بيئة خصبة لتكاثر البكتريا، الأمر الذي يستوجب قيام المستهلكين بعدم تركها لمدد طويلة دون استخدام وتدوير المياه والقيام بتنظيف وعمل الصيانات الدورية للفلاتر قبل استخدام المياه.

وذكر أن المركز ساهم في تدريب الكوادر الوطنية وتقديم المعرف والمعلومات لطلبة الجامعة والكليات والمعاهد في إطار المساهمة في تطويع التكنولوجيا وتسهيل سُبل تطوير المعرفة المحلية في مجالات المياه المتعددة من خلال المكتبة العلمية المتخصصة التي يمتلكها المركز والتي تحوي العديد من الكتب والمراجع العلمية والدوريات والمواصفات والموسوعات والتقارير والدراسات المتنوعة.

وبيّن أنه جار العمل على استحداث وتشكيل فريق للقيام بأعمال فحص ومعاينة وحدات إنتاج المياه العاملة بنظام التناضح العكسي في محطات التوليد والمساندة قبل وبعد أعمال الصيانة.

وتابع «من منطلق تطوير العمل، تقوم المختبرات بعمل درسات حول الكائنات الدقيقة البكتيرية أو الفيروسية أو بعض المركبات الكيميائية الجديدة، حسب توصيات منظمة الصحة العالمية التي يتم نشرها بين الحين والآخر، لتحديد مدى تواجدها في مياه الكويت، تمهيداً لتعميم التحليل ضمن العمل الروتيني لمراقبة جودة ونوعية مياه الشرب».

مبنى المركز

لفت الكندري إلى انتهاء الوزارة من إنجاز التصاميم النهائية، لإنشاء مبنى جديد لمركز تنمية مصادر المياه في الموقع الحالي نفسه، بعد إزالة المبنى القديم، مبينا أنه جارٍ العمل على أخذ الموافقات اللازمة من الجهات ذات العلاقة لتنفيذ أعمال المركز الجديد وتجهيزه بأحدث الأجهزة، حيث تم الأخذ في الاعتبار أن يكون المركز الجديد مزوداً بأحدث التقنيات في تكنولوجيا المختبرات، بحيث تكون القيم الاسترشادية لعناصر والمركبات الخاصة بجودة مياه الشرب، مطابقة للمعايير والمواصفات العالمية المحدثة الخاصة بمنظمة الصحة العالمية.

وقال إن «مختبرات المركز تقوم بفحص عينات المياه كيميائياً وبكتيريولوجياً للتأكد من جودة مياه الشرب والمياه الجوفية قليلة الملوحة، ولكن وبعد إنشاء المركز الجديد سيتم تزويد المركز بمختبرات حديثة لقياس سميّة مواد ألفا وجاما في شبكة مياه الشرب ومياه البحر» مشيراً إلى أن هذا الاختبار يسند حالياً لوزارة الصحة من خلال إرسال بعض العينات لتحليلها.

المركز... نشأته وأهدافه

تم إنشاء مركز تنمية مصادر المياه في 29 يونيو 1968، بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وفق أحدث النظم العلمية حينذاك. وفي عام 1977 ألحق بميزانية وزارة الكهرباء والماء. ويهدف إلى القيام بأعمال البحث والتطوير في مجالات المحافظة على مصادر المياه وتنميتها، وتغطي نشاطاته الأعمال الهندسية والتقنية والبيئية والاقتصادية لعمليات تحلية ومعالجة المياه ومراقبة جودتها كيميائياً وبكترولوجياً، خلال مراحل الانتاج بفحصة مستمرة، كما يعمل على اختبار وتقييم طرق وعمليات ومواد التشغيل المتعلقة بتحلية ومعالجة المياه، كما يقدم المركز خدمات الكشف التحليلي للكشف عن نوعية المياه للعديد من الجهات الحكومية وغير الحكومية للتأكد من مدى صلاحيتها بغرض الاستخدام.

ويشارك المركز في اللجان الفنية لدراسة المشروعات الجديدة المقترحة الخاصة بأعمال تحلية ومعالجة ومراقبة المياه. كما يقدم خدماته للعديد من الجهات الحكومية والخاصة لفحص جودة شبكة المياه في مرافقها.

مهام المختبرات

ينقسم المركز إلى 3 أقسام هي: قسم البحث والتطوير، قسم المختبرات الكيميائية، قسم المختبر البكترويولوجي.

أما قسما المختبرات الكيميائية والبكتريولوجية، فتهتم بعدة نواحٍ أبرزها:

- مراقبة جودة ونوعية مياه الشرب في شبكة توزيع المياه من بداية الإنتاج حتى وصولها للمستهلك، وذلك عن طريق جمع عينات المياه ضمن برنامج يومي من نقاط محددة تابعة للوزارة، حيث تخضع هذه العينات للتحاليل.

- مساندة قسم البحث والتطوير بالمركز، في دراساته وأبحاثه التي يقوم بها لتحسين الإنتاج وحل مشاكل المياه المختلفة.

- مساندة الجهات الحكومية وغير الحكومية، بناء على طلب رسمي من الجهة نفسها وبتكلفة مادية محددة لمراقبة جودة ونوعية مياه الشرب في الشبكة الداخلية للمنشأة أي بعد عداد مياه الوزارة.

- إصدار تقرير فني بنتائج التحاليل، مدعمة بالتوصيات المناسبة لضمان جودة مياه الشرب فيها.

- إجراء التحاليل المخبرية اللازمة لدراسة الأجهزة والمواد المستخدمة في أعمال مياه الشرب وتقييم نتائجها.

وظيفة قسم البحوث والتطوير

- فحص ومعاينة المقطرات العاملة بالتبخير الوميضي متعدد المراحل في محطات التوليد، قبل وبعد أعمال الصيانة.

- إجراء الاختبارات اللازمة على أدوات ترشيد وحفظ المياه، وقياس كفاءتها وإصدار تقارير فنية وفق اللائحة الفنية الخاصة بكل أداة ترشيد.

- القيام بالأعمال الهندسية والتقنية والبيئية والاقتصادية لعمليات التحلية وتحليل المياه ومعالجتها.

- اختبار وتقييم طرق ومواد التشغيل المتعلقة بإنتاج مياه الشرب ويقوم بأعمال البحث والتطوير بكل ما يتعلّق بمصادر المياه في الكويت.