عَكَستْ مشاركةُ لبنان أمس بقطاعاته الرئيسية كافة في «الإضراب العالمي الشامل» الذي نُظّم عبر منصات التواصل الاجتماعي، الترابطَ الذي بات قائماً بين غزة و«بلاد الأرز» في سياقاتِ الحربِ المفتوحة منذ 66 يوماً والتي اشتعلتْ على تخومها مواجهاتٌ على الجبهة الجنوبية وَضَعَ لها «حزب الله» عنوان المشاغَلة للجيش الإسرائيلي الذي تَعاطى معها على أنها عملياتُ «مُشاغَبةٍ» اقتنصها لمحاولة جعْل تنفيذ القرار 1701 في شقه المتعلق بأن يكون جنوبُ الليطاني منطقةً خاليةً من السلاح والمسلّحين هدفاً لا عودةَ عن تحقيقه، بالقوة العسكرية أو... الناعمة.
/>وقد عبّرت المذكرة التي أصدرها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (مساء الاثنين) والتي أعلن فيها تلبية الدعوة إلى الإضراب العالمي عن هذا التشابُك، إذ أكد «قفل كل الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات الاثنين تجاوباً مع الدعوة العالمية من أجل غزة وتضامناً مع الشعب الفلسطيني ومع أهلنا في غزة وفي القرى الحدودية اللبنانية».
/>وفي حين التزمتْ مختلف القطاعات الرئيسية (بما في ذلك المدارس الرسمية والخاصة والجامعات) والنقابات بهذا الإضراب مع تفاوُت في تجاوب الأسواق التجارية التي أقفل بعضها في مناطق لتستمرّ «الحياة كما هي» في مناطق أخرى وإن لاعتباراتٍ اقتصادية بالدرجة الأولى في ضوء بقاء لبنان في عين الانهيار المالي، ولو صارتْ هناك «كواتم صوت» لمظاهره، فإنّ انخراطَ البلاد في هذا التحرّك ذات البُعد التضامني السياسي والشعبي عبّر في أبعاده العميقة عن استشعارٍ بأن «الفيل بات في الغرفة» وأنه لم يعُد ممكناً الفصل بين ما يُحاك من سيناريواتٍ لإنهاء «محرقة غزة» وبين مآلات الوضع في الجنوب في اليوم التالي، وسط خشيةٍ من صعوبة فكّ مصير الجبهة التي تحرّكت من خلف ظهر الـ 1701 عن مجمل مَسار الحرب التي انفجرت بعد «طوفان الأقصى» وسرعان ما تشظّت معها الهدنة النائمة منذ 2006 على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.
/>ولم يكن عابراً أن ترتسمَ في الساعات الماضية ملامحُ «عاصفةِ تدميرٍ» أطلقتْها إسرائيل في اتجاه جنوب لبنان وقراه الحدودية خصوصاً، لتوسّع أمس مجدداً اعتداءاتها إلى خارج أرض الـ 1701 أي إلى شمال الليطاني بغارة شنّتها على جبل الريحان – أطراف جزين، وذلك بالتوازي مع ما يشبه «الديبلوماسية المرقّطة» المدجَّجة بتهديداتٍ عبر قنواتٍ عدة وبتسريباتٍ متعمَّدة أوحتْ بأن الوقتَ يضيق أمام «فرصةِ الحلّ السِلمي» لمطلب إبعاد «حزب الله» عن جنوب الليطاني في الوقت الذي أبْقت تصريحاتُ قادة إسرائيليين على ربْط أي تفجير للجبهة بأن يبادر «حزب الله» إلى «طلْقة كسْر الخطوط الحمر».
/>تهديدات بالتدمير
/>وعبّرت عن هذه «الديبلوماسية» مجموعة وقائع:
/>- كشْف أوساط واسعة الاطلاع عبر «الراي» أن حزب الله وصلتْ إليه أخيراً رسائل بأن تل أبيب ستدمّر القرى الحدودية، فكان الجواب «إذا فعلتم سندمّر حيفا»، وذلك بعدما نقلت صحيفة «الأخبار» أن إسرائيل أبلغتْ أنها «باتت تَعتبر كل ما يتحرّك على الحدود مع لبنان، بعمق يصل حتى 3 كيلومترات، مدنياً كان أو عسكرياً، هدفاً مشروعاً لقواتها»، ليردّ الحزب بأن تنفيذ هذا التهديد «سيجعل المقاومة تعتبر كل ما يتحرّك على مسافة 3 كيلومترات في العمق الفلسطيني المحتلّ هدفاً مشروعاً، مدنياً كان أو عسكرياً».
/>- تسريب تقارير عن أن إسرائيل منحتْ الحكومة اللبنانية مهلة 48 ساعة لبدء مفاوضات حول اتفاقٍ لإبعاد «حزب الله» إلى المسافة التي نصّ عليها القرار 1701 وإلا سيطلق جيشها عملية عسكرية لتدمير أيِّ وكلِّ بنية تحتية للحزب في جنوب لبنان وصولاً إلى نهر الليطاني، وهي التقارير التي ناقضتْها مواقف رسمية في بيروت أكدت أن أحداً لم ينقل مثل هذه التهديدات لأيٍّ من المسؤولين.
/>- تهديد وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي أعلن أن «حزب الله يُدرك جيداً أنه إذا تجرّأ فسيكون التالي»، وأضاف: «سنُسوّي بيروت ولبنان بالأرض».
/>حوافز مالية للبنان
/>- ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أنه في إطار الجهود الفرنسيّة - الأميركيّة لمنع حرب بين لبنان وإسرائيل، ستتوجه وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى تل أبيب في الأيام المقبلة، وأن من الأفكار المطروحة على جدول الزيارة، تقديم حوافز مالية للبنان، وإبعاد «حزب الله» من شمال الليطاني، ومفاوضاتٍ لترسيم الحدود البرية.
/>وإذ نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أن«الفرنسيين منخرطون في الملف بكل قوتهم، وينقلون الرسائل ويعملون على التوصل إلى حل»، لفتت إلى أن تل أبيب أوضحت للفرنسيين أنه في غياب الحل، فإن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، بما فيها العمل العسكري ضد«حزب الله»، مؤكدة أن«إسرائيل تطالب بالتنفيذ الكامل للقرار 1701، بما في ذلك إبعاد حزب الله 40 كيلومتراً عن الحدود في خطوة لن تؤدي إلى إزالة التهديد الصاروخي، ولكنها ستقلل بشكل كبير من خطر التسلل، وتوفر الأمن للسكان في المنطقة شمالاً للعودة إلى ديارهم».
/>كما أوردتْ أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، يعمل على إعطاء اللبنانيين حوافز إضافية للاقتصاد اللبناني المتعثر وهو«يستكشف أيضاً أفكاراً لتنظيم الحدود البرية بين الدولتين».
/>وفي حين قلّلت الأوساط العليمة نفسها عبر«الراي»من وزْن أي دورٍ فرنسي في ما خص القرار 1701«فالفرنسيون، بالنسبة إلى محور الممانعة لم يعودوا فقط غير مرغوب فيهم بل باتت هناك قطيعة غير معلَنة معهم خصوصاً بعد إسقاط البحرية الفرنسية مسيّرتين للحوثيين في البحر الأحمر»، برز موقف لمساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السابق ديفيد شينكر أكد فيه أنّ«الدعم الأميركي للحملة (الإسرائيلية على غزة) لن يستمرّ إلى أجَل غير مسمّى. ومن المحتمل أن يتمّ قياس صبر الإدارة المستمرّ بأسابيع وليس بأشهر».
/>وكتب في مجلة«ناشيونال إنترست»، أنه«بغضّ النظر عن الوقت الذي ستستسلم فيه إدارة بايدن أخيراً للضغوط من أجل وقف إطلاق النار، يجب أن تتعلّم الدرس من عام 2006. لقد أنهى قرار مجلس الأمن رقم 1701 الحرب في لبنان، لكن من شبه المؤكّد أنّه ضمِن اندلاع حريق آخر أكثر تدميراً بين إسرائيل والحزب في المستقبل. والدرس المستفاد من عام 2006 هو أنّ وقف إطلاق النار السيّئ، الهدنة التي تترك حماس في مكانها، لن يؤدّي إلا إلى تأجيل الجولة التالية من إراقة الدماء».
/>وخلص إلى أنّ«حماس أصبحت مشكلة إستراتيجية لإسرائيل. وفي غياب نكسة حاسمة لحماس في هذه الحرب، فتخرج الحركة، مثل الحزب في عام 2006، بانتصار إلهي، وستعود غزة إلى وضع 6 أكتوبر، مع عواقب وخيمة على الموقف الرادع لإسرائيل وأزمة ثقة في إسرائيل بسبب عجز الدولة عن الدفاع عن شعبها».
/>تبادل اللكمات القاسية
/>في موازاة ذلك، كان الميدان على اشتعاله التصاعدي في تصعيده، حيث تبادل الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»اللكمات القاسية.
/>وأعلن«حزب الله»، الذي نعى اثنين من عناصره من دون أن يذكر تفاصيل حول الظروف المحيطة بسقوطهما، تنفيذ عدد من العمليات ضدّ مواقع عسكرية إسرائيلية وتحقيق إصابات مباشرة فيها، بينها حدب البستان«بالأسلحة المناسبة»وموقع الراهب«بصواريخ بركان»وثكنة برانيت«بالقذائف المدفعية»و«تجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع السّماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة».
/>وأفادت وسائلُ إعلامٍ إسرائيلية عَصراً، بإطلاقَ 5 صواريخ من لبنان تجاه مستوطنة«المنارة»بالجليل، وصاروخين مضادين للدروع تجاه موقع عسكري في شتولا بالجليل الغربي، وذلك بعدما كان الجيش أعلن صباحاً أن«القبة الحديد»اعترضت 6 صواريخ أطلقت من جنوب لبنان.
/>وسبق ذلك، تنفيذ الطيران الحربي غارة على أطراف جبل الريحان في منطقة جزين، فيما تحدثت تقارير عن أن دبابة إسرائيلية أطلقت عدداً من القذائف باتجاه المياه الإقليمية اللبنانية مقابل رأس الناقورة، بالتزامن مع إطلاق النار من رشاشات متوسطة على المنطقة البحرية نفسها.
/>كذلك أغار الطيران على أطراف بلدة بلاط، قبل أن يُعلَن عن قصف مدفعي طاول سهل مرجعيون وتلة العويضة وأطراف بلدتي كفركلا ودير ميماس.
/>استشهاد مختار الطيبة
/>وفي تطورٍ بارز، أوردت«الوكالة الوطنية للإعلام»الرسمية«استشهاد مختار بلدة الطيبة حسين منصور (80 عاماً) خلال استهداف العدو الإسرائيلي لمنطقة بيدر الفقعاني في بلدة الطيبة».
/>وأشارت إلى«أن القذيفة التي استهدفت منزل المختار لم تنفجر ولكنها أصابته بشكل مباشر. وكان على الشرفة 8 أشخاص حالت العناية الإلهية دون انفجار القذيفة وحصول مجزرة».
/>وفيما أوردت الوكالة أيضاً سقوط مسيرة صغيرة في محيط جديدة مرجعيون قرب السرايا بسبب عطل فني، تحدثت عن قصف مدفعي لأطراف بلدة يارون وعين الزرقا في خراج بلدة طيرحرفا - صور وبلدة محيبيب في مرجعيون ومحيط بلدات رامية وطيرحرفا وشمع.
/>«حماس – لبنان»: لسنا بوارد تكرار تجربة «فتح لاند»... و«طلائع طوفان الأقصى» ليست إطاراً عسكرياً
/>أوضحت حركة«حماس - لبنان»، أن«طلائع طوفان الأقصى»التي سبق أن أعلنت إطلاقها ودعت لالتحاق فلسطينيي لبنان بها«ليست إطاراً عسكرياً، وليست لها علاقة بمقاومةٍ ضد الاحتلال في الجنوب، إنما هو إطار شعبي يراد من خلاله تنظيم، واستيعاب الشباب من أجل صقل شخصيتهم وربطهم بفلسطين، والاستفادة من قدراتهم في خدمة المجتمع الفلسطيني حتى لا يذهبوا بعيداً باتجاه ظواهر ومظاهر اجتماعية ومجتمعية سلبية سواء كان مخدرات أو تطرف أو غيرهما من القضايا»، مؤكدة أنه«رغم من تحميل هذا البيان أكثر بكثير مما يحمل، إلا أننا نؤكد أننا لم نقصد أي شيء له علاقة بالبُعد العسكري الميداني».
/>جاء هذا الموقف على لسان ممثل«حماس»في لبنان أحمد عبدالهادي الذي زار أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان على رأس وفد من الحركة.
/>وأكد أن«ما يجري من مقاومة سواء كان من المقاومة الإٍسلامية أو المقاومة الفلسطينية يأتي في إطار الدفاع عن شعبنا في فلسطين ومواجهة العدوان الصهيوني الغاشم الذي يرتكب المجازر في كل لحظة وهذا له ظروفه وله البيئة التي يتحرك فيها وقواعد تنظّمه وتحكمه، وهذه قضية لها علاقة بالتوافقات اللبنانية، أما (طلائع طوفان الأقصى) فليس لها علاقة بكل ذلك. وإطلاقها ببُعده الشعبي والجماهيري لا يعني أننا نريد أن نعود للوراء تحت ما سمي سابقاً (فتح لاند) أو ما يمكن أن يسمى الآن (حماس لاند) فهذا ليس مقصوداً ولا يوجد أي قرار عند أي فلسطيني بالرجوع إلى الوراء».
/>وقد عبّرت المذكرة التي أصدرها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (مساء الاثنين) والتي أعلن فيها تلبية الدعوة إلى الإضراب العالمي عن هذا التشابُك، إذ أكد «قفل كل الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات الاثنين تجاوباً مع الدعوة العالمية من أجل غزة وتضامناً مع الشعب الفلسطيني ومع أهلنا في غزة وفي القرى الحدودية اللبنانية».
/>وفي حين التزمتْ مختلف القطاعات الرئيسية (بما في ذلك المدارس الرسمية والخاصة والجامعات) والنقابات بهذا الإضراب مع تفاوُت في تجاوب الأسواق التجارية التي أقفل بعضها في مناطق لتستمرّ «الحياة كما هي» في مناطق أخرى وإن لاعتباراتٍ اقتصادية بالدرجة الأولى في ضوء بقاء لبنان في عين الانهيار المالي، ولو صارتْ هناك «كواتم صوت» لمظاهره، فإنّ انخراطَ البلاد في هذا التحرّك ذات البُعد التضامني السياسي والشعبي عبّر في أبعاده العميقة عن استشعارٍ بأن «الفيل بات في الغرفة» وأنه لم يعُد ممكناً الفصل بين ما يُحاك من سيناريواتٍ لإنهاء «محرقة غزة» وبين مآلات الوضع في الجنوب في اليوم التالي، وسط خشيةٍ من صعوبة فكّ مصير الجبهة التي تحرّكت من خلف ظهر الـ 1701 عن مجمل مَسار الحرب التي انفجرت بعد «طوفان الأقصى» وسرعان ما تشظّت معها الهدنة النائمة منذ 2006 على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.
/>ولم يكن عابراً أن ترتسمَ في الساعات الماضية ملامحُ «عاصفةِ تدميرٍ» أطلقتْها إسرائيل في اتجاه جنوب لبنان وقراه الحدودية خصوصاً، لتوسّع أمس مجدداً اعتداءاتها إلى خارج أرض الـ 1701 أي إلى شمال الليطاني بغارة شنّتها على جبل الريحان – أطراف جزين، وذلك بالتوازي مع ما يشبه «الديبلوماسية المرقّطة» المدجَّجة بتهديداتٍ عبر قنواتٍ عدة وبتسريباتٍ متعمَّدة أوحتْ بأن الوقتَ يضيق أمام «فرصةِ الحلّ السِلمي» لمطلب إبعاد «حزب الله» عن جنوب الليطاني في الوقت الذي أبْقت تصريحاتُ قادة إسرائيليين على ربْط أي تفجير للجبهة بأن يبادر «حزب الله» إلى «طلْقة كسْر الخطوط الحمر».
/>تهديدات بالتدمير
/>وعبّرت عن هذه «الديبلوماسية» مجموعة وقائع:
/>- كشْف أوساط واسعة الاطلاع عبر «الراي» أن حزب الله وصلتْ إليه أخيراً رسائل بأن تل أبيب ستدمّر القرى الحدودية، فكان الجواب «إذا فعلتم سندمّر حيفا»، وذلك بعدما نقلت صحيفة «الأخبار» أن إسرائيل أبلغتْ أنها «باتت تَعتبر كل ما يتحرّك على الحدود مع لبنان، بعمق يصل حتى 3 كيلومترات، مدنياً كان أو عسكرياً، هدفاً مشروعاً لقواتها»، ليردّ الحزب بأن تنفيذ هذا التهديد «سيجعل المقاومة تعتبر كل ما يتحرّك على مسافة 3 كيلومترات في العمق الفلسطيني المحتلّ هدفاً مشروعاً، مدنياً كان أو عسكرياً».
/>- تسريب تقارير عن أن إسرائيل منحتْ الحكومة اللبنانية مهلة 48 ساعة لبدء مفاوضات حول اتفاقٍ لإبعاد «حزب الله» إلى المسافة التي نصّ عليها القرار 1701 وإلا سيطلق جيشها عملية عسكرية لتدمير أيِّ وكلِّ بنية تحتية للحزب في جنوب لبنان وصولاً إلى نهر الليطاني، وهي التقارير التي ناقضتْها مواقف رسمية في بيروت أكدت أن أحداً لم ينقل مثل هذه التهديدات لأيٍّ من المسؤولين.
/>- تهديد وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي أعلن أن «حزب الله يُدرك جيداً أنه إذا تجرّأ فسيكون التالي»، وأضاف: «سنُسوّي بيروت ولبنان بالأرض».
/>حوافز مالية للبنان
/>- ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أنه في إطار الجهود الفرنسيّة - الأميركيّة لمنع حرب بين لبنان وإسرائيل، ستتوجه وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى تل أبيب في الأيام المقبلة، وأن من الأفكار المطروحة على جدول الزيارة، تقديم حوافز مالية للبنان، وإبعاد «حزب الله» من شمال الليطاني، ومفاوضاتٍ لترسيم الحدود البرية.
/>وإذ نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أن«الفرنسيين منخرطون في الملف بكل قوتهم، وينقلون الرسائل ويعملون على التوصل إلى حل»، لفتت إلى أن تل أبيب أوضحت للفرنسيين أنه في غياب الحل، فإن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، بما فيها العمل العسكري ضد«حزب الله»، مؤكدة أن«إسرائيل تطالب بالتنفيذ الكامل للقرار 1701، بما في ذلك إبعاد حزب الله 40 كيلومتراً عن الحدود في خطوة لن تؤدي إلى إزالة التهديد الصاروخي، ولكنها ستقلل بشكل كبير من خطر التسلل، وتوفر الأمن للسكان في المنطقة شمالاً للعودة إلى ديارهم».
/>كما أوردتْ أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، يعمل على إعطاء اللبنانيين حوافز إضافية للاقتصاد اللبناني المتعثر وهو«يستكشف أيضاً أفكاراً لتنظيم الحدود البرية بين الدولتين».
/>وفي حين قلّلت الأوساط العليمة نفسها عبر«الراي»من وزْن أي دورٍ فرنسي في ما خص القرار 1701«فالفرنسيون، بالنسبة إلى محور الممانعة لم يعودوا فقط غير مرغوب فيهم بل باتت هناك قطيعة غير معلَنة معهم خصوصاً بعد إسقاط البحرية الفرنسية مسيّرتين للحوثيين في البحر الأحمر»، برز موقف لمساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السابق ديفيد شينكر أكد فيه أنّ«الدعم الأميركي للحملة (الإسرائيلية على غزة) لن يستمرّ إلى أجَل غير مسمّى. ومن المحتمل أن يتمّ قياس صبر الإدارة المستمرّ بأسابيع وليس بأشهر».
/>وكتب في مجلة«ناشيونال إنترست»، أنه«بغضّ النظر عن الوقت الذي ستستسلم فيه إدارة بايدن أخيراً للضغوط من أجل وقف إطلاق النار، يجب أن تتعلّم الدرس من عام 2006. لقد أنهى قرار مجلس الأمن رقم 1701 الحرب في لبنان، لكن من شبه المؤكّد أنّه ضمِن اندلاع حريق آخر أكثر تدميراً بين إسرائيل والحزب في المستقبل. والدرس المستفاد من عام 2006 هو أنّ وقف إطلاق النار السيّئ، الهدنة التي تترك حماس في مكانها، لن يؤدّي إلا إلى تأجيل الجولة التالية من إراقة الدماء».
/>وخلص إلى أنّ«حماس أصبحت مشكلة إستراتيجية لإسرائيل. وفي غياب نكسة حاسمة لحماس في هذه الحرب، فتخرج الحركة، مثل الحزب في عام 2006، بانتصار إلهي، وستعود غزة إلى وضع 6 أكتوبر، مع عواقب وخيمة على الموقف الرادع لإسرائيل وأزمة ثقة في إسرائيل بسبب عجز الدولة عن الدفاع عن شعبها».
/>تبادل اللكمات القاسية
/>في موازاة ذلك، كان الميدان على اشتعاله التصاعدي في تصعيده، حيث تبادل الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»اللكمات القاسية.
/>وأعلن«حزب الله»، الذي نعى اثنين من عناصره من دون أن يذكر تفاصيل حول الظروف المحيطة بسقوطهما، تنفيذ عدد من العمليات ضدّ مواقع عسكرية إسرائيلية وتحقيق إصابات مباشرة فيها، بينها حدب البستان«بالأسلحة المناسبة»وموقع الراهب«بصواريخ بركان»وثكنة برانيت«بالقذائف المدفعية»و«تجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع السّماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة».
/>وأفادت وسائلُ إعلامٍ إسرائيلية عَصراً، بإطلاقَ 5 صواريخ من لبنان تجاه مستوطنة«المنارة»بالجليل، وصاروخين مضادين للدروع تجاه موقع عسكري في شتولا بالجليل الغربي، وذلك بعدما كان الجيش أعلن صباحاً أن«القبة الحديد»اعترضت 6 صواريخ أطلقت من جنوب لبنان.
/>وسبق ذلك، تنفيذ الطيران الحربي غارة على أطراف جبل الريحان في منطقة جزين، فيما تحدثت تقارير عن أن دبابة إسرائيلية أطلقت عدداً من القذائف باتجاه المياه الإقليمية اللبنانية مقابل رأس الناقورة، بالتزامن مع إطلاق النار من رشاشات متوسطة على المنطقة البحرية نفسها.
/>كذلك أغار الطيران على أطراف بلدة بلاط، قبل أن يُعلَن عن قصف مدفعي طاول سهل مرجعيون وتلة العويضة وأطراف بلدتي كفركلا ودير ميماس.
/>استشهاد مختار الطيبة
/>وفي تطورٍ بارز، أوردت«الوكالة الوطنية للإعلام»الرسمية«استشهاد مختار بلدة الطيبة حسين منصور (80 عاماً) خلال استهداف العدو الإسرائيلي لمنطقة بيدر الفقعاني في بلدة الطيبة».
/>وأشارت إلى«أن القذيفة التي استهدفت منزل المختار لم تنفجر ولكنها أصابته بشكل مباشر. وكان على الشرفة 8 أشخاص حالت العناية الإلهية دون انفجار القذيفة وحصول مجزرة».
/>وفيما أوردت الوكالة أيضاً سقوط مسيرة صغيرة في محيط جديدة مرجعيون قرب السرايا بسبب عطل فني، تحدثت عن قصف مدفعي لأطراف بلدة يارون وعين الزرقا في خراج بلدة طيرحرفا - صور وبلدة محيبيب في مرجعيون ومحيط بلدات رامية وطيرحرفا وشمع.
/>«حماس – لبنان»: لسنا بوارد تكرار تجربة «فتح لاند»... و«طلائع طوفان الأقصى» ليست إطاراً عسكرياً
/>أوضحت حركة«حماس - لبنان»، أن«طلائع طوفان الأقصى»التي سبق أن أعلنت إطلاقها ودعت لالتحاق فلسطينيي لبنان بها«ليست إطاراً عسكرياً، وليست لها علاقة بمقاومةٍ ضد الاحتلال في الجنوب، إنما هو إطار شعبي يراد من خلاله تنظيم، واستيعاب الشباب من أجل صقل شخصيتهم وربطهم بفلسطين، والاستفادة من قدراتهم في خدمة المجتمع الفلسطيني حتى لا يذهبوا بعيداً باتجاه ظواهر ومظاهر اجتماعية ومجتمعية سلبية سواء كان مخدرات أو تطرف أو غيرهما من القضايا»، مؤكدة أنه«رغم من تحميل هذا البيان أكثر بكثير مما يحمل، إلا أننا نؤكد أننا لم نقصد أي شيء له علاقة بالبُعد العسكري الميداني».
/>جاء هذا الموقف على لسان ممثل«حماس»في لبنان أحمد عبدالهادي الذي زار أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان على رأس وفد من الحركة.
/>وأكد أن«ما يجري من مقاومة سواء كان من المقاومة الإٍسلامية أو المقاومة الفلسطينية يأتي في إطار الدفاع عن شعبنا في فلسطين ومواجهة العدوان الصهيوني الغاشم الذي يرتكب المجازر في كل لحظة وهذا له ظروفه وله البيئة التي يتحرك فيها وقواعد تنظّمه وتحكمه، وهذه قضية لها علاقة بالتوافقات اللبنانية، أما (طلائع طوفان الأقصى) فليس لها علاقة بكل ذلك. وإطلاقها ببُعده الشعبي والجماهيري لا يعني أننا نريد أن نعود للوراء تحت ما سمي سابقاً (فتح لاند) أو ما يمكن أن يسمى الآن (حماس لاند) فهذا ليس مقصوداً ولا يوجد أي قرار عند أي فلسطيني بالرجوع إلى الوراء».