نفى محللون في الصحف الإسرائيلية أمس، ادعاءات إسرائيل بأن استئنافها الحرب على قطاع غزة، فجر الجمعة، سببه أن حركة «حماس» أرادت إجراء تعديل على صفقة تبادل الأسرى، وطلبت الانتقال إلى مرحلة تبادل كبار السن، بدلاً من الإفراج عن 15 رهينة من النساء والقاصرين.
/>واتهم المحللون القيادة بالتخلي عن الرهائن وبتشكيل خطر على حياتهم. «يبدو أن السبب الحقيقي لرفض إسرائيل طلب حماس، هو الاستمرار في انتقامها وتنكيلها بالأسرى الفلسطينيين القدامى في سجونها، وقسم منهم محكوم بأحكام مؤبدة ويتواجدون في السجون منذ أعوام طويلة، وقسم منهم يعان من أوضاع صحية وحتى أمراض مزمنة تسببت بها ظروف السجن».
/>وكتب الصحافي في صحيفة «هآرتس» جدعون ليفي، أن «تفجير المفاوضات بسبب ذلك والعودة إلى حرب بشكل كامل، هو إعلان واضح حيال سلم أولويات إسرائيل، التي تعالى الاشتباه بها منذ البداية بأنها تفضل الحرب على تحرير المخطوفين».
/>وأضاف أن «إسرائيل فضّلت بشكل واضح تحطيم حماس، مهما سيكون معنى التحطيم، على إنقاذ الأسرى. ولن يفيد أي تلاعب بالكلمات. هذه هي الحقيقة العارية».
/>من جانبه، أشار المحلل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع، إلى أنه باستئناف إسرائيل الحرب «يوجد إنذار مزدوج: الأول، إنذار إسرائيلي لحماس، أنه طالما سلاح الجو يقصف في خان يونس، بالإمكان وقف هذا القصف والعودة إلى المفاوضات ووقف إطلاق النار. ولكن عندما تدخل الدبابات إلى الميدان فسيكون من الصعب جداً العودة إلى الوراء».
/>وأشار برنياع إلى أن «الجيش دخل إلى خان يونس من دون خطة لليوم التالي (بعد الحرب). وربما هذا جيد بالنسبة لعملية انتقام، وليس لعملية غايتها خدمة إستراتيجية. فقد دخل إلى منطقة مليئة بالمهجرين من شمال القطاع، وبلا مأوى».

/>وقال «يضاف إليهم سكان من خان يونس، الذين تطالبهم مناشير الجيش الإسرائيلي بالتحرك جنوباً، باتجاه رفح. والمعطيات التي تنشرها الأمم المتحدة يومياً تشير إلى خطر متزايد لانتشار أوبئة وكارثة إنسانية، بينما طاقم مستشاري وزير الدفاع يوآف غالانت، مقتنع أن هذه التحذيرات مبالغ فيها».
/>وأضاف أن «أحد دروس الأسابيع الثمانية الأولى للحرب هو أن تطهير مناطق غزة من (المقاتلين) ليس بسيطاً. فقد مرّ 57 يوماً ولاتزال الشجاعية تحارب، وجيوب المقاومة موجودة في أحياء أخرى أيضاً. والساعة تدق بسبب الضغط الأميركي وكذلك بسبب وضع السكان. وثمة شك إذا كان لدى إسرائيل أكثر من أسبوعين؛ وثمة شك إذا كان بالإمكان خلال الأسبوعين تحقيق الأهداف المبالغ فيها التي أعلن عنها المستوى السياسي في بداية الحرب».
/>وأكد برنياع «لكن انتصاراً لن يكون هنا. ومن المفضل خفض التوقعات والتوجه بأسرع ما يمكن إلى عملية الإشفاء والترميم، وإعادة المخطوفين قبل أي شيء آخر».
/>ولفتت صحيفة «معاريف»، من جانبها، إلى الخلاف، الذي يبدو أنه عميق جداً، بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وغالانت، والذي برز بشكل واضح جداً، أمس، عندما عقد كل منهما على حدة، مؤتمراً صحافياً.
/>وكشف تصريح نتنياهو عن هذا الخلاف، عندما قال «اقترحت عليه عقد مؤتمر صحافي، وهو قرر ما قرره».
/>يذكر أن الخلاف بينهما يعود إلى مارس الماضي، عندما حذر غالانت من تأثير خطة إضعاف جهاز القضاء على وضع إسرائيل الأمني. وعندها أقاله نتنياهو من منصبه، لكنه تراجع في أعقاب ضغوط الاحتجاجات المناهضة للخطة والضغوط الأميركية.