استكمل المصريون، أمس، عرسهم الديموقراطي، من خلال التصويت «بكثافة غير مسبوقة»، في اليوم الثالث والأخير من الاقتراع الرئاسي 2024 من أجل اختيار قائد البلاد، للسنوات الست المقبلة، من بين أربعة مرشحين، هم الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، رئيس الحزب «المصري الديموقراطي الاجتماعي» فريد زهران، رئيس حزب «الوفد» عبدالسند يمامة، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر.
وفي مشهد شاركت فيه طوائف الشعب كافة، حوّل المصريون الاستحقاق الرئاسي، إلى «احتفالية انتخابية وعرس ديموقراطي»، وحققوا «رقماً قياسياً» في التصويت تجاوزت نسبته الـ45 في المئة من إجمالي عدد المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين، حتى عصر الاثنين، بينما تخطوا نسبة الـ 55 حتى ظهر أمس، وتعدوا هذه النسبة بكثير، في ختام التصويت، عند إغلاق الصناديق، وهو أمر لم يحدث من قبل، في «استحقاق دستوري».
وقال رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار حازم بدوي، إن «العملية الانتخابية، سارت بشكل مرضٍ وبسلاسة».
وأشار إلى أن «العنوان العريض للعملية الانتخابية كان وداعاً للسلبية، ولم يعد هناك ما يسمى حزب الكنبة، حيث إن نسب التصويت لم تحدث من قبل في أي استحقاقات انتخابية أو استفتاءات».
وأكد بدوي، أن «هذه النسبة تعبر عن وعي المواطن وثقته في القضاء المصري، حيث يوجد قاضٍ على كل صندوق، والمواطن لبى نداء وطنه للمشاركة في صنع مستقبل الوطن»، مشيراً إلى أن «مشهد الانتخابات الرئاسية الحضاري يليق باسم وسمعة مصر».
من جهته، قال مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات المستشار أحمد بنداري، إن القضاة المشرفين على الانتخابات تلقوا توجيهات بالسماح للناخبين بالتصويت في الانتخابات الرئاسية ببطاقة الرقم القومي المنتهية غير السارية، وتمكين الناخبين الموجودين داخل الحرم الانتخابي، حتى بعد غلق اللجان في التاسعة مساء بالتوقيت المحلي.
وشدد على أن الاقتراع داخل اللجان الانتخابية «سار بشكل جيد، ولم تحدث أي معوقات تؤثر على سير العملية الانتخابية، مع إقبال واضح من كبار السن والسيدات والشباب على مدى أيام الاقتراع الثلاثة».
من ناحيته، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، أمس، بعد الإدلاء بصوته، إن «الزخم الذي تتسم به الانتخابات الرئاسية والمشاركة الكبيرة بها من قبل المواطنين رسالة للعالم أجمع بأن مصر وشعبها مصممان على مواصلة تحقيق الاستقرار والتنمية والتقدم».
بدوره، ثمن فريق المتابعين الدوليين للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، «شفافية» الأجواء في لجان التصويت، والاهتمام بمساعدة أصحاب الهمم وكبار السن والمرضى.
وفيما أشادت فرق السفارة الأميركية في القاهرة، التي جابت اللجان، بالأجواء الإيجابية، أعلنت تنسيقية شباب الأحزاب، أن «الشعب العظيم ضرب المثل في الممارسة الديموقراطية، حيث أبهر العالم بهذا الوعي الكبير».
من جهته، تقدم حزب «مستقبل وطن»، صاحب الغالبية البرلمانية، بالشكر لجموع الشعب، الذي خرج بالملايين ليعبر عن إرادته الواعية الحرة، بينما أكد المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن الإقبال كبير، ولم يتم رصد أي مخالفات.
من ناحيتها، أعلنت حملة السيسي، أن «الانتخابات الرئاسية رسالة من المواطن إلى من يشككون في إنجازات السنوات السابقة».
وذكرت حملة عمر، أن نسبة الإقبال «جيدة جداً، وأن الشباب تصدروا طوابير الناخبين أمام اللجان».
واعتبرت حملة يمامة، أن«الاستحقاق الانتخابي، يعد نقطة فارقة في مستقبل مصر»، بينما أشارت حملة زهران، إلى أن ارتفاع نسب المشاركة بشكل يفوق التوقعات.
وأكدت أن ذلك «يرجع في الأساس إلى مشاركة مرشح للمعارضة ضمن السباق الانتخابي».
وقال المفتي شوقي علام، إن«الإقبال الكبير للناخبين، دليل وعي المواطن وشعوره بأهمية صوته لرسم مستقبل وطننا الحبيب، وأنه كان من الضروري أن يحكم كل ناخب ضميره، عند اختياره لمن ينتخب».
وأجريت الانتخابات بإشراف قضائي على 11 ألفاً و631 لجنة فرعية على مستوى كل قرى وإحياء ومدن ومحافظات مصر.