/>على العهدِ نبقى.. وهذا قسمْ
/>لنجعلَ وجهَ السما يبتسمْ
/>أتينا لنمسحَ دمعَ الحياةِ
/>وننسجَ رايةَ خيرِ الأممْ
/>نذيبُ الجليدَ عنِ البَسَماتِ
/>ونسقي الكرامَةَ ماءً شَبِمْ
/>ونرفضُ شربَ مياهِ الهوانِ
/>وللمكرماتِ نقولُ نَعمْ
/>وإنَّ الشريفَ طليقٌ وحرٌّ
/>فإن كان عبدًا فهمٌّ وغمّْ
/>ومن كان عبدًا فذيلٌ ذليلٌ
/>ومن كان حرًّا فرأسُ الهرمْ
/>وجُرحُ الكرامةِ وهمُ السرابِ
/>وجُرحُ المهانةِ لا يلتئمْ
/>وما من أذى من عدوٍّ ولكن
/>خنوعَ الشقيقِ صحارى ألمْ
/>وبين الذئاب يرى إخوةً
/>فما كان كيفاً ولا كان كمّْ
/>فلا نخوةٌ من ذليلٍ مُهانٍ
/>وما ذاقَ مجدًا ولا عزَّ شمّْ
/>سيهتزُّ يومًا لأشلاءِ طفلٍ
/>بريءٍ إذا اهتزَّ يوماً صنمْ
/>فإن الجبانَ يعادي الجريءَ
/>وإن البخيلَ يسُبُّ الكرمْ
/>لئامٌ نيامٌ سهامٌ علينا
/>فتعساً وسُحقاً وتباً لكمْ
/>هوانٌ وخوفٌ وضعفٌ.. فهمنا
/>فما سرُّ كيدِكُمو لابنِ عمّ
/>فذاكَ لأعمى يُسمِّي النجومَ
/>وهذا يغنِّي لحشدٍ أصمّْ
/>وأبكمُ صارَ خطيباً بليغاً
/>وأثنى عليهِ ثُغاءُ الغنمْ
/>وإخوةُ يوسفَ لما ذُبِحنا
/>تشمَّتَ بعضٌ وبعضٌ شتمْ
/>وقدّوا القميصَ بكيدٍ ومكرِ
/>وسالَ الرياءُ كسيلِ العَرِمْ
/>ونِسوةُ كنا نظنُّ رجالاً
/>شحذنَ السكاكينَ عطشى لدمّْ
/>وداروا كإعصارِ يرمي شظايا
/>لسحقِ السجايا وطعنِ الذممْ
/>ودوّوا كرعدٍ وهاجوا كموجٍ
/>وثاروا براكينَ ترمي حممْ
/>وصاروا عواصفَ تهذي هراءً
/>شياطينَ تنفُثُ مرًّا وسمّْ
/>وفوَّضَ يعقوبُ للربِّ أمراً
/>فحققَ ما كان قبلاً حُلُمْ
/>وعادَ برَوْح المعزِّ المذلِّ
/>بصيراً وشملُ الشتاتِ التأمْ
/>ويوسفُ عادَ عزيزاً كريماً
/>من البئرِ والحبسِ أعلى أشمّْ
/>بقلبٍ نقيٍّ وطبعٍ سخِيٍّ
/>وخُلقٍ علا شهوةَ المنتقمْ
/>وقنَّنَ أن الصِّعابَ تلاشى
/>بعزمٍ وحزمٍ ونبلِ القِيمْ
/>وللحقِّ نصرٌ ولليلِ بدرٌ
/>إذا السيفُ كان رفيقَ القلمْ
/>وإنَّ الشدائدَ تولدُ فجراً
/>وتنضجُ عصراً وتُمسي عدمْ
/>وداءُ المصاعبِ يُشفى يقيناً
/>بصبرِ النفوسِ وعزمِ الهممْ
/>فأيوبُ بالصبرِ نال العطايا
/>وجادتْ عليهِ رياحُ النِّعمْ
/>ويونسُ نادى.. أجيبَ النداءُ
/>ولا يخذلُ اللهُ عبدًا ظُلِمْ
/>سُنونٌ عِجافٌ مضتْ مظلماتٍ
/>وطعمُ السنابلِ طعمُ السقمْ
/>فما اهتزَّ عرشُ الرجالِ الكرامِ
/>وصرحُ العزيمةِ لم ينهدمْ
/>وإنَّ الجبالَ تسامتْ شُموخاً
/>وما انهدَّ سفْحٌ إذا التلُّ ذمّْ
/>بلوغُ صِغارِ النفوسِ المعالي
/>مُحالٌ ولن يدركوها ولمْ
/>ونعجبُ كيفَ النهارُ يعاني
/>وكيفَ تطالُ الضياءَ التُّهَمْ
/>عمادُ الدسائسِ هشُّ البناءِ
/>ويهوى كذاتِ العمادِ إرَمْ
/>وإنّا على الربِّ نمضي كباراً
/>فلا العربَ نرجو ولا للعجمْ
/>وماذا تَرجّى من الخانعينَ
/>ومن شدَّ ظهراً بضبعٍ ندِمْ
/>ولا ثورَ أبيضَ فينا وإنَّا
/>حمينا الحظيرةَ من مُلتهمْ
/>سنمضي ولا سدَّ يثني خطانا
/>كسيلٍ سيجرفُ تلك الرممْ
/>ونعرفُ أن الطريقَ طويلٌ
/>وشوكٌ وجوعٌ وليلُ أضَمْ
/>فلا الذلُّ يعرفُ باباً إلينا
/>ولا يجهلُ اليأسُ أنّا قممْ
/>ولا النهرُ يقبلُ ألاّ يسيرَ
/>ولا يرتضي النَّسرُ عيشَ الرَّخَمْ
/>وتأبى الطيورُ بألاّ تطيرَ
/>وتأبى الأسودُ بأن تنهزمْ
/>وبدرُ السماءِ وإن غابَ يوماً
/>يطلُّ بشوشاً يزيحُ الظُّلَمْ
/>وإن العنادِلَ بعد غيابٍ
/>تعودُ بلحنٍ شجيِّ النغمْ
/>وتبقى الجيادُ مدارسَ عزٍّ
/>تعيشُ أصائلَ منذُ القِدَمْ
/>وتجري السفائنُ رغمَ العُبابِ
/>تشقُّ طريقاً على الملتطمْ
/>من البحرِ للنهرِ أرضٌ تنادي
/>أما من رجالٍ ألا مُعتصِمْ
/>سئمتُ خطاباتِ قومٍ حَيارى
/>هوانَ المجالسِ.. ذلَّ القممْ
/>فلبيكِ يا أرضُ إنتِ حياةٌ
/>ونبضٌ وحضنٌ وحِصنٌ وأمّْ
/>أتينا لنفرشَ بحركِ ورداً
/>ونروي الصحارى بعذبِ الدِيمْ
/>نزيلُ تجاعيدَ هذا الزمانِ
/>ونحيي الشبابَ بنجمٍ هرِمْ
/>نُعيدُ كتابةَ عصرٍ جديدٍ
/>وننقشُ نوراً بصدقِ الكَلِمْ
/>ونزرعُ شمساً بصدرِ الليالي
/>ونشعلُ فجراً إذا العُتمُ عمّْ
/>ونسكبُ قطراً بسفْحِ السحابِ
/>ونغرسُ نجماً برأسِ العَلمْ
/>ونطلو الحياةَ بلونِ الفَراشِ
/>ونكسو النهارَ بنبلِ الشِّيمّْ
/>وننسجُ للدربِ ثوبَ حريرٍ
/>ونبني غداً من بحارِ الحِكمْ
/>ونكشفُ صدقَ وزيفَ النفوسِ
/>ومن كان فعلاً ومن كان فمْ
/>ونمحو ترابَ قناعِ الوجوهِ
/>نُعرّي ونظهرُ ما قد كُتِمْ
/>نطهرُ ما دنَّسَ الغاصبونَ
/>ونملأُ بالدَّمِ نهرًا ويمّْ
/>ونكسو فلسطينَ ثوبَ أمانٍ
/>ومَسرى الرسولِ سيبقى حرمْ