/>إنه ليس شرق أوسط جديداً، بل عالم جديد يتشكل ولكن من إحدى بوابات الشرق الأوسط وتحديداً من فلسطين العربية، فما يحدث في الأراضي المحتلة منذ السابع من أكتوبر سيغير الكثير، والكل يتفق على أن كل ما كان قبل هذا التاريخ مختلف عما جاء وسيأتي بعده.
/>الأمر اللافت كثيراً بالنسبة لي خلال هذه الأزمة، هو أن معظم شعوب العالم متعاطفة بشدة مع الحق الفلسطيني، ويرفضون همجية وعدوانية الجيش الإسرائيلي، بل ويعترضون على الدعم الكبير الذي تقدمه حكوماتهم لإسرائيل، ولايرغبون أن يخوضوا أو أن تكون لهم يد في هذه المجازر المروعة والإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة منذ عام 1948، ولعل الفارق بين أحداث الماضي والحاضر، هو الإعلام الحديث الذي ساعد على انتشار وإيصال الحقائق كما هي للجميع.
/>نحن كعرب... تعاطفنا ليس مدفوعاً بدافع مناصرة عمياء أو مجرد تعاطف أعمى مع تيار سياسي، كما تدعي الآلة الإعلامية الصهيونية، وإنما نحن نعود بالتاريخ إلى الوراء، وندرك أن الصراع الحالي ليس صراعاً تقليدياً بين بلدين جارين، إنما هو صراع مقاومة من قِبل أصحاب الأرض الأصليين، الذين لم ولن يتقبلوا الأمر الواقع الذي فرضه عليهم الواقع السياسي العالمي منذ أن انتهت الحرب العالمية الثانية.
/>الأمر اللافت أكثر... هو أن الشعب الفلسطيني بات أكثر شراسة وقوة في مقاومة الاحتلال، ولا أشك للحظة بأن المجازر الإسرائيلية والقصف الوحشي على مدار أكثر من أربعين يوماً، إذا ما مضت هذه الأزمة وانتهت بشكل غير مرضٍ لأصحاب الأرض الأصليين، فإن المستقبل سوف ينتج أصنافاً وأشكالاً من المقاومة المدفوعة بدوافع التحرر والثأر معاً.
/>في النهاية... فلسطين اليوم لم تعد تحمل على عاتقها هذا الكم الرهيب من الحزن والدمار والقتل والتشريد فحسب، بل إنها تحمل هموم كل هذه الأمة وأجيال اليوم التي لاتريد أن تشهد سقوطاً جديداً.

/>أسأل الله أن يرحم شهداء فلسطين العربية، وأن يجبر مصابهم، ويشفي جرحاهم، وأن يمدهم بقوة فوق قوتهم ليستمر صمودهم.
/>نقف إلى جانبكم... وقلوبنا معكم، ونتنفس الكرامة من خلالكم.
/>وخزة القلم:
/>إن هذا العالم المليء بالتناقضات، لايزال يتحرك وفق منطق القوة، وإذا امتلكت القوة يوماً وكنت تفتقد الأخلاق والإنسانية، فإنك لست من صناع الحضارة، وتلك القوة سوف تعود عليك وتعجل بهلاكك حتماً.
/>twitter: @dalshereda