/>ليس من المُحرمات أن يكون هناك «رئيس وزراء شعبي»، نحتاج ذلك حتى نحمي أبناء الأسرة من هكذا استجوابات مُنفلتة أو غير مُنفلتة، حيث ما أن يُعلن أن هناك استجواباً لرئيس مجلس الوزراء، إلا وتقوم القيامة، ويتعطل البلد، وقد تحدث استقالات وتشكيل جديد يأخذ زمناً من عمر البلد الكثير، وتتعطل مصالح الناس، أو حل مجلس وإعادة انتخابات.
/>نحن لا نتحدث عن رئيس مجلس وزراء حالي أو سابق، إنما نقول إن الزمن قد تغير، وإن التحديات أمام البلد ليس مثل تحديات الأمس، وإن ملامح تراجع الدولة تبدو بالعين المُجردة للمواطن والمُقيم وكذلك للزائر، وليس فقط عبر تقارير ديوان المحاسبة، أو ما ينشر بالصحف، حيث طرق بندوب ظاهرة تحتاج رصفاً ولا حل لها رغم صراخ النواب والمواطنين لسنوات، وأشجار تموت في الطرق ولا أحد يرعاها، ونفق في شارع رئيسي بلا حل لسنوات رغم أنه موضوع بسيط جداً، لكنه عطل الحياة في وسط العاصمة، وإعلان أن الحكومة غير مستعدة لأمطار هذا العام تصريح كارثي، ناهيك ما يحدث في ساحة الإرادة من انفلات، أو مشكلة التعليم وهكذا من قضايا لا يمكن حصرها ولا صوت من الحكومة.
/>دستورياً لا يوجد ما يمنع أن يكون هناك رئيس وزراء شعبي، وهناك تجارب لمملكيات عربية سلمت رئاسة الحكومة لأحد أفراد الشعب، وكلما فشل رئيس أبدلته بغيره، ومنها المملكة الأردنية وكذلك المملكة المغربية، وحقق هذا الاجراء استقراراً لتلك البلدان بل تقدم لها بالحريات وغيرها.
/>إدارة الكويت كما هي في الستينيات والسبعينيات وبعدها، ليس كما إدارتها في الأوضاع الحالية، بمعنى حالياً المسؤوليات جسام والتحديات اليوم أكبر، إدارة البلد تحتاج رئيساً خارق المواصفات له تجارب إدارية ناجحة لشركات أو مؤسسات، وكم لدى الكويت من نموذج لأفراد مُتميزين لهم اسم محلياً وخليجياً وخاصة من الشباب.
/>البلد يحتاج رئيس وزراء «سوبر»، ما أن يُعلن عضو ما عن استجواب إلا ويصعد المنصة بلا تردد ويفند بنود الاستجواب، نريد رئيس مجلس وزراء له حضور إعلامي شهري عبر التلفزيون أو الإذاعة أو الصحافة، ليتحدث عن انجازات حكومته للشعب أولاً بأول، أو اخفاقاتها، رئيس يواجه نواب المجلس بقوة وصلابة ويدافع عن حكومته، وهنا نترك الحكم للشعب، لكن الرفض لصعود المنصة وتحويل استجوابات للجان أو استقالة، هذا لا يخدم البلد في حاضرها ولا مستقبلها.

/>جائز أن يكون هناك رئيس وزراء شعبي خارج المواصفات، إذا لم يتوفر من أبناء الأسرة الحاكمة الذين نُجلهم ونُقدرهم، ولا نريده من التيارات المؤدلجة انما من عامة الشعب وليس من رحم هكذا تيارات ليست نظامية، وليس لها أي أساس قانوني، رئيس يتمكن أن يدير البلد يوماً بيوم من دون أن يخضع لهذا وذاك، أو يتنازل من أجل البقاء في المنصب.
/>من كم سنة اتيحت لي الفرصة أن أجلس مع وزير سابق حيث ذكر أن منصب وزير في الحكومة الكويتية يحتاج أنساناً على شاكلة «سوبرمان» بإمكانه الطيران، حيث الوزير يقوم بإدارة وزارته يومياً، ويتابع ويجتمع مع الأجهزة التابعة، ويحضر اجتماعات مجلس الوزراء، ويحضر جلسات مجلس الأمة واللجان التابعة، ويحضر الأفراح والاتراح، ويكون في المستشفيات يعود قريباً أو صديقاً أو مسؤولاً، ويكون في المطار لاستقبال وفود رسمية، أو سفر لأداء مهمات، ورقبته مُهددة بسيل من الأسئلة وباستجوابات، تصور تلك المهام اليومية والأسبوعية، لكن ذلك الوزير قال افضل لحظة له هو عندما يضع رأسه على الوسادة ليلاً حيث يبدو كجثة هامدة ينسى كل شيء، تصور إذا هذه المسؤوليات على وزير في حكومة، فكيف هي على رئيس وزراء.
/>لكن مع كُل ما كتبت، لو سألت كل الكويتيين عن هكذا موضوع، لقالوا بصوت واحد، لا... لا نريد رئيس وزراء شعبياً ولهم تبريراتهم.
/>عموماً كتبت ما جاء في ذهني وقد يكون رأياً شخصياً.