أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، «أن حل الدولتين هو المطلوب وهو الذي يُحقق السلام وسنعمل على أن نكون صانعي السلام»، مؤكداً «أن على أهل جنوب لبنان عدم الخوف، ونحن معكم رغم المصيبة التي تعيشونها ونتحدّى كل الظلم من أجل لبنان»، ومشدّداً على «أن التضامن روحي ومعنوي، وأن المشكلة السياسية اللبنانية نتجت عنها أزمات ورغم كل شيء نريد أن نُصلي معاً من أجل وطننا».
/>
/>جاءت مواقف الراعي في زيارة تَضامُن قام بها لجنوب لبنان وتحديداً منطقة صور التي باتت مركزاً رئيسياً لنزوح آلاف اللبنانيين من البلدات الحدودية، ومنها قرى ذات غالبية مسيحية انتقل سكانها إلى مناطق أخرى.
/>
/>واشتملت جولة الراعي على محطات عدة، من كنيسة سيدة البحار المارونية، ثم كنيسة مار توما للروم الملكيين الكاثوليك، فدار الافتاء الجعفري، حيث كان في استقباله مفتي صور وجبل عامل العلامة القاضي الشيخ حسن عبدالله، وصولاً إلى دار الفتوى في صور حيث استقبله المفتي الشيخ مدرار حبال.
/>

/>ودعا البطريرك في الكلمات التي ألقاها في مختلف هذه المحطات إلى العمل «من أجل السلام وإعطاء الشعوب المقهورة حقوقها».
/>
/>وقال «هذه الزيارة التضامنية في ظل الظروف الصعبة هي واجب انساني أمام هول ما يحصل وهي من أجل السلام وبخاصة ان هذه المنطقة تدفع أثمان حرب لا يوجد فيها أي شعور انساني والتي تدمر وتقتل الاطفال والنساء والشيوخ»
/>
/>وأضاف «نحن حريصون على ان نأتي لنحافظ على وحدتنا بتنوّعها، وهذه الحرب مدمّرة ليس فقط في غزة بل هي حرب خارجة عن كل الحضارة والقوانين الانسانية، وقد اتينا لنعلن السلام. نريد أن نقف في وجه الحقد والكراهية والبغض ونحن اخوة، وهذه هي الثقافة اللبنانية الحقيقية وهذه هي الثقافة الروحية الكنسية الحقيقية».
/>
/>وتابع الراعي «كل البلدات تعيش اليوم تبعات الحرب على غزة، وقد اضطر أهالي البلدات الجنوبية الى ترك منازلهم، ونوجه التحية لكل البلدات والأهالي الذين هم إخوتنا وأهلنا وندعو لحماية الوطن. وعلينا أن نعمل من أجل القضية الفلسطينية التي عمرها 75 سنة، ونعلن أننا بثقافتنا الروحية واللبنانية لا نرضى ان تشطب هذه القضية بلحظة سريعة بل نسعى للسلام الدائم».
/>
/>وأعلن «باسم مجلس الأساقفة والبطاركة اننا معكم صامدون. نحن معكم في حاجاتكم ومعكم من أجل الصمود، رغم كل شيء».
/>
/>وقال «نصمد بوحدتنا ونعرف أن عدوّنا يطمح دائماً لقضم أراض من لبنان وهذا طموحه منذ زمن. نحن معكم صامدون ومتضامنون ونحمل معكم القضية الفلسطينية، ولكننا نشهد حرب إبادة، ليس فيها رحمة، هي حرب تدميرية مبرمجة. توجد أصوات في العالم ولكن لا ينتج عنها مواقف تخفف عن الشعب».
/>
/>واكد «حق الشعب الفلسطيني في ان يقرر مصيره». وقال: «لا نستطيع ان نتفرج على إبادة شعب، واتينا للتكاتف ومن أجل الصمود».
/>
/>وإذ شدّد على «التضامن مع السياج الذي يسمونه الأطراف، هذا السياج هو الذي يحمي الوطن ويدافع عنه من كل المخاطر»، أعلن رداً على ما ذكره احد قادة إسرائيل من أن لبنان كذبة «هو قال ذلك حتى يلغي ما يمتاز به لبنان، أرض التلاقي والحوار والقداسة والتعايش، رغم التنوع الانساني والثقافي. ان المؤامرة الاقتصادية المصطنعة وتفتيت الدولة كلها تخدم مشروعهم. وقد قرّرنا في مجلس الأساقفة والبطاركة أن نصمد ونتشبث بوحدتنا رغم تنوّعنا، وأي سلطة تناقض العيش المشترك فاقدة الشرعية وسنحافظ على الوطن ولن ننزلق إلى الفتن والمكائد».